تتحدى الفنانة الرقمية بوجاريني غوش القوى الخفية التي تشكل عوالمنا الرقمية من خلال تركيبها “Pop My Bubble”، وهو تركيب واقع معزز (AR) يكشف كيف تحدد الخوارزميات ما نراه ومن نكون في الفضاءات الرقمية.
التخصيص الخوارزمي مقابل الهوية الثقافية:-
عندما انتقلت غوش من مومباي إلى نيويورك، تغيرت خلاصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها بشكل جذري. بدأ المحتوى الثقافي المحدد يختفي، ليحل محله توصيات مكيفة حسب المنطقة. هذه الظاهرة ألهمت عملها “Pop My Bubble”، الذي يصور كيف تقوم الخوارزميات بتوحيد الرؤية الثقافية، محوِلة التنوع لصالح المحتوى الأكثر تشويقًا.

كيف تعمل تجربة الواقع المعزز:-
يغمر التركيب المستخدمين في عالم رقمي ديناميكي:
- فقاعات الواقع المعزز العائمة تمثل أجزاءً من خلاصة غوش على وسائل التواصل.
- يمكن للزوار فرقعة الفقاعات، مما يؤدي إلى إعادة تشكيل البيئة الرقمية في الوقت الفعلي.
- حلقة تفاعلية حية (مطورة بواسطة Adobe Aero + TouchDesigner) تحول تفاعلات المستخدمين إلى تغييرات مرئية، مما يعكس كيف تعيد الخوارزميات تشكيل الهوية.
البعد الفلسفي:-
من يتحكم بوعينا الرقمي؟**
يطرح العمل أسئلة وجودية حول مدى حريتنا في العالم الرقمي. فبينما نظن أننا نختار المحتوى الذي نستهلكه، تكشف غوش أن الخوارزميات هي من تقوم بالاختيار نيابة عنا، مما يشكل وعينا الجمعي بطريقة خفية. هذا التحول من التعددية الثقافية إلى النمطية الإقليمية يهدد بفقدان التنوع الذي يشكل جوهر الإنسانية. العمل يذكرنا بأننا قد نعيش في “فقاعات رقمية” لا ندرك وجودها حتى يتم كشفها أمام أعيننا.

التقنية كوسيط فني:-
يعتمد التركيب على تقنيات متطورة مثل Adobe Aero وTouchDesigner لخلق تجربة تفاعلية غامرة. ما يميز هذا العمل هو استخدامه للبيانات الحية من وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعله مرآة عاكسة لآليات عمل المنصات الرقمية. اختيار الواقع المعزز كوسيط ليس اعتباطياً، بل لأنه يسمح بجسر الهوة بين العالم المادي والرقمي، تماماً كما تفعل وسائل التواصل في حياتنا اليومية. التقنية هنا ليست مجرد أداة، بل أصبحت جزءاً من الرسالة الفنية ذاتها.
التفاعل الجماعي: عندما يصبح المشاهد مشاركاً في العمل:-
أحد أكثر الجوانب إثارة في العمل هو كيف يحول الزوار من متلقين سلبيين إلى مشاركين فاعلين. كل ضغطة على فقاعة، كل حركة، تساهم في إعادة تشكيل المشهد البصري. هذا الجانب التفاعلي يذكرنا بأننا لسنا ضحايا سلبيين للخوارزميات، بل لدينا دائماً خيار المقاومة والتفاعل النقدي. العمل يخلق مساحة للحوار بين التكنولوجيا والمجتمع، بين الخوارزمية والإنسان.
تأثير العمل على النقاش الثقافي المعاصر:-
“Pop My Bubble” ليس مجرد عمل فني، بل هو بيان ثقافي يواكب أهم النقاشات المعاصرة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. في وقت تشتد فيه المناقشات حول الشفافية الخوارزمية، يقدم هذا التركيب طريقة مبتكرة لفهم هذه القضايا المعقدة. العمل يكتسب أهمية خاصة في ظل تزايد القلق العالمي من سيطرة عدد قليل من الشركات التكنولوجية على تدفق المعلومات وتشكيل الرأي العام.

الموضوعات الرئيسية التي يستكشفها العمل:-
الهوية الرقمية المتغيرة – يتحدى فكرة “الذات الثابتة” على الإنترنت.
التحيز الخوارزمي – يظهر كيف تفضل المنصات المحتوى الإقليمي على الثقافات المحددة.
التأثير الجماعي – يوضح كيف تشكل تصرفات الأفراد المساحات الرقمية المشتركة.
لماذا هذا العمل مهم؟
بينما تقوم خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي بتصفية واقعنا أكثر فأكثر، يطرح “Pop My Bubble” سؤالاً جوهرياً: هل نحن من نتحكم بما نراه، أم أن الخوارزميات هي من تتحكم بنا؟
جرب المشروع بنفسك: تابع أعمال بوجاريني غوش لاكتشاف المزيد من أعمال الفن الخوارزمي وتجارب الهوية الرقمية.