109 مليارات ريال قيمة المشاريع المُرساة في السعودية منذ بداية 2025 حتى نوفمبر
تلامس قيمة المشاريع التي تمت ترسيتها في السعودية منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) نحو 109 مليارات ريال (ما يعادل 29 مليار دولار)، فيما سجل شهر يوليو (تموز) أعلى قيمة ترسيات خلال العام، متجاوزًا 33 مليار ريال (8.8 مليار دولار).
ترسية 15 مشروعًا خلال نوفمبر
ووفق تقرير حديث صادر عن الهيئة السعودية للمقاولين، فقد جرى ترسية 15 مشروعًا خلال شهر نوفمبر الماضي، بقيمة إجمالية تجاوزت 15 مليار ريال (نحو 4 مليارات دولار).
وبيّن التقرير أن قطاع البناء والتشييد تصدّر من حيث عدد المشاريع، مستحوذًا على 40 في المائة من إجمالي المشاريع المطروحة، بواقع 6 مشاريع، وذلك بحسب بيانات منصة «إس سي إيه في أو» المتخصصة في تتبع المشاريع.
المياه والطاقة الأعلى من حيث القيمة
ومن حيث القيمة المالية، جاء قطاع المياه والطاقة في الصدارة خلال شهر نوفمبر، إذ بلغت قيمة المشاريع في هذا القطاع أكثر من 7 مليارات ريال (1.87 مليار دولار)، بما يمثل 51 في المائة من إجمالي قيمة المشاريع خلال الشهر.
التوزيع الجغرافي للمشاريع
وعلى صعيد التوزيع الجغرافي، استحوذت منطقتا الرياض والمنطقة الشرقية على النصيب الأكبر من حيث عدد المشاريع المُرساة خلال نوفمبر، بنسبة 67 في المائة من الإجمالي، بواقع 5 مشاريع لكل منطقة.
وأظهرت البيانات أن منطقة الرياض تصدّرت من حيث القيمة الإجمالية للمشاريع بأكثر من 7 مليارات ريال (1.87 مليار دولار)، تلتها منطقة مكة المكرمة بنحو 4.9 مليار ريال (1.31 مليار دولار)، ثم المنطقة الشرقية بقيمة 2.11 مليار ريال (0.56 مليار دولار).
وجاءت بعدها المدينة المنورة بقيمة 225 مليون ريال (60 مليون دولار)، ثم منطقة جازان بقيمة 75 مليون ريال (20 مليون دولار).
مواعيد تسليم المشاريع
وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع تسليم 10 مشاريع من تلك التي تمت ترسيتها خلال نوفمبر في عام 2028، ونحو 3 مشاريع في عام 2029، إلى جانب مشروعين خلال عام 2027.
أبرز الجهات المطروحة للمشاريع
وتصدّرت كل من شركة أرامكو، وأكوا باور، وشركة المياه والكهرباء القابضة قائمة الجهات من حيث قيمة وعدد المشاريع خلال نوفمبر، بإجمالي قيمة تجاوزت 7 مليارات ريال (1.87 مليار دولار)، موزعة على 4 مشاريع.
توقعات ديسمبر وفرص المستثمرين
ويتوقع التقرير ترسية أكثر من 19 مشروعًا خلال شهر ديسمبر (كانون الأول)، يُرجح أن يتركز 50 في المائة منها في قطاع البناء والتشييد، مع تمركز نصف المشاريع في الرياض والمنطقة الشرقية وتبوك.
وبحسب التقرير، تشمل الجهات المتوقع طرحها لمشاريع جديدة خلال الشهر: الهيئة الملكية لمدينة الرياض، ونيوم، وصندوق الاستثمارات العامة، ومطار الملك سلمان الدولي، ووزارة النقل والخدمات اللوجيستية، وشركة الديرة العقارية التجارية.
منتدى المشاريع المستقبلية
يُذكر أن الهيئة السعودية للمقاولين نظمت في نسختها السابقة من منتدى المشاريع المستقبلية مشاركة أكثر من 214 جهة محلية ودولية، جرى خلالها استعراض أكثر من 21,200 مشروع مستقبلي، في إطار تعزيز الشفافية وإتاحة الفرص أمام المستثمرين والمقاولين للاطلاع على المشاريع المستقبلية.
✦ ArchUp Editorial Insight
يعكس الارتفاع الكبير في قيمة المشاريع المُسنَدة في السعودية خلال عام 2025 نموذجاً تنموياً معاصراً تقوده البنية التحتية، حيث تشكل مشاريع التشييد والمياه والطاقة محركات رئيسية لإعادة تشكيل المشهد الحضري. ويؤكد تركّز الحصة الأكبر من المشاريع في الرياض والمنطقة الشرقية توجهاً واضحاً نحو تعزيز مراكز حضرية واقتصادية محددة، بما يعيد رسم الديناميكيات المكانية داخل النسيج العمراني الوطني. غير أن هذا التركز يثير تساؤلات مهنية حول الملاءمة السياقية والتوازن الإقليمي، في ظل محدودية نصيب بعض المناطق من الاستثمارات الكبرى. كما تطرح جداول التنفيذ الممتدة حتى 2028 و2029 تحديات تتعلق بالمرونة الوظيفية وقدرة القطاعات المنفذة على الحفاظ على الكفاءة والتكامل على المدى الطويل. وفي المحصلة، تعكس هذه الأرقام طموحاً عمرانياً واسع النطاق، تبقى قيمته المستقبلية مرهونة بتحقيق توزيع أكثر توازناً وربط الاستثمار بالأداء الحضري المستدام.