مدينة شيونغآن الصينية: مشروع حضري ضخم بلا سكان

مقدمة

شهدت الصين خلال السنوات الأخيرة تنفيذ مشاريع حضرية عملاقة، كان أبرزها مدينة شيونغآن، التي خُططت لتكون مركزًا حضريًا متطورًا بميزانية ضخمة بلغت 93 مليار دولار. ورغم مرور 7 سنوات على بدء إنشائها، لا تزال المدينة شبه فارغة، مما يثير تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع. تعتبر مدينة شيونغآن من أهم “مدن المستقبل في الصين”.

تصميم المدينة والبنية التحتية

تغطي شيونغآن مساحة تفوق نيويورك بثلاثة أضعاف، وتضم منشآت متطورة، مثل:

• محطة قطارات بحجم 88 ملعب كرة قدم، وهي من الأكبر في العالم، مما يجعلها نموذجًا لمفهوم “مدن المستقبل في الصين”.
• شبكات ألياف بصرية مدفونة بالكامل تحت الأرض لدعم المدن الذكية.
• طرق مجهزة للسيارات ذاتية القيادة وأنظمة متقدمة لإدارة المرور.
• مناطق سكنية ومراكز أعمال مصممة لاستيعاب ملايين السكان، لتعكس رؤية مدن المستقبل في الصين.

الهدف من إنشاء المدينة

تم التخطيط لشيونغآن لتخفيف الضغط عن العاصمة بكين، التي تعاني من الاكتظاظ السكاني وارتفاع أسعار العقارات. كما كان من المفترض أن تصبح المدينة مركزًا جديدًا للأعمال والابتكار، مع انتقال بعض المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى إليها. تعد هذه الخطوات أساسية لتحقيق رؤى مدن المستقبل في الصين.

الأسباب وراء غياب السكان

رغم الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها المدينة، لا تزال شوارعها فارغة تقريبًا، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها:

1. عدم اكتمال انتقال المؤسسات: لم تنتقل العديد من الشركات والهيئات الحكومية كما كان مخططًا، مما أدى إلى تأخر جذب السكان.
2. عزوف السكان عن الانتقال: معظم المواطنين يفضلون البقاء في بكين أو تيانجين، حيث تتوفر فرص عمل أكبر وخدمات أفضل، على الرغم من التطورات المغرية في مدن المستقبل في الصين.
3. ارتفاع تكاليف المعيشة: رغم التخطيط لجعل شيونغآن مدينة ذكية، إلا أن التكاليف المرتفعة قد تشكل عائقًا أمام السكان المحتملين.
4. التحديات الاقتصادية: تعاني الصين من فائض كبير في العقارات غير المأهولة، حيث تشير التقارير إلى وجود ملايين المنازل الفارغة في مختلف المدن.

المستقبل المحتمل للمدينة

لا يزال مستقبل شيونغآن غير واضح، إذ تعتمد نجاحها على قدرة الحكومة على جذب السكان والشركات إليها. وإذا لم يتم تقديم حوافز قوية أو تطوير استراتيجيات جديدة، فقد تواجه المدينة مصير العديد من “مدن الأشباح” الأخرى في الصين، حيث تبقى المشاريع العملاقة غير مستغلة. وبذلك، يتضح أن مدن المستقبل في الصين تحتاج إلى استراتيجيات جذب مبتكرة.

الملخص

If you found this article valuable, consider sharing it