التحضير للعواصف: السلامة والاستعداد للمخاطر المناخية في المباني

في ظل تكرار الظواهر الجوية المتطرفة مثل الأمطار الغزيرة والفيضانات، أصبح الاستعداد للعواصف من الضروري على أصحاب المباني وإدارات الصيانة اتخاذ خطوات وقائية لحماية المنشآت وقاطنيها. بعد الكارثة التي ضربت مدينة نيويورك في سبتمبر 2021، حيث تسببت الأمطار القياسية في انهيارات وانقطاع الكهرباء وتلف البنية التحتية، أصدرت إدارة المباني في نيويورك (DOB) مجموعة من الإرشادات لتقييم الأضرار ومعالجتها. يتناول هذا المقال الخطوات العملية للاستجابة الفورية للعواصف، والإجراءات الوقائية طويلة المدى، وأفضل الممارسات لتجنب المخاطر الصحية والهياكلية, وكيفية الاستعداد للعواصف على المدى الطويل مع تحليل لبعض التحديات والحلول المقترحة.

الخطوات الفورية بعد العواصف

تقييم السلامة العامة

قبل الدخول إلى المبنى، يجب التأكد من خلوه من المخاطر المباشرة مثل انهيار الأسقف أو تسرب الغاز. ينصح بإتباع الخطوات التالية في إطار الاستعداد للعواصف.

مصدر موثوق: تنصح إدارة الطوارئ الفيدرالية الأمريكية (FEMA) بـ”عدم دخول المباني حتى يُؤكد فني متخصص عدم وجود خطر انهيار”، وفقًا لتوجيهاتها في دليل إدارة الكوارث المنزلية.

التعامل مع الأضرار الداخلية

الفيضانات تزيد من خطر نمو العفن السام، خاصة في الجدران والأرضيات الخرسانية. يجب إزالة المواد المتضررة مثل السجاد أو الجبس خلال 48 ساعة، واستبدالها بمواد مقاومة للرطوبة كجزء من الاستعداد للعواصف المستقبلية.

استراتيجيات استباقية لتعزيز مقاومة المباني

تحسين تصميم أنظمة التصريف

تثبيت أنابيب تصريف مياه الأمطار بقطر أكبر من القياسي، وتركيب صمامات رجعية لمنع عودة مياه الصرف إلى المبنى. تشير دراسة من وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) إلى أن “تحسين أنظمة التصريف يقلل من احتمالية الفيضانات الداخلية بنسبة تصل إلى 60%”. هذه الدراسة تؤكد أهمية الاستعداد للعواصف بشكل فعال ومبكر.

استخدام مواد مقاومة للطقس

استبدال النوافذ التقليدية بنوافذ مقاومة للماء، وتغليف الجدران الخارجية بمواد عازلة.

المخاطر الصحية الناتجة عن الفيضانات

انتشار العفن

تتراكم الرطوبة في الجدران والأسقف، مما يخلق بيئة خصبة لنمو العفن، الذي قد يسبب أمراضًا تنفسية. يوصى بتنظيف المناطق المتضررة بمحلول مبيض مخفف (1 كوب مبيض لكل 4 لترات ماء) وفقًا لتوجيهات وزارة الصحة في نيويورك.

تلوث المياه

في حال تلف أنابيب المياه، يجب غلي الماء قبل الاستخدام حتى يُتأكد من خلوه من البكتيريا. تقدم إدارة الصحة العامة في المدينة أدوات فحص ميدانية مجانية لتحليل جودة المياه.

تحديات تنفيذية وحلول مقترحة

رغم توفر الإرشادات، يواجه أصحاب المباني تحديات مثل ارتفاع تكاليف التحديث أو نقص الوعي في إطار الاستعداد للعواصف.

• التحدي: عدم توفر ميزانية كافية لتحديث أنظمة التصريف.
• الحل: الاستفادة من برامج المنح الحكومية مثل “منحة إعادة بناء البنية التحتية المناخية” التي تقدمها ولاية نيويورك.
• التحدي: تأخير فحص المباني بسبب نقص الفنيين المدربين.
• الحل: التعاون مع شركات صيانة معتمدة من إدارة المباني (DOB) لضمان سرعة الإنجاز.

رأي ArchUp: تحليل ونقاش

رغم الجهود المبذولة، تظل هناك ثغرات في تطبيق معايير السلامة. على سبيل المثال، لا تزال بعض المباني القديمة تعتمد على أنظمة تصريف غير محدثة، مما يزيد من خطر الفيضانات. نقترح تعديلات تشريعية تلزم أصحاب المباني بتحديث أنظمة البنية التحتية كل 10 سنوات، مع تقديم حوافز مالية لتشجيع الالتزام. كما أن التوعية المجتمعية ضرورية، حيث يجهل كثير من السكان كيفية التعامل مع المخاطر الصحية مثل العفن. ينبغي على البلديات تنظيم ورش عمل تدريبية مجانية في المناطق المهددة بالخطر كجزء من برنامج الاستعداد للعواصف.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

هل يُسمح بدخول المبنى بعد الفيضان؟
لا، حتى يتم فحصه من قبل مهندس مدني معتمد للتأكد من عدم وجود تشققات في الأساسات.

كيف أتعامل مع مخلفات الفيضان؟
استخدم أدوات حماية شخصية (قفازات، نظارات) وقم بجمع النفايات الصلبة أولًا، ثم تنظيف الأسطح بمطهرات معتمدة.

هل تغطي التأمينات أضرار الفيضانات؟
نعم، لكن معظم سياسات التأمين العادية لا تشمل الفيضانات. يُنصح بشراء وثيقة تأمين منفصلة من برنامج “الفيضانات الفيدرالي” (NFIP).

جدول تلخيصي