ماذا لو أخبرك أحدهم أنك ستُشاهد مباراة كرة قدم من أعلى قمة جبل؟ استاد الأمير يوفر تجربة فريدة تشبه هذا.
أو أنك ستحضر حفلة موسيقية تحت سماء مفتوحة، وأسفلها مدينة ذكية بُنيت على حافة الصخور؟
هذا ليس خيالاً علمياً، بل هو مشروع حقيقي يُبنى الآن في قلب المملكة العربية السعودية. إنها قصة استاد الأمير محمد بن سلمان ، الذي سيُبنى على إحدى قمم جبل طويق بارتفاع 200 متر، ليصبح رمزًا جديدًا للطموح المعماري والاستدامة البيئية في القرن الحادي والعشرين.
في هذا المقال سنستعرض:
- كيف تحولت القمم الصخرية إلى أماكن للعب والفن والتفاعل البشري؟
- ما هي التقنيات الذكية التي ستجعل الاستاد قائمًا دون استهلاك طاقة مفرط؟
- ولماذا يُعد هذا المشروع نقلة نوعية في تصميم الملاعب العالمية؟
استاد على الجبل.. عندما تختار العمارة التحدي
لأول مرة في التاريخ الحديث، يتم اختيار قمة جبل كموقع لبناء استاد عالمي.
الاختيار لم يكن صدفة، بل كان نتيجة تفكير استراتيجي يجمع بين الرمزية الطبيعية والفعالية العمرانية .
يقع الاستاد في مدينة القدية ، على بعد 40 دقيقة فقط من الرياض، وتحديدًا فوق أحد المنحدرات الصخرية لجبل طويق. هذه المنطقة ليست مجرد موقع جغرافي، بل هي امتداد لتاريخ وجغرافيا شبه الجزيرة العربية، حيث تمزج بين الماضي العريق والحاضر الواعد.
تصميم الاستاد يعكس رؤية مستقبلية؛ فهو لا يحتضن الجمهور فحسب، بل يحتضن المناظر الطبيعية الخلابة ، ويحوّل الجبل نفسه إلى جزء من التجربة.

تصميم ذكي: سقف يفتح، وجدار LED، وتقنية تبريد ثوريّة
الاستاد لم يُبنِ فقط ليكون مكانًا للمباريات أو الحفلات، بل ليتحول باستمرار إلى مساحة متعددة الاستخدامات .
إليك بعض أبرز ميزاته:
الميزة | الوصف |
---|---|
السقف القابل للفتح | يسمح بتغيير طبيعة الفعاليات من الداخل إلى الخارج خلال دقائق |
جدار LED ضخم | يستخدم لإظهار العروض المرئية أو تعزيز تجربة المشاهدين |
تقنية التبريد الذكية | نظام تبريد بدون استهلاك كبير للطاقة، عبر استخدام المياه المجمعة من الأمطار |
الابتكار الأهم هنا هو نظام التبريد المستدام ، حيث سيتم بناء بحيرة تبريد تحت الاستاد مباشرة .
ستستخدم مياه الأمطار المجمعة من سطح الاستاد ومنطقة القدية المحيطة، وتُضخ داخل “حائط ثلجي”، مما يبرّد الهواء الداخل إلى نظام التكييف، ويقلل من الحاجة للطاقة التقليدية.
النتيجة؟ استاد صديق للبيئة يحقق معايير LEED الذهبية .
المدينة التي تلعب: كيف يندرج الاستاد في رؤية القدية؟
الاستاد ليس مجرد مبنى، بل هو عنصر أساسي ضمن مدينة القدية ، وهي مشروع ضخم يهدف إلى إعادة تعريف مفهوم “اللعب” في الحياة البشرية.
اللعب هنا ليس فقط اللهو، بل هو عملية تنمية شاملة للعقل والجسم والعلاقات الاجتماعية.


تشمل القدية:
- 60 ألف مبنى على مساحة 360 كيلومتر مربع.
- أكثر من 325 ألف فرصة عمل .
- استقبال 48 مليون زيارة سنويًا .
- مناطق رياضية وثقافية وترفيهية مثل:
- مضمار سباقات الفورمولا 1
- ملعبين لرياضة الغولف
- أكبر متحف أولمبي في العالم
- مدينة Six Flags الترفيهية
- منطقة مخصصة للألعاب الإلكترونية
والاستاد سيكون قلب هذه التجربة النابضة بالحياة، وسيكون مسرحًا لفعاليات عالمية تتراوح بين الرياضة والموسيقى والثقافة.
المستقبل على القمة: متى يبدأ التشغيل؟
بدأ العمل في مدينة القدية بشكل عملي منذ فترة، مع ضخ أكثر من 10 مليارات ريال سعودي في مشاريع البنية التحتية.
من المتوقع أن تبدأ افتتاحات أولية خلال العامين القادمين ، بينما سيكون استاد الأمير محمد بن سلمان من أبرز المشاريع التي سيتم تسليمها في المرحلة الأولى.

خلاصة: العمارة تعيد كتابة قواعد اللعبة
استاد الأمير محمد بن سلمان في القدية ليس مجرد ملعب، بل هو مشروع حضاري يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان، والطبيعة والتكنولوجيا.
من قمة جبل طويق، تُكتب اليوم قصة جديدة للعمارة:
قصة التحدي، والإبداع، والاستدامة .
هل نحن على أبواب عصر جديد للبناء؟
الجواب يبدو واضحًا… في السعودية، حيث تولد الأفكار الكبيرة على قمم الجبال.
مقال ولا اروع