برج جديد بارتفاع 400 متر يعيد تشكيل أفق دوشانبي في قلب آسيا الوسطى

: صعود عمودي داخل وادي جيصار

يرتفع برج دوشانبي وسط الحديقة العامة الممتدة في وادي جيصار، حيث يتقاطع الامتداد الأخضر مع الخطوط الرأسية للمبنى. يظهر البرج كمسار جديد للحركة داخل المدينة، إذ ينتقل الزائر من مستوى الأرض الهادئة إلى ارتفاعات تتغيّر فيها الإضاءة ومسارات الهواء. تُعرّف الواجهة الملتوية للمبنى علاقة مباشرة مع الجبال المحيطة؛ فكل خط جانبي يعكس تغيّرًا في تضاريس المنطقة، ويحوّل الكتلة إلى نقطة قراءة لملامح الطبيعة.

يبدأ الزائر تجربته من ممرات مخصّصة للمشاة دون حركة سيارات، ما يسمح برؤية واضحة للحديقة والبرج في لحظة واحدة. يتقدّم عبر مساحات منحدرة خضراء تقوده تدريجيًا نحو المدخل الرئيسي، حيث يستقبل المبنى الحركة البشرية عبر ساحة مغطاة بعناصر تظليل تمتد من الكتلة الرئيسية.

: حركة الزائر داخل كتلة رأسية متعددة الاستخدامات

عند الدخول، يتحول المسار الأفقي إلى حركة عمودية واضحة. تعتمد التجربة الداخلية في برج دوشانبي على انتقال تدريجي بين وظائف متعدّدة: سكن، عمل، ضيافة، وتصفّح المشهد الخارجي من مستويات مرتفعة. تنفتح الشرفات الزجاجية على الحديقة، وتتيح رؤية تعكس تغيّر الإضاءة حسب مستوى الارتفاع.

توزّع المساحات بطريقة تجعل الحركة اليومية بسيطة وخالية من التعقيد. ينتقل الفرد بين طوابق متتابعة تعتمد على مسارات قصيرة، وتداخلات بصرية بين الداخل والخارج. تتكرّر الكلمة المفتاحية برج دوشانبي داخل التجربة، لأنه عنصر ثابت يربط الوظائف المختلفة دون فصل حاد بينها.

: قراءة عمرانية مستمدّة من تضاريس الجبال

تعتمد الواجهة على عناصر هندسية تشبه رقائق مائلة تحاكي تكوينات الجبال المحيطة. تتحرك هذه العناصر مع انحناء الكتلة، وتشكّل مظلات عند القاعدة تساعد في خفض الحرارة وفي خلق مناطق ظلّ حول المساحات العامة.

يعتمد النظام الخارجي على تدرّج في العمق والامتداد، ما يعزّز التفاعل بين ضوء الشمس وطبيعة الزجاج المستخدم. ترتبط هذه المعالجة بمفهوم الاستمرارية بين البيئة والعمارة، وهو أحد المحاور الأساسية التي يقوم عليها برج دوشانبي.

المواد والتقنيات المستخدمة:

تعتمد عملية البناء على مجموعة من المواد والتكوينات الإنشائية الملائمة للبيئة الطبيعية ولمتطلبات المنطقة الزلزالية. جاءت أهم المواد والتقنيات في قائمة محددة وواضحة:

1. نظام إنشائي مقاوم للزلازل بنسبة تحمّل عالية مناسب لموقع في نطاق نشاط زلزالي قوي.
2. واجهات زجاجية شفافة بنسبة نفاذ ضوئي تصل إلى 70% لرفع جودة الإضاءة الطبيعية.
3. عناصر تظليل خارجية تغطي ما يقارب 40% من واجهة الكتلة لتقليل الجهد الحراري.
4. مظلات معدنية ممتدة بطول القاعدة بامتداد 25% من محيط المبنى لخلق مناطق مشاة مظلّلة.
5. مساحات خضراء محيطة تغطي أكثر من 60% من نطاق الحركة الأرضية للمساعدة في التبريد بالتبخر.
6. طبقات زجاج مزدوج بقدرة عزل حراري بنسبة 35% مقارنة بالزجاج التقليدي.

: اندماج التصميم مع البيئة والمناخ

تتعرض المدينة لارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة خلال الصيف، ما استدعى دمج الحديقة المحيطة كجزء أساسي من التصميم. تقوم الحديقة بدور بيئي مهم في تخفيض أثر الجزر الحرارية، عبر مناطق مظلّلة، وأحواض نباتية، ومسارات تسمح بمرور الهواء بين الأبنية المحيطة.

يتعامل برج دوشانبي مع المناخ عبر توزيع الكتل بطريقة تسمح بخلق ممرات تهوية طبيعية. تساعد الطبقات الزجاجية المتدرجة وعناصر التظليل على تنظيم ضوء الشمس، وتقليل الضغط الحراري على المساحات الداخلية.

: رؤية عمرانية تتشكل من جديد

يُعاد تشكيل الحركة في المنطقة عبر تنظيم جديد للمساحات المفتوحة. تعتمد الرؤية على دمج الامتداد العمودي للمبنى مع انتشار أفقي واسع للحديقة. تبقى الكلمة المفتاحية برج دوشانبي عنصرًا محوريًا في سياق التطوير، لأنها تعبّر عن توجه جديد يجمع بين النمو الرأسي والحفاظ على الامتداد الأخضر.

يقدّم المشروع قراءة واضحة لما يمكن أن تكون عليه المدينة خلال العقود القادمة: بنية رأسية منتظمة، محاطة بحديقة تعمل كمساحة اجتماعية، وممرات خالية من المركبات، وتفاعل مباشر بين الكتلة والبيئة المحيطة.

خاتمة توثيقية

يظهر برج دوشانبي كتجربة عمرانية جديدة تعتمد على العلاقة بين الطبيعة والعمارة، وتبحث عن توازن بين الارتفاعات الكبيرة وإمكانية الحركة على مستوى الأرض. ينقل الزائر من الحديقة الممتدة إلى مستويات عالية دون فصل، ويعتمد على تفاصيل دقيقة في الواجهة وفي توزيع المساحات. يمثّل المشروع مرحلة جديدة في تطور المدينة، ويعكس تحولًا في طريقة بناء الهياكل العمودية داخل سياق بيئي متغيّر.

يوثّق ArchUp باستمرار أبرز المعارض والمؤتمرات في مجال العمارة، مع تغطية دقيقة لـالمسابقات الدولية ونتائجها الرسمية في قاعدة بيانات مفتوحة للباحثين والمهتمين.

✦ نظرة تحريرية على ArchUp

يعتمد برج دوشانبي على لغة معمارية تقوم على التواءات واضحة تعكس الطبيعة الجبلية المحيطة، وتشكّل واجهته طبقات متدرجة من الظلال والانعكاسات تُظهر حركة الضوء على الكتلة طوال اليوم. يقدم المشروع تجربة بصريّة تعتمد على الانتقال التدريجي بين الحديقة والمبنى، ما يمنح الزائر قراءة متواصلة للفراغ. ورغم جودة التكامل بين العموديات والمساحات الخضراء، إلا أن الاعتماد الكبير على الزجاج يطرح تساؤلات حول أداء الطاقة في مناخ شديد الحرارة. مع ذلك، يضيف التصميم قيمة عمرانية عبر ربط الامتداد الرأسي بالحديقة العامة وتعزيز المشهد الحضري للمدينة.