شقة بيترو روفيني في ميلانو: تحفة معمارية تجمع بين التراث والحداثة
شقة ميلانو: مثال على التحول المعماري العصري
هل تساءلت يومًا عن أماكن إقامة عائلات صناعة الموضة العريقة؟ شقة ميلانو الخاصة ببيترو روفيني، وريث إحدى أسر الموضة الإيطالية البارزة، تقدم مثالًا رائعًا على الدمج بين التراث والفخامة الحديثة.
المساحة والتصميم الداخلي
تبلغ مساحة الشقة 325 متر مربع، وكانت في الأصل تستخدم كمكتب عائلي. مؤخراً، خضعت لتحويل جذري على يد استوديو التصميم الداخلي الفرنسي Gilles & Boissier. الهدف كان دمج الفخامة الإيطالية التقليدية مع لمسة معاصرة، ما جعل المساحة أكثر انفتاحًا وأناقة.
الطابع المعماري والفخامة
يعكس التصميم الجديد توازنًا بين البريق الكلاسيكي والحداثة العصرية. تم اختيار المواد بعناية لإضفاء شعور بالرفاهية، مع إبراز تفاصيل دقيقة في كل زاوية، من الأثاث إلى الإكسسوارات واللمسات النهائية. هذا التحول يظهر كيف يمكن لمساحة سكنية أن تمثل شخصية ساكنيها وتاريخهم العائلي.

جولة داخل شقة بيترو روفيني في ميلانو
تأخذ شقة بيترو روفيني في ميلانو الزائر في رحلة بين الفخامة المعمارية والتصميم العصري. للوهلة الأولى، تبدو المساحة وكأنها بحر لا نهاية له من الرخام بدرجات ألوان ترابية متدرجة، ما يمنح المكان إحساسًا بالاتساع والانسجام البصري.
تقسيم المساحات والوظائف
مع ذلك، تُبرز الانتقالات المعمارية والديكورية الدقيقة مناطق مختلفة داخل الشقة. تمتد منطقة المعيشة على كامل عرض المبنى، وتشمل صالة للجلوس، ومنطقة لتناول الطعام، وبار بسطح من الزنك محاط بخزائن عرض زجاجية. ورغم هذه الوظائف المتعددة، يحافظ التصميم على شعور الانفتاح والتدفق الطبيعي بين المساحات.
الطابع الدرامي والإضاءة
إذا كان هناك كلمة تصف الشقة بدقة، فهي “درامية”. وقد تحقق ذلك من خلال الاستخدام المميز للمرآة على الأسطح والإضاءة الاستراتيجية، التي صمّمها استوديو Gilles & Boissier بعناية. الغرفة المركزية، بأسقفها الشاهقة، تعكس الماضي التجاري للمكان، بينما تضيف اللمسات الحديثة شعورًا بالرحابة والفخامة المعاصرة.


تناغم المواد والتفاصيل الداخلية
تتميز شقة بيترو روفيني بتناسق واضح في اختيار المواد، حيث تتكامل الأخشاب الداكنة مع التشطيبات السوداء اللامعة ولمسات النحاس الأصفر، لتخلق بيئة مصقولة بعناية ومتناغمة بصريًا. يمثل الحجر عنصرًا أساسيًا في التصميم، خاصة عند المدخل، حيث تعكس الأرضيات المرمرية وتداخل الترافرتين تأثير تصميم فيلا نيكي الشهيرة للمهندس بيرو بورتالوبّي، ما يضفي على المكان شعورًا بالفخامة والرصانة المعمارية.
تصميم الدرج والعلية
يبرز الدرج الحلزوني المصنوع من الصلب الأسود كعنصر محوري يربط بين طوابق الشقة، ويقود الزائر إلى العلية التي أعيد تحويلها إلى صالة ألعاب رياضية خاصة. هذه المساحة لا تنقصها وسائل الراحة الفاخرة، بما في ذلك تراس خاص وقبو نبيذ مجهز بشكل أنيق، ما يعكس الاهتمام بالتفاصيل وتجربة معيشية متكاملة.
النهج المسرحي لغرف النوم
تستمر الشقة في اتباع النهج المسرحي الراقي في تصميم غرف النوم. على سبيل المثال، يتم الوصول إلى غرفة النوم الرئيسية عبر ممر طويل مظلم يثير شعور الترقب، قبل الكشف عن الملاذ المضيء المشبع بالضوء. الأرضيات المربعة والتصميم أحادي اللون يضيفان طابعًا أنيقًا ومتناسقًا، يعكس توازنًا بين الخصوصية والفخامة المعاصرة.


لمسات تصميمية مستوحاة من الطبيعة والفن
يوفر الممر في الشقة لحظة استراحة فريدة، مستوحاة من تصاميم السبعينيات، ليمنح الزائر إحساسًا بالانتقال بين المساحات بوتيرة هادئة ومريحة. أما “الملاذ الصغير”، فهو محاط بجدار مغطى بورق حائط هادئ بنقوش أشجار، ما يضفي طابعًا طبيعيًا وهادئًا على الغرفة.
عناصر فنية مميزة
من بين العناصر التصميمية البارزة في الشقة مرآة بلمسة برونزية صممها المعماري الميلاني الشهير فينتشنزو دي كوتيس، وقد اختارها روفيني شخصيًا لتكون جزءًا من التصميم الداخلي. كما يلفت الانتباه عمل فني لجوليان شنابل، مكوّن من شظايا فخارية سوداء مكسورة، موضوعة مقابل ألواح خشبية داكنة، ما يضيف بعدًا بصريًا غنيًا ويبرز التناغم بين المواد الطبيعية والفن الحديث.


الشقة كتعبير عن الشخصية والتراث
تعكس شقة بيترو روفيني في ميلانو أكثر من مجرد إرث عائلي في صناعة الموضة؛ فهي أيضًا مرآة للحس الشخصي لسكانها. تميز هذه المساحة يكمن في رفضها للبساطة المفرطة أو الحيادية، لتختار بدلاً من ذلك ترك بصمة جريئة وواضحة، ما يجعل التصميم الداخلي تجربة بصرية غنية تعكس هوية ساكنيها وطموحهم نحو الفخامة والابتكار.

✦ تحليل ArchUp التحريري
يمكن النظر إلى شقة بيترو روفيني في ميلانو كنموذج يبرز قدرة التصميم الداخلي على دمج الفخامة مع التراث، حيث توفر التفاصيل الدقيقة والمواد المختارة بعناية تجربة بصرية متكاملة. هذه المساحات المشرقة والمفتوحة تسلط الضوء على إمكانات استخدام الضوء الطبيعي والمواد المتنوعة لإضفاء إحساس بالرحابة والفخامة.
مع ذلك، من منظور معماري أوسع، قد يثير التركيز المكثف على الرفاهية والتأثير الدرامي بعض التساؤلات حول القابلية للتكرار العملي في مشاريع أخرى. فالمساحات المصممة بأسقف عالية ومواد باهظة الثمن قد لا تكون دائمًا مناسبة للاستخدام اليومي أو متاحة في نطاق أوسع من المشاريع السكنية. كما أن الطبيعة المسرحية للانتقالات بين الغرف تضيف طابعًا شخصيًا للغاية، ما قد يقلل من مرونة التصميم إذا تم تطبيقه في سياقات مختلفة.
بالرغم من ذلك، يمكن الاستفادة من بعض العناصر مثل تناغم المواد، توزيع الضوء، والربط بين الوظائف المختلفة في المساحات الكبيرة كدروس تصميمية قابلة للتكيف مع مشاريع معمارية أكثر واقعية وعملية، خاصة عند الرغبة في دمج الطابع الشخصي مع وظائف الاستخدام اليومي.
قُدم لكم بكل حب وإخلاص من فريق ArchUp
لا تفوّت فرصة استكشاف المزيد من أخبار معمارية في مجالات التصميم الداخلي، و مشاريع معمارية، عبر موقع ArchUp.