يقع مركز الحماية والإنقاذ الجديد عند مدخل المنطقة التاريخية في بلدية ترزن، ليكون معلماً معمارياً متميزاً يجمع بين الوظيفية والرمزية. يستوحي المبنى تصميمه من النمط التقليدي لمحطات الإطفاء، مع إضافة لمسات عصرية تجعله مركزاً متكاملاً لخدمات الطوارئ والتواصل المجتمعي. وتبرز فيه البرج المركزي ليس فقط كعنصر عملي (لتجفيف خراطيم الإطفاء)، ولكن أيضاً كـمنارة بصرية تشير إلى مدخل ترزن.
المفهوم المعماري ومصادر الإلهام
اعتمد المصممون على النمط الكلاسيكي لمحطات الإطفاء، لكنهم أعادوا تفسيره باستخدام مواد حديثة وتقنيات بناء مستدامة. يتكون المبنى من قسمين متكاملين:
- مساحات مجتمعية – تشمل قاعة متعددة الأغراض، وغرف للنوادي، ومرافق لرجال الإطفاء.
- مرافق عملياتية – تتضمن جراجاً من طابقين مخصصاً لسيارات الإطفاء وآليات الطوارئ.
يمزج هذا التصميم بين الكفاءة الوظيفية والتواصل مع المجتمع، مما يعزز دوره كمنشأة خدمية واجتماعية.
أبرز ملامح التصميم
1. البرج الأيقوني: رمز للأمان والتقاليد
ليس البرج مجرد عنصر جمالي، بل هو جزء عملي متجذر في تاريخ مكافحة الحرائق. فبالإضافة إلى استخدامه في تجفيف الخراطيم، أصبح البرج علامة مميزة ترمز إلى حماية المجتمع.
2. اختيار المواد: متانة وتكيف مع الوظيفة
ركز المصممون على المتانة وسهولة الصيانة، فاستخدموا مواد تتحمل الاستخدام المكثف وتعزز المظهر الصناعي الحديث:
- هيكل خرساني مكشوف (يضفي طابعاً معمارياً ويخدم كواجهة)
- نوافذ ألومنيوم مع كاسرات ظلال
- درابزينات مجلفنة بالغمس الساخن (مقاومة للتآكل)
3. واجهة ديناميكية وتصميم المداخل
تميز الواجهة الجنوبية بألوان زاهية تضفي عليها حيوية، في تناقض جميل مع المتانة العامة للمبنى. ومن أبرز العناصر:
- فتحات نوافذ كبيرة – تعزز الإضاءة الطبيعية والاتصال البصري مع المحيط.
- كاسرات ظلال خرسانية مكشوفة – تحدد المداخل وتوفر حماية من العوامل الجوية.
4. تخطيط الموقع: التوازن بين الوظيفة والمساحة المجتمعية
تم تقسيم المساحة الخارجية بعناية لتحقيق كفاءة العمليات والانفتاح على المجتمع:
- فناء سيارات الإطفاء – منطقة آمنة ومخصصة لآليات الطوارئ.
- ساحة المدخل – تضم شجرة زيزفون ومقاعد، مما يشجع على التفاعل المجتمعي.
لماذا يهم هذا التصميم؟
ليس مركز الحماية والإنقاذ مجرد مبنى وظيفي، بل هو رمز للصمود والابتكار والروح المجتمعية. بدمجه بين عناصر محطات الإطفاء التقليدية والمبادئ المعمارية الحديثة، يحقق المبنى الأهداف التالية:
- تعزيز كفاءة الاستجابة للطوارئ
- تعزيز الهوية المدنية
- تشجيع التواصل بين رجال الإطفاء والمقيمين
الخاتمة
كـمعلم معماري جديد في ترزن، يبرز مركز الحماية والإنقاذ كمثال على كيف يمكن للتصميم الوظيفي أن يكون جذاباً بصرياً وذا أثر اجتماعي. بفضل مزيجه بين الأصالة والحداثة، سيظل هذا الصرح حيوياً في خدمة المجتمع لسنوات قادمة.
تابع أحدث المشاريع والاتجاهات والأفكار الجريئة في عالم المحتوى “المعماري” على ArchUp.
