في السنوات الأخيرة، أصبحت المملكة العربية السعودية مركز أنظار العالم بفضل مشاريعها الطموحة ضمن رؤية 2030. من بين هذه المشاريع يبرز “مشروع أمالا”، وجهة سياحية فاخرة تُبنى على الساحل الشمالي الغربي للمملكة، في قلب البحر الأحمر. المشروع لا يهدف فقط إلى جذب الزوار من حول العالم، بل يسعى أيضًا لدمج السياحة الفاخرة مع الاستدامة البيئية، وتقديم نموذج جديد يوازن بين التطور العمراني والحفاظ على الموارد الطبيعية.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز جوانب مشروع أمالا، بما في ذلك موقعه الجغرافي، تصميماته البنائية، أهدافه البيئية، خطط التطوير، والأثر الاقتصادي والاجتماعي المتوقع منه.

موقع مشروع أمالا وتصميماته البنائية
يقع مشروع أمالا على الساحل الشمالي الغربي للمملكة، على بعد حوالي 50 كيلومترًا شمال مدينة ينبع. يتميز الموقع بجمال طبيعته الخلابة، حيث تمتد المياه الزرقاء الصافية على طول الساحل، مما يجعله وجهة مثالية للسياحة البيئية.
من خلال الصور المتداولة لمرحلة الإنشاء، يمكن ملاحظة استخدام تصميمات حديثة تتضمن مبانٍ على شكل قباب بيضاء، مع تركيب رافعات بناء تشير إلى استمرار العمل فيه. كما يتضمن الموقع مساحات خضراء، أشجار النخيل، ومناطق مفتوحة تعكس اهتمام المشروع بالتكامل مع البيئة الطبيعية.
أهداف بيئية طموحة
لا يقتصر دور أمالا على تقديم خدمات سياحية فاخرة، بل يركز بشكل كبير على تحقيق الاستدامة البيئية. من بين أبرز أهداف المشروع:
- الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة : المشروع مصمم ليكون بصفر انبعاثات كربونية.
- تحقيق فائدة صافية للبيئة بنسبة 30% بحلول عام 2040 : من خلال إعادة تأهيل الأراضي وإعادة زراعة المانغروف والأعشاب البحرية.
- حماية الحياة البحرية : عبر إنشاء “معهد كوراليوم للحياة البحرية”، الذي يجمع بين الأبحاث العلمية وتجارب الزوار التعليمية، بهدف الحفاظ على الشعاب المرجانية وأنواع الكائنات البحرية النادرة.
وفقًا لموقع رؤية السعودية 2030، فإن “مشاريع مثل أمالا تُظهر التزام المملكة بتحويل الاقتصاد نحو مصادر مستدامة، مع التركيز على حماية البيئة والتنوع البيولوجي”.

مراحل تطوير المشروع
بدأ العمل في مشروع أمالا منذ عدة سنوات، وهو يسير وفق خطة مدروسة تنقسم إلى مراحل واضحة:
المرحلة | العام المتوقع | ما سيتضمنه |
---|---|---|
المرحلة الأولى | 2025 | 8 منتجعات فاخرة |
مرحلة الافتتاح الجزئي | 2024 | منتجع ثووال الخاص (Thuwal Private Retreat) |
الانتهاء الكامل | 2030 | 30 منتجعًا، بالإضافة إلى البنية التحتية والمرافق العامة |
الأثر الاقتصادي والاجتماعي
إلى جانب الأهداف البيئية، يحمل مشروع أمالا آثارًا اقتصادية واجتماعية مهمة:
- المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي : من المتوقع أن يضيف المشروع ما يقارب 11 مليار ريال سعودي سنويًا للاقتصاد الوطني.
- خلق فرص عمل : سيوفر المشروع حتى 50,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وهو ما يدعم أحد أهم أهداف رؤية 2030.
- التركيز على التعليم والرياضة : يتضمن المشروع مدارس دولية تقدم برنامج البكالوريا الدولية (IB)، بالإضافة إلى شراكات مع اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية لتعزيز الرياضة.
مميزات فريدة تجعل أمالا مختلفًا
يضم المشروع عددًا من المرافق التي تساهم في تميزه عن غيره من الوجهات السياحية:
- مرسى القوارب (The Marina Village) : مركز ضخم يضم نادي يخوت، متاجر، مقاهي، ومعهد كوراليوم.
- اكتشافات علمية : عُثر على شعاب مرجانية ضخمة داخل منطقة المشروع، مما يفتح مجالًا لدراسات علمية جديدة ويمنح الزوار تجربة غوص استثنائية.
- استخدام تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) : لتحسين إدارة الموارد وتقليل النفايات، مما يعزز من فكرة “الاقتصاد الأزرق الدائري”.
دور أمالا في تحويل السياحة السعودية
مشروع أمالا هو جزء من استراتيجية أوسع لتطوير السياحة في المملكة، ضمن مشاريع مثل “مشروع البحر الأحمر”. تهدف هذه الجهود إلى:
- زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي.
- جذب أكثر من 100 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030.
- وضع المملكة كوجهة سياحية مستدامة ومختلفة.
ختامًا
مشروع أمالا ليس مجرد وجهة سياحية، بل هو تصور جديد لكيفية الجمع بين التطور العمراني والاستدامة البيئية. مع افتتاح المرحلة الأولى في عام 2025، يُتوقع أن يصبح المشروع نموذجًا يحتذى به في المنطقة، وخطوة جديدة في مسار التحول الاقتصادي والاجتماعي للمملكة.