تحديثات عمرانية في قلب حي الفينيل
شهد فندق W هوليوود مؤخرًا إعادة افتتاحه بعد أن خضع لعملية تجديد شاملة نفذتها مجموعة روكويل المعمارية. يقع الفندق في قلب “حي الفينيل” بمدينة لوس أنجلوس، وهو حي يكتسب حاليًا أهمية متزايدة في السياق الثقافي والعمراني للمنطقة.
تكامل التصميم مع المساحات العامة
ضمن التجديدات الجديدة، تم إضافة مقهى يعمل طوال اليوم في الطابق الأرضي. يبرز هذا التحديث كجزء من توجه أوسع لتفعيل المساحات العامة داخل الفنادق وتحويلها إلى أماكن متعددة الاستخدام، وليس فقط للإقامة. وقد تم تصميم المقهى ليكمل التجربة العامة في الفندق، حيث يتناغم مع صالة “الليفينغ روم”، والبار، ومنطقة الباحة الخارجية المتصلة بالمدخل الرئيسي.
التصميم الداخلي: توظيف الرمزية والسياق التاريخي
اعتمد تصميم المقهى الجديد على رؤية المهندسة أليكا نفيسي-موواغار من استوديوهات Adean، حيث دمجت بين الإلهام الفني والتاريخي المستمد من أجواء هوليوود المحيطة. هذا التوجه ينسجم مع مفاهيم العمارة المعاصرة التي تسعى إلى خلق هوية مكانية مرتبطة بالسياق الثقافي.
توازن بين الضوء والخامة
في ساعات النهار، تتفاعل العناصر المادية في المكان مع الضوء الطبيعي المنعكس من الشرفة، مما يضفي حيوية على الأثاث الداخلي. تبرز الكراسي المخملية ذات اللون الأصفر الخردلي والتفاصيل الكلاسيكية، إلى جانب المقاعد المصممة خصيصًا والثريات الكروية المصنوعة حسب الطلب. كل هذه العناصر تخلق إحساسًا بالدفء وتوازنًا بصريًا مدروسًا.
التفاصيل اليدوية والملمس البصري
وراء طاولة القهوة المصنوعة من الرخام، تبرز بلاطات Zia المصنوعة يدويًا، في إشارة إلى العودة إلى الحِرَفية التقليدية. كما تتكامل الأرضية المزخرفة مع الطاولات المصممة خصيصًا من قبل الاستوديو، بينما تمنح النقوش البارزة على الجدران—والتي تمثل أوراقًا وطيورًا—عمقًا بصريًا دون أن تطغى على المشهد العام.
التحول الليلي في الوظيفة والجو
مع حلول المساء، يتحول المكان تدريجيًا إلى مساحة أكثر خصوصية. فالإضاءة الخلفية الرومانسية تتيح استخدام الغرفة الرئيسية كمنطقة لتناول الطعام الخاص. الجدير بالذكر أن هذا التحول الجمالي مستوحى من رمزية “فينوس”، التي تمثل في الأساطير القديمة مفاهيم الحب والجمال والخصوبة.
تجربة غذائية متنوعة تستحضر الثقافات والطابع المحلي
يقدم المقهى تجربة طعام تمتد على مدار اليوم، تتسم بالتنوع وتوازن النكهات. وتكشف القائمة عن خلفية ثقافية غنية تعبّر عن انفتاح التصميم الغذائي على التراث الشخصي للمشاركين فيه، إلى جانب تأثره بالبيئة المحلية.
وجبة الإفطار: مزيج من البساطة والتقنيات المعاصرة
في فترة الصباح، يمكن ملاحظة التركيز على المعجنات الطازجة كمكون أساسي في قائمة الإفطار، وهي مقدمة ضمن واجهة مخصصة في الغرفة الأمامية للمقهى. من أبرز الخيارات وجبة “بوريتو الإفطار”، التي تدمج بين مكونات أمريكية كلاسيكية مثل الهاشبراون والريب القصير المطهو ببطء، مع لمسة من التقديم المعاصر، مثل صلصة الرانشيرو الحارة. اللافت في الأمر أن هذه الوصفة تم إعدادها على يد الشيف ويلما فينتورا-واشا، مما يضيف بُعدًا شخصيًا للتجربة.
الغداء: استحضار النكهات الشرقية والتقاليد المنزلية
تتسع قائمة الغداء لتشمل أطباقًا مستوحاة من مطابخ عالمية. فساندويتش الفلافل يعكس حضور المطبخ الشرقي، بينما تظهر التأثيرات الآسيوية في سلطة الدجاج التايلاندية المُتبَّلة بصلصة الزنجبيل والليمون. تجدر الإشارة إلى أن وصفة هذه الصلصة تعود إلى جدة الشيف، مما يعكس علاقة الطعام بالذاكرة والحنين.
العشاء: تحولات في المذاق والجو العام
مع تمديد ساعات العمل لتشمل وجبة العشاء، تم دمج قائمة طعام مستوحاة من صالة “الليفينغ روم” تُعرف باسم “There There”. وتبرز في هذه القائمة مقاربات غير تقليدية في إعداد الأطباق، مثل أصابع الدجاج مع الكافيار، وكروكيت الفطر البري، وتشيز كيك بنكهة الميسو الأبيض والماشا. أما كوكتيل “بيربل هايز”، فهو يمزج بين عناصر من المطبخ الياباني والعطري مثل جين Roku وأغاف اللافندر، مما يعكس توجهًا نحو التجريب في المشروبات أيضًا.