مشروع Rua de Adolfo Casais Monteiro يعيد قراءة توزيع الوحدات السكنية والعلاقة مع الفناء
الموقع والحجم
منطقة التدخل تقع على قطعة أرض مساحتها حوالي 1060 متر مربع، وتتميز بموقع استراتيجي يطل على شارع Rua de Adolfo Casais Monteiro. هذه القطعة تحتوي على مبنى قائم وهيكل ممتد داخل الأرض، يعكس خصائص صناعية واضحة.
الهيكل والمبنى الرئيسي
المبنى الرئيسي المواجه للشارع يتكون من أربعة طوابق، أحدها تم استغلاله من مساحة السطح. ومع تقدم المبنى نحو الشرق، يقل عدد الطوابق إلى ثلاثة. هذا التدرج في الارتفاع يساهم في تنظيم الفضاء وإضفاء تدرج بصري على الواجهة.
الفناء والمساحات المفتوحة
تسيطر البُنى الصناعية على معظم مساحة الفناء، مما يترك مساحة صغيرة مفتوحة فقط. هذه المساحات المفتوحة تلعب دورًا هامًا في التهوية والإضاءة الطبيعية، رغم محدوديتها، وتؤثر على تجربة استخدام الفضاء الداخلي والخارجي.
هدف التدخل وإعادة التوزيع
ركز المقترح على إعادة تنظيم الفناء الداخلي بالكامل، من خلال هدم البُنى القائمة والأرضيات غير القابلة للنفاذ، واستغلال حجم المباني الرئيسية لتوزيع برنامج سكني يتكون من 14 وحدة. كما تضمن المشروع إدخال طابق جديد متراجع مغطى بزنك مسبق التأكسد باللون الأنثراسايت، مع مسامير مخفية، بهدف التمييز عن الهيكل القائم سابقًا.
الاستفادة من الأسقف العالية
سمحت الأسقف العالية الموجودة في المبنى الأصلي بإدخال طابق وسطي داخل الحجم الأصلي، وكان هذا التعديل ظاهرًا فقط على الواجهات المطلة على الفناء الداخلي، مما حافظ على تناسق المبنى مع البيئة المحيطة.
الحفاظ على الواجهة التاريخية
أما الوحدات المطلة على شارع Rua de Adolfo Casais Monteiro، فقد تم الاحتفاظ بعدد الطوابق الأصلي احترامًا لتصميم الواجهة. وقد شمل التدخل تنظيف وترميم العناصر الحجرية والحديدية والبلاط، حيث أن بعض البلاطات تعتبر من أقدم البلاطات في مدينة بورتو. تجدر الإشارة إلى أن هذه البلاطات تناولتها أطروحة الدكتوراه للباحثة أنا مارجريدا بورتلا دومينغيس بعنوان “A Ornamentação Cerâmica na Arquitectura do Romantismo em Portugal”، مما يبرز أهميتها التاريخية والثقافية.
تأثير الطابق الإضافي على الواجهة
أدى إضافة طابق آخر في النصف الخلفي من المبنى الرئيسي إلى تغييرات ملحوظة في الواجهة. وقد خضعت هذه التغييرات لتمرين تصميم دقيق واختيار مواد مدروس، بهدف الحفاظ على خصائص اللغة المعمارية الأصلية وتعزيز تواصل بصري متماسك مع الواجهة الرئيسية.
التصميم المعاصر للحجم الممتد
في المقابل، تم اعتماد تصميم حديث ونظيف للحجم الممتد نحو الفناء في الجهة الشمالية، وذلك لتجنب أي تعارض مع الواجهة التقليدية للمبنى الرئيسي. هذا التباين بين الأسلوب التقليدي والمعاصر يعكس حرص المصممين على دمج الحداثة مع احترام التراث المعماري.
ترتيب الفناء والمساحات الخضراء
أما الفناء، فقد تم التركيز على تعزيز المساحات الخضراء، مع إنشاء باحات خاصة ومسارات تؤدي إلى الفناء المشترك، بالإضافة إلى توفير مواقف سيارات خاصة. هذا الترتيب يوازن بين الوظائف العملية والجمالية، ويوفر بيئة معيشية مريحة وسلسة لسكان المبنى.
✦ تحليل ArchUp التحريري
يمكن اعتبار مشروع Rua de Adolfo Casais Monteiro مثالًا على محاولة دمج التعديلات المعمارية المعاصرة ضمن سياق مبنى قائم، مع الحفاظ على العناصر التاريخية في الواجهة المطلة على الشارع. من الجوانب الإيجابية، يُلاحظ الاهتمام بتنظيم الفناء وإدخال المساحات الخضراء، واستغلال الأسقف العالية لإضافة طابق وسطي بطريقة لا تؤثر على الواجهة التقليدية، ما يعكس وعيًا بمفهوم التدرج البصري والتواصل بين المبنى والمحيط العمراني.
مع ذلك، يثير المشروع بعض التساؤلات فيما يتعلق بفعالية إعادة توزيع الوحدات السكنية داخل الهيكل القائم، خاصة مع محدودية المساحات المفتوحة في الفناء الداخلي. على الرغم من الجهود المبذولة للحفاظ على الطابع الصناعي والواجهة التاريخية، إلا أن إدخال الطابق الجديد المتراجع والحجم الممتد المعاصر قد يخلق نوعًا من الانفصال البصري بين الطوابق الأمامية والخلفية، ويطرح تحديًا حول مدى انسجام الاستخدام الداخلي مع احتياجات السكان.
كما يمكن ملاحظة أن التركيز على عناصر جمالية مثل الزنك مسبق التأكسد والبلاط القديم قد لا يكون كافيًا لضمان جودة تجربة السكن اليومي، خصوصًا في ظل القيود المساحية للفناء والمسارات المحدودة. من منظور معماري تطبيقي، يظل المشروع فرصة لدراسة تأثير التعديلات الحديثة على المباني القائمة، وفهم كيفية تحقيق توازن بين الحفاظ على التراث وتلبية متطلبات السكن المعاصر، وهو ما يمكن الاستفادة منه في مشاريع إعادة تأهيل مماثلة مستقبليًا.
