تصميم معماري يتحدى مناخ جاكرتا الحار
تكامل بين الطبيعة والهندسة في قلب المدينة
في غرب جاكرتا، يأتي مشروع “Sagehaus” كمثال معاصر على كيفية مواجهة التحديات المناخية من خلال التصميم المعماري الذكي الذي يُظهر تصميم معماري مستدام في جاكرتا. هذا المبنى، الذي يشغل مساحة تُقدّر بـ2000 متر مربع، لا يكتفي بكونه مقرًا رئيسيًا لعلامة تجارية رياضية، بل يُشكّل بيئة عمل مرنة ومفتوحة، تجمع بين المساحات المكتبية والمناطق الاجتماعية والرياضية.
الحلول المناخية في التصميم
من أبرز ما يميز التصميم، هو دمجه لعناصر طبيعية تساعد في تقليل تأثير الحرارة والرطوبة العالية التي تشتهر بها جاكرتا. فقد تم التركيز على تدفق الهواء الطبيعي عبر ما يُعرف بـ”قبة الرياح” — وهي عنصر معماري منحوت بذكاء، تُجسد جزء من التصميم المعماري المستدام في جاكرتا بتوجيه نسائم الهواء نحو المساحات الداخلية والمظللة مثل أماكن الجلوس والتراسات. هذا التصميم يُعتبر جزءًا من الاستراتيجيات المعمارية المستدامة في جاكرتا.
واجهة تخدم الغرض المناخي
بدلًا من الاعتماد على أنظمة التظليل التقليدية، اختار المصممون واجهة مقوسة ومثقوبة بدقة. هذا التصميم يقلل من تسرب أشعة الشمس المباشرة، دون الحاجة لتظليل خارجي صناعي. التدابير المبتكرة هنا تعزز التصميم المعماري المستدام في جاكرتا وتساهم في الحفاظ على برودة المبنى بشكل طبيعي.
مساحات متعددة الوظائف
من الجدير بالذكر أن المبنى يدمج وظائف متعددة في مكان واحد: مناطق عمل، مساحات اجتماعية، وصالة رياضية على السطح. في الواقع، هذه المرونة تُظهر كيف أن التصميم المعماري المستدام في جاكرتا يمكن أن يعكس توجّهًا حديثًا يُعزز بيئة المكتب لتكون أكثر حيوية وتفاعلية.
استراتيجيات معمارية لمواجهة المناخ
الاعتماد على حلول سلبية بدلاً من التبريد الميكانيكي
في مواجهة المناخ الحار والرطب لجاكرتا، اعتمد فريق RAD+AR الإندونيسي نهجًا يوازن بين الاستدامة والراحة، عبر استراتيجيات تصميم سلبية. ولتأكيد التصاميم المعمارية المستدامة في جاكرتا، يستخدم الكتلة الحرارية السميكة في المساحات العامة، وهي وسيلة فعالة للحفاظ على درجات حرارة داخلية مستقرة طوال اليوم.
تشجيع الحركة وتدفق الهواء الطبيعي
ضمن التفاصيل الذكية في التصميم، نجد أن السلالم تم وضعها بشكل استراتيجي لتشجيع الموظفين على استخدامها بدلًا من المصاعد، مما يعزز النشاط البدني اليومي. كذلك، تم نحت فتحات كبيرة في الواجهات بعناية، حيث تُساهم هذه التدابير في تعزيز التصميم المعماري المستدام في بيئة جاكرتا.
المراحيض والمساحات المفتوحة كوسيلة للراحة
حتى التفاصيل التي قد تبدو ثانوية، مثل الممرات المفتوحة (Breezeways) والحدائق الداخلية، أُدرجت لتوفير بيئة أكثر راحة وتهوية. هذه العناصر لا تُسهم فقط في تحسين جودة الهواء، بل تساعد أيضًا على تقليل الاعتماد على أجهزة التكييف، مما ينعكس إيجابيًا على التصميم المعماري المستدام في جاكرتا.
تصميم السطح: صالة رياضية وحديقة في آن واحد
السطح لم يُترك دون وظيفة، بل جُهّز كمساحة مزدوجة: صالة ألعاب رياضية وحديقة ترفيهية مفتوحة. هذه المساحة تعزز مفهوم التصاميم المعمارية المستدامة في جاكرتا والرفاهية في بيئة العمل، وتوفر متنفسًا للموظفين دون الحاجة لمغادرة المبنى.
تنظيم عمودي للمساحات: وضوح وظيفي وتوازن بيئي
توزيع الطبقات الثلاثة للمبنى
يعتمد تصميم المبنى على تقسيمه إلى ثلاث طبقات أفقية، لكل منها وظيفة محددة:
- المستوى الأرضي: مخصص للأنشطة الاجتماعية والإبداعية، مما يفتح المجال للتفاعل اليومي.
- المستوى الأوسط: يضم مكاتب العمل المغلقة والمضبوطة مناخيًا، لضمان التركيز والخصوصية.
- السطح: كما ذُكر، يحتوي على مساحة مرنة للرياضة والاستجمام.
هذا التقسيم الطبقي يُسهم في الترويج لمفهوم التصميم المعماري المستدام في جاكرتا، حيث يتم خلق بيئة عمل متوازنة تجمع بين الانفتاح والخصوصية، دون المساس بالأمان أو الإنتاجية.
تشجيع التفاعل غير الرسمي
عبر توزيع المساحات العامة، وقاعات الاجتماعات، والصالات، والمناطق الترفيهية بطريقة متدرجة ومفتوحة، يتم تشجيع الحركة الطبيعية بين الموظفين، مما يُعزز التواصل غير الرسمي على مدار اليوم ويُضفي طابعًا أكثر إنسانية وجاذبية على بيئة العمل.