شابارال: حين تتحدى العبقرية القواعد
إعادة تعريف قوانين السباق
في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، لم يكن فريق شابارال كبقية فرق السباق
فبينما كانت معظم الفرق تسير وفق القواعد، اختار شابارال طريقًا مختلفًا. لقد قاموا بإعادة كتابة القواعد نفسها
ابتكروا حلولًا سبّاقة مثل الديناميكا الهوائية النشطة، ومراوح تفريغ الهواء لتحسين الثبات. كما قدموا نواقل حركة شبه أوتوماتيكية قبل أن تتبناها الفورمولا 1 بسنوات.
عواقب الابتكار
هذه الجرأة لم تمر دون عواقب. فقد تم حظر سياراتهم، وتم إدراجهم على القوائم السوداء في عالم السباقات. مما أدى في النهاية إلى اختفاء الفريق من الساحة
لكن يبدو أن القصة لم تنتهِ بعد.
سينتوريون: المستقبل كما تتخيله شابارال
بعث لا يلتفت إلى الوراء
سيارة “سينتوريون” الجديدة ليست مجرد تكريم للماضي. بل هي رؤية مستقبلية جريئة
بدلًا من إعادة إحياء التصميمات القديمة، تمثل “سينتوريون” بعثًا جديدًا ينطلق من روح شابارال الأصلية. الفوضى المنظمة تخدم الأداء، ضمن قالب تصميمي مدهش.
هوية تصميمية متطرفة
تتمتع السيارة بجانب جانبي منخفض إلى حد لا يُصدق. يمزج بين عدوانية سيارات LMP1 الحلبة، وحدة زوايا الطائرات الشبحية
كما تظهر عناصر الديناميكا الهوائية المكشوفة وألواح الكربون بشكل متداخل. وهذا يعكس فلسفة شابارال الدائمة في “دفع الحدود إلى أقصى مدى ممكن”.

لغة التصميم: بين النحت والجرأة
منحوتة من الرياح
تصميم الهيكل يبدو وكأنه وُلد من تفاعل مباشر مع الرياح.
كما لو أن الهواء نفسه هو من نحت ملامحه قبل أن يُعاد تجميعه يدويًا باستخدام ألياف الكربون واندفاع الكافيين
هذه الفلسفة التصميمية تخلق إحساسًا بالحركة حتى في وضع الثبات.
واجهة أمامية تبتلع الطريق
الفتحة الأمامية الضخمة لا تكتفي بجذب النظر. بل توحي فعليًا بأنها تبتلع الطريق أمامها
هذا ليس مجرد خيار جمالي بل هو انعكاس مباشر لهوس السيارة بالانسيابية والدفع الهوائي.
صدى من الماضي داخل رؤية مستقبلية
تُذكّر بعض تفاصيل “سينتوريون” بسيارة شابارال 2J الكلاسيكية. خاصة في الجوانب الممتدة والإطار المنخفض
لكن الجديد هنا هو اندماج هذه العناصر مع تصميم أحادي المقعد وشكل عام لا يعتذر عن مستقبليته
كل خط في السيارة يبدو حادًا، مقصودًا، وهجوميًا – مما يجعلها أقرب لفئة “السيارات الخارقة” منها إلى كونها مجرد دراسة تصميمية.


الديناميكا الهوائية: جوهر الأداء
تصميم وظيفي بحت
تعكس السيارة فلسفة واضحة: “الوظيفة أولاً”
فالنظام التعليقي المكشوف والعجلات ذات التصميم التوربيني وأنابيب التهوية التي تبدو كأنها تشق هيكل السيارة. كلها تؤكد على الدور الحيوي للديناميكا الهوائية في تحسين الأداء.
الجانب الجمالي المسرحي
رغم التركيز على الوظيفة، لم يغفل التصميم البعد الجمالي. تظهر عناصر الإضاءة متعددة الطبقات، وأقواس العجلات التي تستلهم شكل مقاتلات الجو. إضافة إلى شريط الضوء الخلفي النحيف الذي يشبه النصل، والذي يمتد فوق مشتت هواء ضخم
كل هذه التفاصيل تخلق توازنًا بين الأداء القوي والمظهر الجذاب.
تحية وتصميم معاصر
الجزء الخلفي من السيارة يستلهم تصاميم فئة LMP1 الشهيرة
لكنّه لا يكتفي بالاقتباس بل يعيد صياغة هذه التصاميم بأسلوب “الخط الوحشي” القاسي والصريح. مما يمنح السيارة طابعًا معاصرًا وجريئًا.


الانضباط داخل الفوضى
تفاصيل مدروسة بدقة
رغم المظهر الفوضوي الظاهر، يحمل التصميم انضباطًا صارمًا
فكل تفصيلة هنا ليست عشوائية، بل لها هدف واضح ومدعوم بالوظيفة
تعزيز الأداء الديناميكي
أقواس العجلات المبالغ فيها وأذرع التعليق المكشوفة لا تقتصر على الشكل
بل تُستخدم لتعزيز القوة السفلية (Downforce) التي تحسّن ثبات السيارة على الأرض. أما مشتت الهواء الخلفي، الذي يمتد كأنه وادٍ تحت الذيل، فهو عامل مهم في تحسين التأثير الأرضي (Ground Effect).
تبسيط الوزن وتعظيم الهدف
المقعد المنحوت داخل الهيكل الأحادي. مع موضع القدم المعلّم بـ “STEP HERE”، يعكس تصميمًا يهدف إلى تقليل الكتلة وزيادة التركيز على الأداء
هذا النهج يضمن عدم وجود أي مساحة مهدورة داخل السيارة، مما يعزز الفعالية والاقتصاد في استخدام المواد.

تصميم صارم ومباشر
التخلص من كل زوائد
تصميم “سينتوريون” للمهندس جوبين سونيل يتسم بالبساطة الشديدة. يبتعد عن أي مظاهر مجاملة أو زخرفة غير ضرورية
فلا زجاج أمامي، ولا أبواب، ولا عناصر تشتت الانتباه، مما يعكس فلسفة تركيز مطلقة على الأداء والفعالية.
حدة التصميم ومستقبليته
تشبه السيارة أداة حادة كالشفرة، موجهة بدقة نحو مستقبل الأداء العالي
هذا التوجه يظهر بوضوح في شكلها المبسط والحاد
تفاصيل الجزء الخلفي
الجزء الخلفي من السيارة يمثل قطعة فنية من التوتر والوظيفة معًا
يتميز بشريط ضوء خلفي متصل ونفقَي “فينتوري” مزدوجين. يبدو أنهما قادران على شفط كائنات صغيرة من على الطريق، مما يعكس اهتمامًا فائقًا بتحسين الديناميكا الهوائية والاستقرار.

تمرين تصميمي بعيد عن القيود
غياب مواصفات الأداء
لا توجد أية مواصفات أداء معلنة لهذا التصميم، وهو أمر منطقي
فالمفهوم لا يهدف لأن يكون نموذجًا أوليًا للإنتاج التجاري أو سيارة سباق جاهزة للمنافسة.
استكشاف حرّ وإبداعي
يركز هذا المشروع على استكشاف إمكانيات سيارة شابارال المعاصرة بدون التقيد بقوانين السباقات أو متطلبات السوق
وهذا يسمح بحرية ابتكار تصاميم تعيد تعريف الأولويات في سيارات الأداء.
تحدي التقاليد بإرادة واضحة
يبقى مفهوم “سينتوريون” وفيًا لتاريخ شابارال في تحدي التقاليد والأعراف
لكن الهدف ليس إثارة الجدل أو الصدمة، بل إعادة النظر فيما يمكن أن تكون عليه سيارة الأداء الحقيقية. مع التركيز على ما يستحق الأولوية فعلاً.
