إعادة ابتكار القلم التقليدي: بين صلابة الخشب ومرونة خلايا النحل
إعادة التفكير في شكل القلم التقليدي
على مرّ مئات السنين، لم يشهد تصميم قلم الرصاص تغييرات جوهرية. فقد ظلّ الهيكل الخارجي مصنوعًا من الخشب، مع نواة من الجرافيت تمتد في منتصفه. وحتى شكل المقطع العرضي ظل شبه ثابت؛ إذ يفضّل الكثيرون الشكل السداسي لسهولة الإمساك. وذلك رغم وجود أشكال أخرى مثل الأسطواني أو المثلث أو حتى المسطح.
فكرة خارج الصندوق: خلايا النحل بدلاً من الخشب
وسط هذا الثبات الطويل، ظهرت فكرة مختلفة قد تبدو مستغربة للوهلة الأولى: لماذا لا نستبدل الخشب بورق مقوّى مُفرَّغ على شكل خلايا نحل؟ الفكرة بسيطة في جوهرها؛ إذ تُرتَّب سداسيات من الورق لتكوّن هيكلًا خفيفًا يشبه خلية النحل.
مرونة أكثر ووزن أخف
رغم أن الورق لا يوفر الصلابة التي يحققها الخشب، إلا أن السؤال هنا: هل يحتاج القلم أصلًا إلى هذه الصلابة الكبيرة؟ ما يحتاجه المستخدم فعلًا هو قبضة مريحة. وهذا ما يتيحه الهيكل الخلوي بفضل قدرته على التكيّف مع اليد، إذ يمنح ملمسًا أكثر ليونة أثناء الاستخدام.

خلف فكرة القلم الأجوف
بدأت هذه الفكرة قبل عدة سنوات على يد المصمّم كامبارا، لكنها لم تنتشر على نطاق واسع إلا مؤخرًا. الفكرة ببساطة تتمثل في إعادة تصور بنية القلم التقليدي من خلال استبدال الخشب بورق مقوّى مُرتّب على شكل خلايا نحل سداسية.
هيكل جديد بمواد أقل
يتكوّن هذا القلم من سبعة أجزاء أساسية. ستة عناصر مجوّفة تُشكّل الهيكل الخارجي، وعنصر واحد من الرصاص الجرافيتي في المنتصف. ومن اللافت أن هذا البناء الفريد يساهم في تقليل كمية المواد المستخدمة بأكثر من 80% مقارنةً بالأقلام الخشبية المعتادة. بالإضافة إلى ذلك، يمنح هذا التصميم فرصة لاستخدام الورق المعاد تدويره عوضًا عن الخشب الطبيعي، ما يجعله خيارًا أكثر مراعاة للبيئة.
سهولة الاستخدام والشحذ
أما من ناحية الاستخدام، فلم يتغيّر الكثير؛ فطريقة الإمساك بالقلم تبقى نفسها. مع فارق بسيط يتمثل في أن الورق يتجاوب قليلًا مع الضغط، مما يزيد من الراحة أثناء الكتابة. وبالنسبة للشحذ، لا يتطلب الأمر مبراة تقليدية، بل يكفي استخدام شفرة أو سكين حادة، نظرًا لأن الورق يُقطع بسهولة.
تحديات وحلول مقترحة
رغم هذه البساطة، يبقى التحدّي الأهم هو حماية نواة الرصاص الهشّة من الانكسار. خصوصًا إذا لم يتم اختيار درجة صلابة مناسبة. هنا يُنصح بالاعتماد على رصاص من نوع HB الذي يوفر توازنًا جيدًا بين الصلابة والسواد.
هل يمكن تطبيق الفكرة فعليًا؟
من الطبيعي أن يعتبر البعض هذه الفكرة غير قابلة للتطبيق، ويرونها أقرب إلى تجربة نظرية. ومع ذلك، يمكن النظر إليها كبديل عملي للأقلام الصغيرة. أو تكون مخصصة لهواة جمع الأدوات المكتبية والفنانين الذين يبحثون عن تصميم مختلف وغير تقليدي.
✦ تحليل ArchUp التحريري
رغم الجوانب الإيجابية، يظل التحدي الأبرز هنا هو هشاشة نواة الجرافيت. كحل عملي، يُوصى باستخدام رصاص من نوع HB لضبط التوازن بين الصلابة والوضوح أثناء الكتابة.
قد يعتبر البعض هذا المفهوم أقرب إلى تجربة نظرية أو منتج تجريبي موجه لهواة جمع الأدوات المكتبية أو الفنانين ذوي الذائقة غير التقليدية. وفي المقابل، تظل الفكرة قابلة للتطوير للأقلام الصغيرة أو محدودة الاستخدام، شريطة دراسة متعمقة لمتانة المواد ومدى تحمّلها للاستخدام اليومي.
اكتشف أحدث المعارض والمؤتمرات المعمارية
نقدم في ArchUp تغطية يومية لأبرز الفعاليات المعمارية والفعاليات الدولية والمنتديات الفنية والتصميمية حول العالم.
تابع أهم المسابقات المعمارية, وراجع المنصات الرسمية, وابقَ على اطلاع عبر الأخبار المعمارية الأكثر مصداقية وتحديثًا.
يُعد ArchUp منصة موسوعية تجمع بين الفعاليات وفرص التفاعل المعماري العالمي في مكان واحد.