مدرسة شازال: نموذج متكامل للتجديد المعماري المستدام والتعلم البيئي

رؤية المشروع: دمج الطاقة والطبيعة

ينطلق مشروع مدرسة شازال في شاربيك من هدف مزدوج وواضح. أولاً، يسعى الفريق لتحويل مبنى المدرسة القائم منذ السبعينيات إلى نموذج رائد في كفاءة الطاقة. هذا التحول لا يقتصر على التجديد الجمالي، بل يتضمن تحسين الأداء البيئي للمبنى من خلال تقنيات معمارية مستدامة واستخدام مواد صديقة للبيئة.

إعادة تصور الساحة المدرسية

إلى جانب تحسين كفاءة المبنى، ركّز المشروع على إعادة تصميم ساحة المدرسة لتصبح مساحة تعليمية خضراء. إذ توفر هذه المساحة بيئة تفاعلية تمكن الطلاب والمعلمين من الاستفادة من الطبيعة في الأنشطة اليومية. إضافة إلى ذلك، تساعد المساحات الخضراء على تحسين جودة الهواء وتوفير بيئة تعليمية أكثر هدوءًا وتركيزًا.

التكامل بين البنية والطاقة

يمثل المشروع نموذجًا للتكامل بين التحول البيئي وتحسين الأداء المعماري. من خلال الاستفادة من البنية القائمة وتقليل عمليات الهدم، ودمج عناصر مسبقة الصنع، يعكس المشروع نهجًا دائريًا في التصميم. هذا النهج لا يحافظ على الموارد فحسب، بل يعزز أيضًا مرونة المبنى واستجابته لمتطلبات التعليم الحديث.

حالة المبنى قبل التجديد

كانت المدرسة في الأصل مبنى مضغوطًا وغير معزول، ولم تخضع لأي عملية تجديد منذ بنائها. مع مرور السنوات، أصبحت واجهاته المتقادمة وأنظمته التقنية القديمة غير قادرة على تلبية متطلبات الراحة أو معايير الاستدامة الحديثة، ما جعل التدخل ضرورة ملحة.

التجديد بأسلوب دقيق ومستدام

استجابةً لهذه التحديات، اعتمد المشروع تدخلًا جذريًا لكنه دقيق. فقد تم تغليف المبنى القائم بـ غلاف طاقة جديد مصنوع من لوحات معزولة جاهزة، ما ساهم في تحسين الأداء الحراري للمبنى وتقليل استهلاك الطاقة. هذا الأسلوب يعكس التوازن بين الحفاظ على البنية القائمة وتحديثها وفق المعايير المعمارية الحديثة.

الحفاظ على الهيكل ومنحه حياة جديدة

لقد سمحت الاستراتيجية المتبعة بالحفاظ على الهيكل الأصلي للمدرسة، مع منحه حياة ثانية تلبي متطلبات العصر الحديث. على جانب الشارع، تُغلق الواجهة الجديدة جزئيًا لتحسين العزل الحراري، لكنها ما تزال تسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى الممرات الداخلية، ما يحافظ على الشعور بالراحة والإضاءة النهارية.

واجهة مفتوحة على الساحة الداخلية

على الجانب المواجه للساحة الداخلية، تم تصميم الواجهة ببسخاء ومرونة، لتوفر فصولًا ومكاتب مضيئة ومشرقة، تعزز من تجربة التعلم وتوفر بيئة مريحة للطلاب والمعلمين.

تحسين الأنظمة الداخلية

في الداخل، تم استبدال الأنظمة القديمة بتركيبات حديثة وفعّالة، تشمل:

• إضاءة LED موفرة للطاقة.
• نظام تهوية مزدوج التدفق يحسن جودة الهواء.
• تدفئة منخفضة الكربون تقلل الأثر البيئي.
• تحسينات صوتية لزيادة الراحة السمعية داخل الفصول.

هذا النهج المتكامل يجمع بين الاستدامة والكفاءة، ويحول المدرسة إلى نموذج تعليمي حديث مع مراعاة الراحة والبيئة.

إعادة تصور الساحة المدرسية

في الوقت نفسه، تم إعادة تصور ساحة المدرسة لتصبح عنصراً رئيسياً في المشروع. كانت الساحة سابقًا سطحًا مغلقًا ورتيبًا، لكنها تحولت الآن إلى مساحة مسامية وخضراء ومتنوعة الاستخدامات، تعكس مفهومًا بيئيًا وتعليميًا متكاملاً.

إدارة المياه وتعزيز التنوع البيولوجي

تم تصميم الساحة بحيث تُدار مياه الأمطار من خلال قنوات مفتوحة وحدائق مطرية، مما يجعل الماء مرئيًا وملموسًا للأطفال ويزيد من فهمهم لدورة المياه في الطبيعة. كما تم تعزيز التنوع البيولوجي عن طريق زراعة أنواع محلية وخلق مواطن طبيعية للنباتات والحشرات، ما يساهم في تعزيز الوعي البيئي لدى الطلاب.

الساحة كبيئة تعليمية وترفيهية

صُممت الساحة لتكون مكانًا للترفيه وفصلًا دراسيًا خارجيًا في الوقت نفسه. فهي توفر بيئة تعليمية حية، حيث يمكن للطلاب التعلم من خلال التواصل المباشر مع الطبيعة، وملاحظة النباتات والتربة ودورة المياه بشكل عملي، ما يعزز فهمهم للعلوم البيئية بطريقة تفاعلية وممتعة.

تنوع فرص اللعب

يأخذ اللعب في المدرسة أشكالًا متعددة، تجمع بين الفرص المنظمة وغير الرسمية. تشمل المساحات المنظمة ملاعب الرياضة والتلال المخصصة للعب، بينما تنشأ الفرص غير الرسمية من العناصر الطبيعية مثل الصخور، جذوع الأشجار، والحدائق الظليلة.

تعزيز النشاط البدني والخيال

معًا، توفر هذه العناصر مجموعة واسعة من التجارب التي تشجع على النشاط البدني وتنمية الخيال. كما تعزز التفاعل الاجتماعي بين الطلاب، ما يجعل الساحة بيئة تعليمية متكاملة، تجمع بين التعلم، اللعب، والاكتشاف الذاتي.

التكامل بين الطاقة والطبيعة

تُظهر عملية تجديد مدرسة شازال كيف يمكن لطبقتين من التحول، الطاقية والمناظر الطبيعية، أن تعززا بعضهما البعض بشكل متكامل. فقد اعتمد المشروع على تقليل الهدم، إعادة استخدام الهيكل القائم، والعمل بالعناصر الجاهزة، ما يعكس نهجًا دائريًا في التصميم يحافظ على الموارد ويزيد من مرونة المبنى.

ساحة مدرسية بيئية وتربوية

من خلال تحويل ساحة المدرسة إلى مساحة بيئية وتربوية حية، يعزز المشروع الحياة اليومية لكل من الطلاب والمعلمين، موفّرًا بيئة تعليمية غنية بالتجارب العملية والملاحظة المباشرة للطبيعة.

نموذج مدرسة مستدامة

يتجاوز المشروع كونه مجرد تجديد معماري، ليصبح نموذجًا لمدرسة فعّالة في استهلاك الطاقة ومرتبطة بعمق ببيئتها. هذا النهج المتكامل يجمع بين الاستدامة، الراحة، والتجربة التعليمية المثرية، ما يجعله مرجعًا لأي مشاريع تعليمية مستقبلية.

✦ تحليل ArchUp التحريري

يقدّم مشروع مدرسة شازال تجربة معمارية طموحة تجمع بين الحس البيئي والرؤية التعليمية الحديثة، وهو ما يُحسب له من حيث الفكرة والنية في خلق بيئة مدرسية أكثر ارتباطًا بالطبيعة. ومع ذلك، يبقى الانطباع العام مترددًا بعض الشيء عند النظر إلى التنفيذ الواقعي؛ إذ إن التركيز الكبير على الجوانب التقنية والبيئية قد يجعل التجربة اليومية للمستخدمين أقل دفئًا أو حميمية مما يبدو على الورق. كما أن اعتماد التصميم على عناصر جاهزة ومسبقة الصنع، رغم كفاءتها، قد يفقد المكان شيئًا من طابعه الإنساني المتفرّد. ورغم ذلك، فإن المشروع يظل خطوة جادة في مسار إعادة التفكير في المدارس كمجالات تعلم حيّة، حتى وإن كان بحاجة إلى مزيد من الموازنة بين الكفاءة التقنية والروح المعمارية الدافئة.

قُدم لكم بكل حب وإخلاص من فريق ArchUp

لا تفوّت فرصة استكشاف المزيد من أخبار معمارية في مجالات مشاريع معمارية، والتصميم، عبر موقع ArchUp.