3D-printed coral reefs can help protect coastline

تغير المناخ: واقع لا يمكن تجاهله

رغم وفرة الأدلة العلمية والمشاهدات اليومية، لا يزال بعض الناس يشككون في وجود تغير المناخ. لكن الواقع يقول خلاف ذلك. فقد أصبحت تأثيرات التغير المناخي على البيئة واضحة خلال العقود الأخيرة. ابتداءً من الظواهر الجوية غير الطبيعية، ووصولًا إلى تدمير الشعاب المرجانية والسواحل الهشة.

هذه التحولات المناخية تركت آثارًا مباشرة على حياة السكان. خصوصًا في المناطق القريبة من المسطحات المائية، حيث أصبحت الكوارث الطبيعية تهدد أمنهم المعيشي بشكل متزايد.

استجابة مدينة ميامي: حل تقني بديل

ضمن محاولات التكيّف مع هذه التحديات، اختارت مدينة ميامي مسارًا غير تقليدي. فهي تستخدم الآن الشعاب المرجانية المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد كوسيلة لحماية سواحلها. لا يقتصر دور هذه الشعاب على الناحية البيئية فحسب. بل تؤدي أيضًا وظيفة دفاعية، حيث تعمل كحواجز طبيعية تقلل من تأثير الأمواج والعواصف البحرية.

مشروع BIOCAP: محاولة لحماية النظام البحري

يعرف هذا التوجه بمشروع BIOCAP، وهو يعكس إدراكًا متزايدًا بأن الشعاب المرجانية الطبيعية تواجه خطرًا حقيقيًا بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات وزيادة الحموضة. هذا الواقع يؤدي إلى ما يُعرف بـ”تبييض الشعاب”، وهو تدهور تدريجي للنظام البيئي البحري.

وبناء على ذلك، يعمل فريق بحثي من جامعة فلوريدا الدولية (FIU)، بقيادة كل من سارا بزشك وشاهين فاسيغ، على تصميم هياكل ثلاثية الأبعاد دقيقة. تحاكي هذه الهياكل التكوينات الطبيعية للشعاب المرجانية، على أمل أن تساهم في دعم الحياة البحرية واستقرار البيئة الساحلية.

تصميم بيئي ذكي يخدم التنوع البحري والحماية الساحلية

تعتمد هذه الشعاب المرجانية الاصطناعية على مواد صديقة للبيئة، وقد صُممت بعناية لتضم زوايا وتجاويف تُلبي احتياجات كائنات بحرية متعددة. فمثل هذه التفاصيل الدقيقة تُوفّر أماكن للاختباء. وكذلك فرصًا للتغذية والتكاثر، مما يجعلها بيئة جذابة لعدد متنوع من الكائنات، مثل الأسماك واللافقاريات.

وبالإضافة إلى دورها في دعم التنوع البيولوجي البحري، تُسهم هذه الشعاب بشكل فعّال في الحد من تآكل السواحل. فبنيتها المعقدة تعمل على تشتيت طاقة الأمواج، مما يقلل من قوة ارتطامها بالسواحل. هذا التأثير الوقائي له أهمية خاصة في المناطق المنخفضة مثل مدينة ميامي. حيث تواجه ميامي تهديدات متزايدة من ارتفاع منسوب مياه البحر وتكرار العواصف القوية.

تعاون علمي وتكنولوجي من أجل حلول مستدامة

يمثّل هذا المشروع نتاج تعاون بين تخصصات متعددة تشمل علم الأحياء البحرية، وعلوم المواد، وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد. ويُعد هذا التكامل ضروريًا لتطوير حلول واقعية وفعالة في التصدي لتغير المناخ. وذلك لأن لا يمكن لأي تخصص منفرد أن يواجه وحده هذا التحدي المعقّد.

ورغم أن الشعاب المرجانية المطبوعة لا يمكنها تعويض الشعاب الطبيعية بالكامل — لما تتسم به الأخيرة من بنى معقدة ونُظم بيئية تطورت عبر آلاف السنين — فإن استخدام التقنية الحديثة يُعد أداة واعدة. خاصة في ظل التغيرات البيئية المتسارعة، هذه الأداة مفيدة ضمن جهود الترميم والحماية.

ومن المهم الإشارة إلى أن مشروع ميامي يقدم نموذجًا عمليًا مُلهمًا لكيفية تسخير الإبداع البشري والتكنولوجيا في تعزيز صمود الأنظمة البيئية. مع استمرار العمل على هذا المشروع، سيكون من الضروري تقييم تأثيره البيئي على المدى البعيد. كما يجب تطوير تصميم الشعاب الاصطناعية بشكل مستمر لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.

تابع كل جديد في عالم المحتوى “المعماري” من مشاريع واتجاهات وأفكار جريئة عبر منصة ArchUp

ArchUp | Site

If you found this article valuable, consider sharing it

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *