حديقة الملك سلمان في الرياض.. أعمال تشكيل الأودية والتضاريس تقترب من مراحلها النهائية

حديقة الملك سلمان .. تحفة العاصمة السعودية

تستعد العاصمة السعودية الرياض لافتتاح تحفة عمرانية وبيئية فريدة مع اقتراب أعمال تشكيل الأودية والتضاريس في حديقة الملك سلمان من نهايتها.

هذه الخطوة التمهيدية تسبق أكبر عملية تشجير في التاريخ الحديث، حيث سيتم غرس أكثر من مليون شجرة وشجيرة عبر مساحة شاسعة تتجاوز 16 كيلومتراً مربعاً، لتصبح بذلك أكبر حديقة حضرية على مستوى العالم.

يأتي هذا المشروع العملاق ضمن حزمة “مشاريع الرياض الأربعة الكبرى” التي أطلقها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في 19 مارس 2019، بمباركة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ويهدف هذا الصرح البيئي إلى إعادة تعريف مفهوم الحياة الحضرية، من خلال توفير مساحات خضراء شاسعة ومرافق متكاملة تخدم جميع شرائح المجتمع، مساهمةً في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 لتعزيز جودة الحياة.

مقارنة بأشهر حدائق العالم

ستكتب حديقة الملك سلمان اسمها بحروف من ذهب في سجل الأرقام القياسية العالمية، حيث تفوق مساحتها أشهر الحدائق الحضرية في العالم بمراحل.

فعند مقارنتها بحديقة هايد بارك اللندنية، نجد أن المساحة الخضراء الجديدة تزيد عنها بسبعة أضعاف، بينما تتجاوز سنترال بارك في نيويورك بخمسة أضعاف، وتتفوق على حديقة مارينا باي ساندز السنغافورية بستة عشر ضعفاً.

وتضم الحديقة مجموعة من المعالم الفريدة التي تضعها على خريطة الوجهات العالمية، حيث تشمل مساحات خضراء ممتدة على 11 كيلومتراً مربعاً، ومساراً دائرياً للمشاة بطول 7.2 كيلومتر، بالإضافة إلى منطقة “الوادي” التي تشكل القلب النابض للمشروع على مساحة كيلومتر مربع كامل.

كما تزخر الحديقة بالعديد من العناصر المائية والمنحوتات الفنية التي تضيف بُعداً جمالياً للفضاء العام.

موقع استراتيجي يربط أحياء العاصمة

تمتلك حديقة الملك سلمان ميزة تنافسية فريدة بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين أهم شرايين العاصمة، حيث يخترقها طريق أبو بكر الصديق عبر أحد أطول الأنفاق في المنطقة بطول 2430 متراً، بالإضافة إلى طريق العروبة الذي يعبر الحديقة بواسطة نفق بطول 2150 متراً.

ولضمان سهولة الوصول، تم ربط الحديقة بشبكة النقل العام عبر خمس محطات لقطار الرياض، وعشر محطات للحافلات، مما يجعلها مقصداً سهلاً للزوار من جميع أنحاء المدينة.

هذا التكامل بين البنية التحتية والتصميم العمراني يضع معايير جديدة للتخطيط الحضري في المنطقة.

منارات ثقافية وصرح فني عالمي

يشكل المجمع الملكي للفنون في حديقة الملك سلمان تحفة معمارية بحد ذاتها، حيث يمتد على مساحة نصف مليون متر مربع، ويضم بين جنباته متحف الثقافات العالمية، والمعهد الملكي للفنون التقليدية، والمسرح الوطني، بالإضافة إلى مكتبة متخصصة ومساحات عرض سينمائي في الهواء الطلق.

ولم تغفل الخطة التصميمية الجانب التعليمي، حيث تضم الحديقة متاحف متخصصة في النباتات والعلوم والفلك والعمارة، إلى جانب متحف الواقع الافتراضي الذي يقدم تجارب غامرة للزوار.

كما تحتوي على ساحات احتفالات واسعة ومعالم فنية تخلد تاريخ المملكة العريق.

مرافق ترفيهية تناسب جميع الأذواق

تقدم حديقة الملك سلمان باقة متنوعة من المرافق الترفيهية والرياضية التي تلبي جميع الأذواق والفئات العمرية.

فبالإضافة إلى ملعب الجولف الدولي الذي يمتد على 850 ألف متر مربع، تضم الحديقة مجمعاً رياضياً متكاملاً، ومساراً متخصصاً للجري وركوب الدراجات، ومركزاً للقفز المظلي والمناطيد.

أما محبو المغامرات، فيجدون ضالتهم في منطقة الألعاب المائية التي تبلغ مساحتها 140 ألف متر مربع، وحديقة المتاهة الزراعية، وبرج المشاهدة الذي يوفر إطلالة بانورامية على كامل الحديقة. بينما يجد العائلات مساحات مخصصة للترفيه العائلي الآمن.

رؤية متكاملة للتنمية المستدامة

لا تقتصر أهمية حديقة الملك سلمان على الجانب الترفيهي، بل تمتد لتشكل نموذجاً للتنمية المستدامة، حيث تساهم زراعة مليون شجرة في تحسين جودة الهواء وزيادة الرقعة الخضراء، بينما توفر المرافق السكنية والتجارية بيئة متكاملة للعيش والعمل.