جناح الاستقبال في كاخيتي: تصميم معماري يدمج بين البيئة الطبيعية ووظائف الاستقبال

الجناح كمفصل بين البيئة الحضرية والطبيعة

يُصوَّر جناح الاستقبال على أنه مساحة انتقالية، تعمل كمطهر خيالي من عالم حضري مليء بالتلوث إلى مشهد طبيعي يتسم بالوضوح البيئي. هذا التمثيل يسلط الضوء على قدرة العمارة على خلق تجارب حسية تتجاوز الوظائف التقليدية للمساحة.

ديناميكية التصميم والتفاعل مع الزائر

يقف الجناح بين الأرضية والخيال، ليمنح الزائر شعورًا بالحركة والحيوية. تصميمه الدائري والتركيبي يوحي باستمرارية الحركة، حيث تتسلل عناصر الطبيعة من كل جانب، مما يجعل الزائر جزءًا لا يتجزأ من المشهد الطبيعي. هذه الطريقة في دمج الزوار مع البيئة المحيطة تعكس نهجًا معماريًا يربط بين الوظيفة والجمال البيئي.

الطبيعة كعنصر معماري

يمثل الجناح نموذجًا لفكرة دمج الطبيعة داخل التصميم المعماري، بحيث لا تكون مجرد خلفية أو ديكور، بل عنصر فاعل يوجه تجربة الزائر ويعزز من وعيه البيئي. هذا التكامل بين الطبيعة والعمارة يعزز من الانسجام بين الإنسان والمكان، ويجعل التجربة أكثر عمقًا وارتباطًا بالمحيط.

الموقع والبيئة الطبيعية

يقع الجناح في منطقة كاخيتي بشرق جورجيا، بجوار بحيرة كفاريلي، وهي حوض طبيعي محاط بالجبال. هذا الموقع الفريد يجعل الجناح نقطة التقاء بين الغابة والمياه، مما يبرز التوازن بين العناصر الطبيعية المختلفة ويعكس أهمية دمج العمارة مع البيئة المحيطة.

وظيفة الجناح كمبنى استقبال

يعمل الجناح كبوابة استقبال للمنتجع؛ حيث يصل الضيوف، يتركون سياراتهم، ثم ينتقلون عبر وسائل النقل البيئية نحو الفندق. هذا التسلسل يربط بين الوصول والتجربة البيئية بشكل سلس، ويُظهر كيف يمكن للعمارة أن توجه الزائر خطوة بخطوة داخل البيئة الطبيعية المحيطة.

التوازن بين الطبيعة والعمارة

يمتاز التصميم المعماري بقدرته على التوسط بين هدوء البحيرة وكثافة الغابة المحيطة. فالجناح لا يقتصر على كونه مساحة عبور فقط، بل يصبح عنصرًا يعزز التفاعل بين الزائر والطبيعة، مع الحفاظ على الشعور بالانغماس في المشهد الطبيعي دون تشويش بصري أو وظيفي.

التحديات التصميمية

تمثل التحدي الرئيسي في خلق مساحة استقبال تجمع بين راحة الضيوف، وكفاءة العاملين، والحساسية البيئية. كانت الحاجة إلى منطقة انتظار كبيرة تتسع لما يصل إلى 75 سيارة تهدد بعزل المبنى عن المحيط الطبيعي، مما يستدعي حلولًا مبتكرة للحفاظ على التواصل البصري والمكاني مع البيئة المحيطة.

الحل المعماري

لتجاوز هذه العقبة، تم تدوير الشكل المكعب للجناح بمقدار 45 درجة. هذه الحركة البسيطة أسهمت في فتح روابط بصرية ومكانية من جميع الجهات، مما سمح للمساحة بالانفتاح على الطبيعة دون التضحية بوظائفها العملية. هنا يظهر بوضوح كيف يمكن للتدوير والتوجيه الاستراتيجي للمبنى أن يعزز تجربة الزائر ويقلل من أثر البنية التحتية على المحيط الطبيعي.

الانسجام بين الداخل والخارج

يتلاشى في هذا الجناح الفاصل التقليدي بين الداخل والخارج، حيث يبدو المبنى وكأنه “يتنفس” مع المناظر الطبيعية المحيطة. يساهم هذا الانسجام في خلق تجربة حسية متكاملة للزوار، تربطهم مباشرة بالبيئة الطبيعية من حولهم.

التصميم الهيكلي وتدفق المساحات

يقع تحت السقف الخرساني العائم نظام متكامل يجمع بين المناطق المكشوفة والمغطاة بطريقة سلسة، تسمح بتدفق الهواء الطبيعي وتعزز من الشعور بالراحة. ضمن هذا التصميم، توجد منطقة الاستقبال، ودورات مياه الضيوف، ومساحات الخدمة، بالإضافة إلى المكتب الخلفي. تم تصميم المكتب الخلفي بعناية ليوازن بين كفاءة التشغيل وراحة الزوار، ما يعكس اهتمامًا معماريًا دقيقًا بالتجربة الوظيفية والجمالية في الوقت نفسه.

البنية التركيبية والهيكلية

تستند البنية التركيبية للجناح إلى سقف مربع من الخرسانة المسلحة يرتكز على أربعة دعائم رئيسية. يتألف النظام من حجمان خرسانيان مغلقان: أحدهما دائري مخصص للمرافق الصحية، والآخر مربع للمكتب الخلفي، بالإضافة إلى عمودين نحيلين يدعمان السقف بطريقة متوازنة.

دمج الشفافية والانفتاح

بين هذه العناصر الخرسانية، تُستخدم الزجاجات الشفافة لخلق مساحة مفتوحة رئيسية بزاوية 360 درجة. هذا الدمج بين الخرسانة والزجاج يسمح بانسياب الضوء الطبيعي وفتح الروابط البصرية مع المحيط، مما يعزز تجربة الزائر ويقوي الشعور بالاتصال مع البيئة المحيطة.

الامتداد العائم للسقف

يمتد السقف كامتداد عائم يبلغ طوله 6 أمتار، حيث تضمن صلابته نمط ديناميكي مكوّن من أربعة كمرات. هذا التصميم يعكس فهمًا معماريًا دقيقًا لأهمية الجمع بين القوة البنائية والخفة البصرية.

الاستدامة والفعالية

تساهم بساطة استخدام الخرسانة والزجاج في تعزيز المتانة وتقليل الحاجة للصيانة على المدى الطويل. كما تسمح انفتاحية الهيكل بتدفق الهواء الطبيعي، ما يساهم في تقليل استهلاك الطاقة ويخلق تجربة مريحة للزائرين، مع الحفاظ على إحساس بالخفة والشفافية ضمن الإطار المعماري.

✦ تحليل ArchUp التحريري

يمكن تقدير الجهد المبذول في دمج الجناح بين الطبيعة ووظائف الاستقبال، حيث يتيح التصميم مساحات مفتوحة وانسيابًا للهواء الطبيعي، ما يعزز الشعور بالارتباط بالمحيط ويظهر فهمًا للبعد البيئي في العمارة المعاصرة. كذلك، يوفر السقف العائم ونظام الزجاج المفتوح تجربة حسية متكاملة، تعكس الاهتمام بتفاعل الزائر مع الفضاء.

ومع ذلك، تظهر بعض التحفظات عند دراسة المشروع من منظور معماري أوسع. فتقليص الحدود بين الداخل والخارج قد يحد من مرونة استخدام المساحات في الظروف المناخية المختلفة، بينما يفرض الهيكل المكعب والزوايا المحددة قيودًا على توسعة أو تعديل الوظائف المستقبلية. كما أن التركيز على الانفتاح والشفافية قد يزيد من متطلبات الصيانة على المدى الطويل ويستدعي إدارة دقيقة للبيئة الداخلية، خاصة مع ارتفاع كثافة الزوار.

يمكن الاستفادة من المشروع كنموذج لدراسة التوازن بين التجربة الحسية للزائر والحساسية البيئية، مع استخدام الدروس المستفادة لتحسين التكيف مع المناخ المحلي، وتقديم حلول مبتكرة لتحقيق انفتاح مماثل دون التضحية بالوظائف العملية أو الاستدامة على المدى الطويل. هذا النهج يعزز النقاش المعماري حول دمج الطبيعة في التصميم دون الانزلاق نحو المباني الزخرفية أو التجميلية، مع التركيز على الفائدة العملية والتكيف المستقبلي.

موقع المشروع

قُدم لكم بكل حب وإخلاص من فريق ArchUp

لا تفوّت فرصة استكشاف المزيد من أخبار معمارية في مجالات الفعاليات المعمارية، و مشاريع معمارية عبر موقع ArchUp.