التدخل الجديد في بنية البندقية: استكشاف مستقبل الحركة والمواصلات المستدامة
في معرض العمارة في البندقية لعام 2025، ظهرت “بوابة إلى الممرات المائية في البندقية” كجزء من تدخل معماري جديد. يجسد هذا المشروع رؤية مبتكرة للمستقبل، وهو تعاون بين مؤسسة نورمان فوستر وشركة بورشه. ظهر المشروع على الواجهة البحرية لمنطقة الأرسينالي. هذا الموقع يعد أحد الموقعين الرئيسيين للمعرض.
البوابة: تركيب فني ومنصة حوار
يتخذ المشروع شكل تركيب فني عائم يعبر المياه. يجمع بين عناصر الفن الحديث والمنهج التحليلي حول البنية التحتية والوسائل المستقبلية للحركة في مدينة البندقية.
لكن هذا المشروع لا يقتصر فقط على كونه مجرد إضافة جمالية. بل يعمل كمنصة حوارية تهدف إلى مناقشة التحديات المستقبلية المتعلقة بالحركة في المدينة. فهي تعتمد بشكل رئيسي على القنوات المائية، وليس على الطرق التقليدية.
إعادة التفكير في التنقل داخل مدينة عائمة
تعتمد البندقية على المياه في جميع نواحي حياتها. تعتبر القنوات المائية الشرايين الرئيسية للنقل داخل المدينة، على عكس المدن الأخرى التي تعتمد على الطرق والمركبات التقليدية.
يسعى هذا المشروع إلى استكشاف سبل جديدة للتنقل المستدام في هذه البيئة الفريدة. هذه خطوة مهمة لفهم كيفية التكيف مع التحديات البيئية في ظل التوسع العمراني والتغيرات المستقبلية.
التعبير عن التنقل عبر “بوابة إلى الممرات المائية في البندقية”
في قلب معرض العمارة في البندقية لعام 2025، يبرز مشروع “بوابة إلى الممرات المائية في البندقية” من تصميم المعماري نورمان فوستر. هذا المشروع يقدم فكرة مبتكرة حول التنقل في مدينة تعتمد على المياه أكثر من الطرق التقليدية.
التفاعل مع الطبيعة: تصميم الهيكل العائم
يتخذ المشروع شكل رصيف عائم يمتد عبر المياه من ضفاف منطقة الأرسينالي، أحد الموقعين الرئيسيين لمعرض البندقية. كما يوضح فوستر، أن الهدف الأساسي من المشروع هو إثارة نقاش حول مفهوم التنقل في بيئة غير تقليدية مثل البندقية. المدينة تمتاز بعلاقتها الفريدة مع الماء.
استلهام التصميم من عالم السباقات
يشير فوستر، الذي يُعرف بشغفه الكبير بجمع السيارات الكلاسيكية، إلى أن تصميم الهيكل المصنوع من الألمنيوم بطول 37 مترًا استُلهم من “الإطار الأنبوبي لسيارات السباق القديمة”.
يتكون الهيكل من إطار شبكي منحني (diagrid) مزوّد بألواح ألمنيوم ماسية الشكل بأحجام مختلفة. هذا التصميم يضمن أن الهيكل يعكس الضوء بشكل مشابه لتموّجات المياه في القناة. مما يمنح المشروع تفاعلًا حيويًا مع البيئة المحيطة.
الفكرة وراء التصميم: التفاعل مع الطبيعة
يشرح فوستر قائلاً:
“كانت الفكرة أن نستخدم مواد بسيطة جدًا، ولكن بتعقيد هندسي عالٍ، لنخلق شيئًا يتفاعل مع الطبيعة – مع الرياح، والضوء، والظلال – ويتمايل مع حركة الأمواج”.
هذا التصميم ليس مجرد هيكل ثابت، بل يعكس التغيرات الطبيعية في البيئة المحيطة به. يعد ذلك جزءًا من تعزيز التجربة البصرية والتفاعلية للزوار والمقيمين على حد سواء.
استكشاف طبيعة التنقل في مدينة بلا طرق: بورشه في البندقية
رغم أن ظهور علامة بورشه في مدينة البندقية التي تفتقر إلى الطرق قد يبدو في البداية غير منطقي. يرى مايكل ماور، نائب رئيس قسم التصميم في بورشه، أن هذا المشروع هو استكشاف لطبيعة الحركة في أكثر البيئات غير المتوقعة.
يقول ماور:
“إذا كنت تعمل في صناعة السيارات، فأنت تتحدث عن التنقل. هذه البوابة ترمز إلى كيف يمكن أن تعمل وسائل التنقل في مدينة مثل البندقية.”
من خلال هذه الفكرة، يطرح المشروع تساؤلات حول كيفية إمكانية تكييف وسائل النقل مع البيئة المائية، التي تميز مدينة البندقية عن غيرها من المدن.
دراجة شيلر: حلاً مبتكرًا للتنقل عبر الماء
من بين ابتكارات المشروع، الجسر العائم الذي يوفّر وصولًا إلى أسطول من دراجات شيلر – مركبات مائية تعمل بالدواسات. هذه الدراجات تمزج بين شكل الدراجة التقليدية وعوامات خفيفة الوزن. هذا يمكن المستخدم من “ركوب الدراجة” عبر سطح الماء.
تُعتبر هذه المركبات وسيلة مبتكرة تلائم البيئة المائية للبندقية. يعكس ذلك إبداع التصميم في إيجاد حلول مستدامة للتنقل في مدينة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمياه.
التحديات الحقيقية في وسائل النقل بالبندقية
تسلّط بورشه ومؤسسة نورمان فوستر الضوء من خلال هذا المشروع على التحديات الكبيرة التي تواجه وسائل النقل في البندقية.
إذ تُعتبر الجندول التقليدي. الذي يُستخدم الآن بشكل حصري للسياح، الوسيلة المائية الوحيدة المعروفة في المدينة. بينما لا توجد قوارب كهربائية أو تعمل بالطاقة المتجددة.
التنقل المستدام: المستقبل الذي يراه المشروع
يأمل الطرفان من خلال تقديم دراجات شيلر، إلى جانب أسطول من قوارب Fantom Air 850 Frauscher x Porsche التي تعمل بالطاقة الكهربائية، أن يثيروا نقاشًا حول وسائل جديدة ومستدامة للتنقل في هذه المدينة العائمة العريقة.
وقد تم عرض هذه القوارب والدراجات خلال أيام افتتاح المعرض. هذا العرض يوضح الإمكانيات المستقبلية للتنقل المستدام، مما يفتح الباب لتفكير أعمق حول كيفية مواجهة التحديات البيئية والتوسع المستقبلي في البندقية.
برنامج “فن الأحلام” لبورشه: تقاطع بين الفن والتصميم والابتكار الحضري
يمثل هذا المشروع أحدث فصول برنامج “فن الأحلام” الذي تديره بورشه، ويهدف إلى استكشاف التقاطعات بين الفن، التصميم، والابتكار الحضري. يعتبر هذا البرنامج فرصة لتعزيز التعاون بين مختلف المجالات الإبداعية، من خلال دمج الأفكار الفنية مع الابتكارات المعمارية والتكنولوجية.
مشاريع سابقة: فن يعبر الحدود
في النسخ السابقة من البرنامج، قام الفنان توماس تروم بتركيب أعمال فنية ضخمة في جنوب فرنسا. هذا الإبداع أتاح للمشاهدين تجربة الفن بشكل غير تقليدي. كما قامت مجموعة Numen/For Use بإنشاء منحوتة تفاعلية ضخمة مكونة من شبكات قابلة للتسلق في وسط أحد القصور التاريخية في ميلانو. هذا العمل الفني يعكس قدرة الفن على التحول إلى تجربة تفاعلية تعبر عن الاندماج بين الفن والمكان.
الشراكة مع نورمان فوستر: تبادل الإبداع والتفاهم العميق
أما بالنسبة لـ مايكل ماور، نائب رئيس قسم التصميم في بورشه، فإن هذه الشراكة تجسد بشكل أساسي روح التبادل متعدد التخصصات.
يقول ماور:
“لقد كانت فرصة لا تتكرر للعمل مع نورمان فوستر. صناعة السيارات عملية شديدة التنظيم والانسيابية، لذا فإن تبادل الآراء مع مجتمع إبداعي يُعد أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لنا.”
ويتحدث ماور عن نورمان فوستر. فوستر لا يعد فقط مهندسًا معماريًا بارزًا بل أيضًا جامعًا للسيارات ومهتمًا بشدة بتاريخها. بالنسبة لفوستر، كانت لحظة مثيرة أن يسمع أفكار ماور حول تصميم السيارات. هذه الأفكار يعتبرها جزءًا من العلاقة المميزة بين الهندسة المعمارية وصناعة السيارات.
التعاون بين الفنون والهندسة المعمارية
يضيف ماور:
“ورغم أن العملية الإبداعية في تصميم السيارات والهندسة المعمارية قد تتشابه، إلا أن النتائج مختلفة تمامًا. لقد فهمنا بعضنا البعض بعمق.”
هذا التبادل المثمر بين التصميم الصناعي والهندسة المعمارية يعكس تداخل الفنون الهندسية في العديد من المجالات. ويؤكد على أهمية التعاون بين الإبداع الفني والابتكار التقني في الوصول إلى حلول معمارية فريدة.
معرض البندقية الدولي التاسع عشر للعمارة 2025
يُفتتح معرض البندقية الدولي التاسع عشر للعمارة لعام 2025 تحت إشراف كارلو راتّي، ويُحمل المعرض عنوان “ذكاء. طبيعي. اصطناعي. جماعي.”. يفتح المعرض أبوابه أمام الجمهور في الفترة من 10 مايو حتى 23 نوفمبر 2025.
مفهوم المعرض
يستهدف المعرض هذا العام استكشاف وتوسيع الحدود بين الذكاء الطبيعي والاصطناعي. يركز المعرض على كيفية تأثير الذكاء الجماعي على عالم العمارة. في هذا المعرض، يتم استكشاف التأثيرات المتبادلة بين التكنولوجيا و البيئة الطبيعية في تصميم وبناء المساحات الحضرية.
التحديات المعمارية الحديثة
أحد الجوانب الرئيسية في المعرض هو النقاش حول تحديات العصر الحالي التي تواجهها العمارة في ظل التغيرات البيئية والتكنولوجية. المعرض يدعو للبحث عن حلول مستدامة وعملية.