قام المهندسان المعماريان الدنماركيان ماتياس مينتزي وألكسندر أوتينشتاين بإضفاء طابع دافئ وألوان طبيعية على منزل ريفي مسقوف بالقش يعود إلى القرن التاسع عشر في يلس، الدنمارك، بعيدًا عن الطابع الأبيض البسيط السابق. الثنائي، المؤسسان لاستوديو Mentze Ottenstein في كوبنهاغن، قادا عملية التجديد لصالح شركة Dinesen المصنعة للأرضيات الخشبية.

منزل طويل تاريخي بلمسات عصرية

تم بناء هذا المنزل المكون من طابقين عام 1885، واستحوذت عليه عائلة Dinesen في عام 2004 ليكون مقر إقامتها الخاص لمدة 15 عامًا قبل تحويله إلى دار ضيافة للعلامة التجارية.

أجرى المهندس المعماري المحلي يورغن أوفربي التجديد الأولي، حيث أعاد التناسبات الأصلية والتفاصيل المعمارية للمبنى. لاحقًا، أضاف مينتزي وأوتينشتاين “شخصية وهوية” جديدة للمنزل، واصفين عملهم بأنه “إعادة إحياء للأسلوب البسيط السابق”. استُبدلت الجدران البيضاء بألوان مستوحاة من الطبيعة المحيطة، مع إدخال لمسات عصرية على الأثاث التقليدي والزخارف.

ألوان متدرجة ومواد غنية

يضم الطابق الأرضي خمس غرف متصلة، كل منها بألوان مختارة بعناية. تم تزيين المطبخ بوحدة خضراء ناعمة من تصميم Garde Hvalsøe، بينما يتميز الجدار النهائي بلون مماثل. على الطرف الآخر من المنزل، توجد مكتبة داكنة اللون توفر تباينًا دراميًا، بينما تتدرج ألوان غرف الاستقبال بينهما بلون أصفر فاتح دافئ.

للمزيد على ArchUp:

“حافظنا على لون ثابت لإطارات الأبواب والعوارض الخشبية، بينما أضفنا تدرجًا لونيًا متناغمًا من غرفة إلى أخرى، بدءًا من الألوان الفاتحة وصولًا إلى المكتبة ذات الجدران الداكنة التي تمنح أجواء دافئة ومريحة”، أوضح المهندسان.

إعادة هيكلة الطابق العلوي

يؤدي درج جديد إلى الطابق الأول، الذي أُعيدت هيكلته لتوفير مزيد من الغرف للضيوف. يضم هذا الطابق جناحين، يحتوي كل منهما على غرفة نوم مزدوجة، وخزانة ملابس ممرية، وغرفة أسِرّة بطابقين متصلة.

تم طلاء بعض الجدران بلون ذهبي مغرٍ، بينما زُينت أخرى بورق جدران مخصص بنمط أوراق مستوحاة من المناظر الطبيعية المحيطة. تُستخدم أخشاب Douglas fir من Dinesen في جميع أنحاء المنزل، لتغطية الأرضيات والجدران والسقوف والأبواب والستائر الداخلية.

حرفية عالية وتفاصيل مخصصة

صمم مينتزي وأوتينشتاين قطع أثاث مخصصة باستخدام خشب البلوط والرماد، بما في ذلك رفوف المكتبة وطاولات المطبخ والمقاعد والأسِرّة الزخرفية. يضم المنزل أيضًا قطعًا من مجموعة الأثاث المصممة من قبل جون باوسون لـ Dinesen، إلى جانب أثاث عتيق وقطع حرفية مصنوعة يدويًا.

لاستكمال التصميم، اختار المهندسان قطعًا صغيرة مصنوعة من أخشاب داكنة مثل الجوز والكمثرى، بما في ذلك كرسي من تصميم RønholtKurz وأوعية خشبية من صنع الحرفيين بيتر مولر راسموسن وكريستيان فينيرستروم.

كما تعاونا مع فنانة الزجاج نينا نورغارد لتصميم سلسلة من المصابيح المعلقة المخصصة، مما أضفى لمسة دافئة على أجواء المنزل.

مساحة للابتكار والتجمعات الإبداعية

يرى هانز بيتر دينيسن، مدير العلامة التجارية والحفيد الأكبر لمؤسس Dinesen، أن المنزل أكثر من مجرد ملاذ عائلي، إذ تم فتحه لاستقبال الشركاء والمتعاونين في فعاليات وندوات معمارية، كما سيستضيف هذا الصيف مدرسة صيفية لطلاب كلية العمارة في الأكاديمية الملكية الدنماركية.

“قام Mentze Ottenstein برسم صورة تعكس عائلتنا وشركتنا—تصميم يحترم جذورنا لكنه في الوقت نفسه يجرؤ على التعبير عن نفسه من خلال أشكال وألوان جديدة”، قال دينيسن.

من خلال الجمع بين العناصر التاريخية واللمسات المعاصرة الجريئة، أصبح Dinesen Country Home مساحة تتناغم فيها التقاليد مع الحداثة.

Photos: Monica Grue Steffensen

If you found this article valuable, consider sharing it

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *