وصل مبنى “صخرة الشمس” من تصميم استوديو MVRDV إلى مرحلة اكتمال الهيكل الإنشائي في منتزه تشانغوا الساحلي الصناعي في تايوان. صُمم هذا المبنى لصالح شركة تايباور المملوكة للدولة، وهو ليس مجرد مرفق لتخزين المعدات، بل رمز لطموحات تايوان في التحول نحو الطاقة المتجددة.
بفضل واجهته المغطاة بالكامل بألواح شمسية، تم تصميم المبنى لامتصاص أقصى قدر من الطاقة الشمسية مع تقديم بيان معماري جريء. بعد الكشف عن التصميم لأول مرة في يناير 2022، يقترب المشروع الآن من الاكتمال، ليضع معيارًا جديدًا للبنية التحتية المستدامة في آسيا.
مبنى مصمم لأقصى كفاءة شمسية
الشكل يتبع الوظيفة: تصميم هندسي محسّن للطاقة الشمسية
يتميز مبنى “صخرة الشمس” بقبته المستديرة، وهو شكل دقيق صُمم خصيصًا لـ التقاط أشعة الشمس من كل الزوايا. حيث القبة الشمالية تلتقط ضوء الصباح والمساء، بينما الميل الجنوبي مُحسّن لامتصاص أشعة الشمس القوية في منتصف النهار. هذا التوجيه الذكي يضمن عمل المبنى بأقصى كفاءة طوال اليوم.
واجهة تعمل كمزرعة شمسية
حولت MVRDV الواجهة الخارجية إلى مولّد طاقة عالي الأداء:
- واجهة مطوية: تعمل الثنايا المائلة كأسطح لتركيب الألواح الشمسية، كل منها موضوعة بزاوية مثالية لامتصاص الضوء.
- نوافذ موضوعة بدقة: تسمح بمرور ضوء طبيعي دون التأثير على إنتاج الطاقة.
- مبنى مكتفٍ ذاتيًا: من المتوقع أن ينتج المبنى حوالي مليون كيلوواط/ساعة سنويًا، مما يجعله مستقلًا بالكامل في الطاقة. ومع التوسعات المحتملة، يمكنه توليد 1.7 مليون كيلوواط/ساعة سنويًا، مما يسمح بإعادة الفائض إلى شبكة تايوان.
أكثر من مجرد وظيفة: رمز للتقدم المستدام
دور مزدوج: مركز عمليات + أيقونة للطاقة النظيفة
بينما يعمل مبنى “صخرة الشمس” كـ منشأة وظيفية (تحتوي على ورش عمل ومكاتب ومستودعات لشركة تايباور)، فإن تصميمه التعبيري يرفعه إلى رمز لتحول تايوان نحو الطاقة الخضراء.
ويني ماس، الشريك المؤسس لـ MVRDV، يوضح:
“قمنا بتغطية الواجهة بالكامل بألواح شمسية، مما يسمح للمبنى بأن يصبح أداة لإنتاج الطاقة. إنه ليس مجرد مبنى، بل مشارك فعال في نظام الطاقة المتجددة في تايوان.”
أبرز الميزات المعمارية والبيئية
- أكثر من 4000 متر مربع من الألواح الشمسية: مدمجة بسلاسة في الواجهة المنحنية.
- جلدة مولّدة للطاقة: على عكس المباني التقليدية، فإن الواجهة الخارجية لصخرة الشمس تنتج الطاقة بنشاط.
- تصميم جاهز للمستقبل: قابل للتوسع لإضافة المزيد من الألواح الشمسية، مما يعزز مساهمته في شبكة تايوان.
لماذا يُعد مبنى صخرة الشمس مهمًا لمستقبل الطاقة في تايوان؟
أهداف تايوان للطاقة المتجددة
تسعى تايوان لتحقيق أهداف طموحة للتخلص التدريجي من الطاقة النووية وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة. يتوافق مبنى “صخرة الشمس” تمامًا مع هذه الرؤية من خلال:
✔ تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري
✔ إظهار إمكانية دمج الطاقة الشمسية على نطاق واسع في العمارة
✔ إلهام مشاريع البنية التحتية المستدامة المستقبلية
نموذج للعمارة الشمسية العالمية
يثبت مبنى “صخرة الشمس” أن المباني الصناعية لا يجب أن تكون مجرد منشآت وظيفية—بل يمكن أن تكون أيضًا جذابة بصريًا وصديقة للبيئة. بينما تسعى المدن حول العالم لتحقيق صافي انبعاثات صفرية، يقدم تصميم MVRDV نموذجًا للجمع بين الجماليات وكفاءة الطاقة.
عصر جديد من العمارة العاملة بالطاقة الشمسية
مبنى “صخرة الشمس” هو أكثر من مجرد مبنى—إنه بيان. من خلال الاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية مع الحفاظ على الأناقة المعمارية، نجحت MVRDV في إنشاء معلم يجسد مستقبل تايوان المستدام.
مع اقتراب اكتمال البناء، يقف المبنى كـ منارة للابتكار، يثبت أن الطاقة المتجددة والتصميم الجريء يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب.
رؤية مستقبلية: كيف يمكن لمثل هذا التصميم أن يغير مدن الغد؟
يطرح مبنى “صخرة الشمس” سؤالًا مهمًا: كيف يمكن للمباني في المستقبل أن تصبح مصادر لإنتاج الطاقة بدلًا من كونها مستهلكة لها؟ يتجاوز هذا المشروع كونه مجرد مبنى جميل أو فعال، ليقدم رؤية جديدة للعمران الحضري، حيث تصبح كل واجهة مبنى مصدرًا للطاقة النظيفة. يمكن تطبيق هذا النموذج على ناطحات السحاب في المدن الكبرى، حيث توفر المساحات الرأسية الشاسعة فرصة مثالية لتركيب الألواح الشمسية. كما يمكن دمجه مع أنظمة الزراعة العمودية أو تجميع مياه الأمطار لإنشاء مباني ذاتية بالكامل. في عالم يزداد احتياجه للاستدامة، يصبح “صخرة الشمس” دليلًا عمليًا على أن التصميم المعماري يمكن أن يكون جزءًا من الحل لأزمة المناخ، مما يفتح الباب أمام ثورة في طريقة تصميم وتشغيل المباني حول العالم.
تابع كل جديد في عالم المحتوى “المعماري” من مشاريع واتجاهات وأفكار جريئة عبر منصة ArchUp.