JEC Tower in Jeddah under construction, showcasing its central core, mixed-use spaces including offices, hotel, residential units, and engineering challenges as it rises above 1 kilometer, providing insight into modern skyscraper design and construction techniques

عودة الزخم وواقعية التقدّم في مشروع برج JEC خلال مرحلة البناء المتصاعد

Home » الإنشاءات » عودة الزخم وواقعية التقدّم في مشروع برج JEC خلال مرحلة البناء المتصاعد

تقدم لافت في مشروع برج JEC

يشهد أحد أكثر مشاريع ناطحات السحاب طموحًا في العالم تحركًا جديدًا بعد فترة طويلة من الجمود. فقد وصل برج JEC في السعودية إلى الطابق 69 في نواته المركزية، وهو تطور مهم بالنظر إلى تاريخ المشروع المعقد وامتداده لأكثر من عقد من الزمن.

عودة العمل بعد سنوات من التأجيل

بعد سلسلة من التأخيرات وفترة توقف أثارت تساؤلات حول إمكانية اكتماله، يبدو أن المشروع قد استعاد زخمه مؤخرًا. كما أعاد مكتب AS+GG المعماري تأكيد موعد الانتهاء ليكون في أغسطس 2028، وهو إعلان يشير، على الأقل نظريًا، إلى وجود خطة تنفيذ واضحة هذه المرة.

تحولات في الهوية وتأكيد على الارتفاع الهائل

تغييرات متكررة في الاسم

مرّ البرج بعدة تغييرات في التسمية؛ فقد بدأ باسم برج المملكة، ثم تحول إلى برج جدة، قبل أن يصبح رسميًا برج JEC نسبةً إلى شركة جدة الاقتصادية. ورغم تغير الاسم، بقي الهدف واحدًا: إنشاء صرح هندسي غير مسبوق في المنطقة.

ارتفاع يتجاوز حدود المألوف

وفقًا لتأكيدات مكتب AS+GG، سيصل ارتفاع البرج إلى أكثر من كيلومتر واحد، متجاوزًا بذلك برج خليفة في دبي بفارق كبير. ولتوضيح حجم هذا الارتفاع، فهو يقارب:

وبذلك، يقف البرج كمثال على تطور طموح في تقنيات البناء، رغم التحديات الهندسية الكبيرة التي ما تزال قائمة.

JEC Tower in Jeddah under construction, showcasing its central core, mixed-use spaces including offices, hotel, residential units, and engineering challenges as it rises above 1 kilometer, providing insight into modern skyscraper design and construction techniques

ملامح التصميم الداخلي والبنية التشغيلية للبرج

قدرات تشغيلية ضخمة

عند اكتماله، من المتوقع أن يضم برج JEC نحو 59 مصعدًا تخدم ما لا يقل عن 157 طابقًا. وتشير هذه الأرقام إلى منظومة تشغيل معقدة تهدف إلى استيعاب حركة يومية كثيفة داخل البرج. بالإضافة إلى ذلك، سيحتوي البرج على:

  • منصة مراقبة يتوقع أن تكون الأعلى عالميًا،
  • فندق بمستويات راقية،
  • مساحات مكتبية،
  • وحدات سكنية مخصصة لطبقة قادرة على تحمّل تكلفة السكن في مبنى بهذا الحجم.

ورغم أن هذه العناصر تشير إلى تنوع في الاستخدامات، فإنها تعكس أيضًا التحديات التشغيلية التي ستواجه إدارة البرج.

التقدم الهيكلي وأثره على أفق المدينة

فروق في سرعة البناء بين الأجزاء

في الوقت الحالي، تتصدر النواة المركزية أعمال الارتفاع، بينما تتأخر الأجنحة الجانبية عنها بنحو خمسة طوابق. ومع ذلك، تستمر فرق البناء بالعمل بوتيرة ثابتة للحفاظ على التقدم. وقد بدأ البرج بالفعل بإعادة تشكيل ملامح أفق مدينة جدة رغم أنه ما يزال قيد الإنشاء.

مؤشرات ملموسة على عودة الزخم

وتيرة بناء أكثر استقرارًا

استؤنف العمل على المشروع في يناير بعد توقف طويل، لكن اللافت هو التسارع الملحوظ خلال الأشهر الأخيرة. فقد تم إنجاز حوالي 50% من صب الخرسانة، وهو تقدم مهم للغاية في مشروع بهذا المستوى من التعقيد.

صور حديثة تعكس ثقة أكبر

قام مكتب AS+GG بنشر صور من نوفمبر توضح حجم التقدم المحرز. ومن المعتاد ألّا تُنشر صور مرحلية إلا في حالة وجود ثقة ملموسة بجدية مسار العمل. كما أن تحديد موعد الانتهاء في أغسطس 2028 يعكس — على الأقل في هذه المرحلة — اعتماد جدول زمني فعلي بدلًا من التقديرات المتفائلة التي رافقت مراحل سابقة.

JEC Tower in Jeddah under construction, showcasing its central core, mixed-use spaces including offices, hotel, residential units, and engineering challenges as it rises above 1 kilometer, providing insight into modern skyscraper design and construction techniques

واقعية التقدم رغم التاريخ المعقد للمشروع

تجاوز مرحلة الشكوك

يمثل التقدم الحالي لبرج JEC نقطة تحول مهمة، خاصة بالنظر إلى تاريخه المليء بالتأجيلات والتوقفات. فقد شكك كثيرون في إمكانية استكمال المشروع أصلًا، ولذلك فإن الوصول إلى ما بعد الطابق 69 يعد إنجازًا يعيد الثقة في مسار العمل.

موعد الانتهاء بين الجرأة والواقعية

تحديد أغسطس 2028 كموعد نهائي يعكس جرأة في التوقعات، خصوصًا أن المدة المتبقية لا تتجاوز أربع سنوات، بينما يجري تنفيذ مشروع لم يسبق تطبيقه بهذا الحجم عالميًا. وتزداد التحديات الهندسية صعوبة مع الارتفاع، حيث تتطلب الأحمال الريحية والضغوط الهيكلية حلولًا غير تقليدية. ومع ذلك، فإن إنجاز نصف أعمال الخرسانة ووضوح التقدم على أرض الواقع يجعلان الفكرة أقل بعدًا عن التنفيذ مما كانت عليه سابقًا.

العام المقبل: اختبار حقيقي لقدرة المشروع على الصمود

يشير فريق AS+GG إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تحديثات كبيرة مع استمرار البرج في الارتفاع. وسيكون العام القادم حاسمًا لتقييم ما إذا كان بالإمكان الحفاظ على الوتيرة الحالية. وبحلول هذا الوقت من العام المقبل، سيتضح ما إذا كان إنجاز البرج في عام 2028 هدفًا واقعيًا أم تقديرًا متفائلًا أكثر من اللازم.

أثر مبكر على أفق المدينة رغم عدم الاكتمال

ورغم أن البرج ما يزال قيد البناء، إلا أنه بدأ بالفعل في فرض حضوره على أفق مدينة جدة. وبغض النظر عن موعد اكتماله، فإن المدينة تتجه نحو امتلاك أول معلم يبلغ ارتفاعه كيلومترًا واحدًا في تاريخها. ويبقى السؤال المطروح: هل يتحقق هذا الهدف في الموعد المعلن، أم ستحتاج الأعمال إلى وقت أطول مما هو مخطط؟

JEC Tower in Jeddah under construction, showcasing its central core, mixed-use spaces including offices, hotel, residential units, and engineering challenges as it rises above 1 kilometer, providing insight into modern skyscraper design and construction techniques

تحليل ArchUp التحريري

من منظور معماري وهندسي، يقدم برج JEC مثالًا على القدرة على تنفيذ مشاريع ضخمة تتجاوز المألوف في الطول والتعقيد الهيكلي، وهو ما يظهر بوضوح من التقدم المستمر للنواة المركزية والبنية التشغيلية المعقدة. وجود منصة مراقبة، ومساحات مكتبية وسكنية متنوعة، يعكس محاولات دمج وظائف متعددة في مبنى واحد، وهو توجه شائع في المشاريع العمودية الحديثة.

مع ذلك، يثير المشروع عدة تحفظات عند النظر إلى الجوانب العملية والبيئية:

  • التحديات الهندسية: ارتفاع البرج الهائل يزيد من التعقيدات المرتبطة بأحمال الرياح والضغوط الهيكلية، ما يجعل الالتزام بالجدول الزمني المحدد تحديًا كبيرًا.
  • الاستدامة والبيئة: لم يتم ذكر تقنيات الاستدامة أو كفاءة الطاقة بشكل واضح، وهو عنصر أساسي في العمارة المعاصرة، خصوصًا للمشاريع الضخمة.
  • الوظائفية والاستخدام الطويل المدى: كثافة المصاعد والمساحات المتعددة تتطلب إدارة تشغيلية دقيقة، وقد تؤثر على تجربة المستخدمين والسكان على المدى الطويل إذا لم تُصمم الحلول التشغيلية بعناية.
  • تأثير على المدينة: رغم التغير البصري الملحوظ لأفق جدة، فإن المشروع قد يخلق تحديات في البنية التحتية والمواصلات المحيطة إذا لم تُخطط المدينة لذلك مسبقًا.

يمكن الاستفادة من برج JEC كدراسة حالة لمشاريع ناطحات السحاب العمودية الفائقة الارتفاع، خصوصًا من حيث:

  • تحليل استراتيجيات البناء المتسلسلة للنواة والأجنحة الجانبية.
  • دراسة التحديات الهندسية المرتبطة بالارتفاعات القصوى وتأثير الرياح على الاستقرار الهيكلي.
  • فهم الحاجة إلى تنسيق معماري وتشغيلي بين الاستخدامات السكنية والتجارية والمرافق العامة داخل مبنى واحد.

باختصار، يقدم المشروع فرصة تعلم قيمة في مجالات التصميم المعماري، والهندسة الإنشائية، وإدارة المباني العمودية الكبرى، رغم التحديات الكبيرة التي قد تواجه استدامته وواقعية إتمامه في الوقت المحدد.


Further Reading from ArchUp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *