في إطار حرص الجامعات على تعزيز الهوية الثقافية والدينية، أطلقت جامعة بامولانج مشروعًا مبتكرًا لإنشاء ساحة عامة ومساحات تفاعلية مستوحاة من رمز إسلامي معروف: “نجمة روبع الحزب” أو ما يُعرف بالـ “النجمة الإسلامية”. المشروع يهدف إلى دمج القيم الإسلامية في التصميم المعماري، وتعزيز التواصل المجتمعي عبر المساحات العامة.
هذا المقال يستعرض:
- مفهوم النجمة الإسلامية وأصولها.
- كيف تم توظيف هذا الرمز في تصميم الساحة الجديدة.
- العلاقة بين التصميم الحضري والهوية الثقافية.
- أهمية الدمج بين العمارة الحديثة والتقاليد المحلية.
- رؤية تحليلية لمشروع الساحة من وجهة نظر متخصصين في العمارة.

ما هي “النجمة الإسلامية”؟
النجمة الإسلامية ليست مجرد رمز زخرفي، بل تحمل دلالة ثقافية وتاريخية عميقة. وتتكوّن من ثماني نقاط ناتجة عن تداخل مربعين، أحدهما مائل قليلاً بالنسبة للآخر، وهي تُعرف أيضًا باسم “ربع الحزب”، وهو مصطلح يستخدم في القرآن الكريم لتقسيم النصوص، ويُستخدم كعلامة توقف عند تلاوة الكتاب العزيز.
يقول موقع دائرة المعارف الإسلامية (Islamic Encyclopedia):
“رمز ربع الحزب هو أحد أكثر الرموز انتشاراً في الفن الإسلامي، ويظهر بشكل واسع على الأعلام والمخطوطات والزخارف المعمارية”.
ويشير الباحثون إلى أن هذه النجمة كانت موجودة في العديد من الدول الإسلامية، مثل تركيا والعراق ومصر، وكانت تُستخدم كعنصر زخرفي وهويتي في العمارة التقليدية.
كيف تم استخدام النجمة في تصميم الساحة؟
استوحت فكرة التصميم الأساسي للساحة من شكل النجمة الثماني، حيث تم تقسيم المساحات الخضراء والمباني العامة باستخدام هذا الشكل الهندسي. لم يكن الهدف فقط جماليًا، بل كان تربويًا ورمزيًا أيضًا، إذ يسعى التصميم إلى تسليط الضوء على هذا الرمز الثقافي وإعادة إدخاله في الوعي المجتمعي.
تم تصميم الساحة بحيث تكون مساحة استكشاف حرة، تسمح للمستخدمين بالتنقل بين الزوايا المختلفة، كل منها يمثل جانبًا من جوانب القيم الإسلامية، مثل العلم والفن والحوار المجتمعي.

التكامل بين العمارة الحديثة والتراث المحلي
يجمع المشروع بين الطراز المعماري الاستوائي الحديث وبين الإرث الثقافي الإسلامي، ليخلق مساحة مفتوحة تضم:
- ساحة رئيسية.
- مدرج خارجي.
- غرف مناقشة عائمة.
- حدائق مرتفعة.
- مسارات مشاة مرنة.
تهدف هذه العناصر إلى تشجيع التفاعل بين الطلاب والمجتمع المحلي، من خلال توفير أماكن للنقاش الفني والعلمي، وتنظيم فعاليات ثقافية متعددة.
التصميم يعكس مبدأ “الاختراق المتبادل” بين البيئة الطبيعية والبنية العمرانية، من خلال تضمين ممرات خضراء تربط الجامعة بالساحة، مما يسهل التنقل ويمنح الزائر شعورًا بالانتماء للمكان.
التفاعل بين التصميم الحضري والهوية الثقافية
من أبرز أهداف المشروع هو تعزيز الهوية الثقافية داخل الفضاء العام، خاصة في المؤسسات التعليمية التي تلعب دورًا محوريًا في تشكيل الوعي الاجتماعي.
يرى الباحثون في مجال العمارة الثقافية أن التصميم الحضري ليس فقط وظيفيًا، بل يحمل رسالة تعبّر عن القيم المجتمعية. وفي حالة هذا المشروع، فإن استخدام النجمة الإسلامية كأساس للتصميم يُعد خطوة مهمة نحو إعادة التعريف بالهوية الدينية بطريقة معاصرة.
جدول يوضح عناصر المشروع الأساسية
العنصر | الوصف |
---|---|
الساحة الرئيسية | مركز للأنشطة الاجتماعية والثقافية، مصممة على شكل نجمة ثماني |
المدرج الخارجي | مكان للفعاليات الأدبية والفنية، مدمج في المناظر الطبيعية |
الغرف العائمة | أماكن مناقشة مغلقة لكنها مرتبطة بصريًا بالفضاء العام |
الحدائق المرتفعة | مساحات خضراء تفصل بين الوظائف المختلفة وتوفر أماكن للراحة |
الممرات الخضراء | تكوّن علاقة طردية بين الجامعة والساحة، وتساعد على توجيه الحركة |

رأي ArchUp – تحليل شخصي وانتقاد بنّاء
إن مشروع الساحة في جامعة بامولانج يُعد مثالًا جيدًا على كيفية توظيف الرموز الثقافية في التصميم الحضري بطريقة معاصرة. ولكن هناك بعض النقاط التي تستحق النظر:
- التركيز المفرط على الجانب الرمزي : رغم أن استخدام النجمة الإسلامية فكرة مبدعة، إلا أن المشروع يحتاج إلى توضيح أكبر لكيفية تأثير هذا الرمز في تجربة المستخدم اليومية.
- التحديات البيئية : لا يتم ذكر أي تفاصيل حول استخدام مواد مستدامة أو استراتيجيات لتوفير الطاقة، رغم أن المناخ الاستوائي يتطلب ذلك.
- التفاعل المجتمعي الحقيقي : هل سيتم تنظيم برامج ثقافية وتعليمية تدعم الهدف من التصميم؟ أم أن الساحة ستبقى مجرد مساحة جمالية دون فاعلية اجتماعية؟
بناءً على ذلك، يمكن القول إن المشروع ناجح من حيث الفكرة، لكن نجاحه الكامل سيتوقف على مدى تنفيذه بدقة وفعاليته في خدمة المجتمع المحلي.
جدول تلخيصي لأهم النقاط
النقطة | الملخص |
---|---|
الرمز المستخدم | النجمة الإسلامية (ربع الحزب) |
الموقع | جامعة بامولانج، إندونيسيا |
الغرض من التصميم | تعزيز الهوية الإسلامية، وتوفير مساحات تفاعلية |
العناصر الرئيسية | ساحة، مدرج، غرف مناقشة، حدائق، ممرات خضراء |
الفلسفة التصميمية | الجمع بين العمارة الاستوائية والتراث الإسلامي |
التحديات المحتملة | غياب التفاصيل البيئية، وعدم وضوح آلية الاستخدام المجتمعي |

الأسئلة الشائعة (FAQ)
س: ما هي “نجمة ربع الحزب”؟
ج: هي رمز إسلامي يُستخدم لتحديد نهاية كل ربع جزء في القرآن الكريم، ويأخذ شكل نجمة ثماني مكونة من مربعين متداخلين.
س: لماذا تم اختيار هذا الرمز في التصميم؟
ج: لأنه يعبر عن الهوية الإسلامية، ويمثل قيمة ثقافية يمكن استخدامها في العمارة كإطار هيكلي ورمزي.
س: هل يمكن استخدام هذا النموذج في مشاريع أخرى؟
ج: نعم، يمكن تطبيق فكرة استخدام الرموز الثقافية في التخطيط الحضري، شريطة أن تتماشى مع السياق البيئي والاجتماعي للموقع.
س: ما هي الفوائد المجتمعية لهذا النوع من التصميم؟
ج: يعزز الانتماء الثقافي، ويشجع التفاعل بين الأفراد، ويوفر مساحات متعددة الاستخدام.
س: هل هناك أدلة على نجاح هذا النهج في أماكن أخرى؟
ج: نعم، هناك مشاريع مشابهة في العالم الإسلامي مثل متحف قطر الوطني ومسجد الشيخ زايد بأبوظبي، حيث تم دمج الرموز الثقافية في التصميم المعماري.