الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية

Sustainability in power plants for electric cars

الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية،

ومع تزايد اهتمام الناس بالسيارات الكهربائية ورغبتهم في إستخدامها بشكل يومي،

كبديلًا عن سيارات الوقود التقليدية، كثرت الأسئلة حول آلية استهلاكها للطاقة،

وإذا كانت فعلًا أفضل للبيئة ولا تشكل خطرًا على الهواء الخارجي بشكل عام.

ولكن في الحقيقة، الجواب لازال مجهولًا؛ فمجادلة الخبراء تستمر فيما إذا كانت السيارات الكهربائية التي تتطلب تصنيع مستمر للبطاريات،

أفضل من تلك التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز والوقود بشكل يومي.

بالإضافة إلى أن الحكومات وشركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم تعمل على الترويج للسيارات الكهربائية،

بإعتبارها تقنية أساسية للحد من استخدام النفط ومكافحة تغير المناخ والإحتباس الحراري.

شركة جنرال موتورز، على سبيل المثال، أشارت إلى أنها تهدف إلى وقف بيع السيارات الجديدة،

التي تعمل على البنزين والشاحنات الخفيفة بحلول عام 2035،

وأن تقوم بإستبدالها بالموديلات التي تعمل بالبطاريات؛ كما قالت فولفو إنها ستتحرك بشكل أسرع،

وستقدم تشكيلة كهربائية بالكامل بحلول عام 2030. (Tabuchi و Plumer، 2021).

الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية

في حين يتفق الخبراء على نطاق واسع على أن المركبات الموصولة بالكهرباء تعد خيارًا أكثر ملاءمة للمناخ من المركبات التقليدية،

لا يزال بإمكانها أن يكون لها آثارها البيئية الخاصة، اعتمادًا على كيفية شحنها وتصنيعها.

بدايةً، جميعنا نعرف الأهمية الرئيسية للسيارات الكهربائية،

وهي المساهمة نحو تحسين جودة الهواء والبلاد والمدن المزدحمة وتقليل نسبة التلوث في الهواء بشكل ملحوظ.

وهذا بسبب عدم وجود انبوب عادم، فهو العامل الأساسي لإنتاج انبعاثات ثاني اكسيد الكربون المضرة أثناء القيادة.

بمعنى أخر، تساعد السيارات الكهربائية على زيادة نظافة ونقاء الهواء في الطرق والشوارع،

مما يجعل المدن المكتظة مكانًا آمنًا للمشاه وركاب الدراجات.

الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية
الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية

وعلى مدار العام، يمكن لسيارة كهربائية واحدة فقط بحد ذاتها توفير 1.5 مليون جرام من ثاني أكسيد الكربون في المتوسط؛

مما يعادل أربع رحلات ذهاب وعودة من لندن إلى برشلونة (EDF Energy، 2021).

فلا عجب بأن أغلب الدول في جميع أنحاء العالم تهدف إلى زيادة أعداد مستخدمي السيارات الكهربائية في الطرق في الوقت الحالي،

منها الدول العربية والخليجية مثل الكويت والسعودية والإمارات ومصر والبحرين.

ففي دولة قطر على سبيل المثال، وبعد عدة سنوات من استخدام السيارات الكهربائية في عاصمة الدوحة،

بدأت دولة قطر بالعمل إلى تحقيق هدف إستراتيجي يساهم في التزام الدولة بتحويل نسبة 25% من حافلات النقل العامة إلى حافلات كهربائية خلال عام 2022،

كما أن قطر تهدف إلى تحويل حوالي نسبة 3 :5 % من إجمالي عدد السيارات الموجودة في جميع أرجاء البلاد،

إلى سيارات كهربائية وصديقة للبيئة بحلول العام المقبل 2022 (الخليج أونلاين، 2021).

بينما حددت المملكة المتحدة هدفّا يتمثل في حظر بيع السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2040 (EDF Energy، 2021).

الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية

علاوة على ذلك، يمكن أن تساعد المركبات الكهربائية أيضًا في تقليل الضوضاء،

خاصة في المدن حيث تكون السرعات منخفضة بشكل عام. نظرًا لأن السيارات الكهربائية أكثر هدوءًا من السيارات التقليدية،

فإن قيادة السيارات الكهربائية تخلق بيئة أكثر سلامًا لنا جميعًا.

إنطلاقًا مما سلف، فالعديد يتسائل أيضًا عن أهمية إنتاج الكهرباء الخضراء اللازمة لتشغيل سيارة كهربائية.

تبعًا لنتائج الأبحاث التي أجرتها وكالة الطاقة الأوروبية أنه حتى مع توليد الكهرباء،

فإن انبعاثات الكربون في السيارة الكهربائية أقل بحوالي 17 : 30 % من قيادة السيارة التقليدية التي تعمل بالبنزين أو الديزل.

يتم أيضًا تحسين الإنبعاثات الناتجة عن توليد الكهرباء بشكل كبير عند استخدام الكهرباء منخفضة الكربون (EDF Energy، 2021).

كل هذا يدل على أن للسيارات الكهربائية دور كبير في تقليل انبعاثات وسائل النقل وكونها عاملًا رئيسيًا في تنظيف الهواء الذي نتنفسه.

الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية

ومن جانب آخر، يمثل تغير المناخ تهديدًا لمعظم أشكال الحياة على هذا الكوكب؛

بما في ذلك، على وجه الخصوص، حياة البشرية.

من المستحيل أن ننكر أبعاد ما نحاربه على هذا الكوكب بسبب الإحتباس الحراري وتغير المناخ من فقدان الجليد البحري،

وزيادة مستوى سطح البحر إلى حدوث كوارث طبيعية مثل الأعاصير والجفاف أو موجات الحرارة الشديدة واندلاع الفيضانات العارمة وغيرها من الأحداث.

وكما أكتشف العلماء والمختصون اثناء محاولتهم للبحث عن أسباب تغير المناخ الرئيسية لتقليل عواقبه،

تُمثل الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والهواء الجوي عامل أساسي في تغيير الغلاف الجوي،

وترك الكوكب أكثر تعرضًا للتغير المناخي (غونسالفيس، 2018).

بالإضافة إلى إشارة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ،

إلى أنه من بين 49 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون الذي تم إطلاقه في الغلاف الجوي في 2010،

تم إطلاق نسبة 14% بواسطة مركبات النقل (غونسالفيس، 2018).

ونظرًا لأن السيارات تشكل نسبة 72% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في هذا القطاع (تليها الطائرات بنسبة 10%)،

فإن سوق السيارات الكهربائية ينمو ويبدو أنه حل جيد لمكافحة تغير المناخ والإحتباس الحراري في المستقبل (Swissinfo، 2019).

أما بالنسبة لإنتاج الطاقة، فإن السيارة الكهربائية التي تعمل بالبطارية نفسها لا تطلق أو تولد أي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي،

ولكن من بعض محطات الطاقة وتوليد الكهرباء المستخدمة في شحن تلك البطاريات هي التي تطلق هذه الإنبعاثات (بيلو، 2017).

وعلى الرغم من ذلك، يعمل العديد من الخبراء على تطوير حلول لجعل السيارات الكهربائية أكثر صداقة للبيئة وأكثر استدامة.

وعلى الرغم من هذا كله، فلا تزال السيارات الكهربائية خيار ممتاز،

(وقد يكون الحل المثالي حاليًا) لتقليل أو إلغاء استخدام النفط والبنزين في وسائل النقل.

هذا غير أن السيارات الكهربائية لديها القدرة على تحسين البيئة المحيطة بنا والمساهمة في مكافحة التغير المناخي والإحتباس الحراري إلى حدٍ ما.

الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية
الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية

ومن الجدير بالذكر بأن محطات توليد الكهرباء المُستخدمة للسيارات الكهربائية،

تحتوي على العديد من المخازن التي تعمل بالفحم؛

والتي تعتبر أكبر وأخطر مصدر فردي للتلوث عن طريق غازات الإحتباس الحراري في الولايات المتحدة،

فهي تقوم بإطلاق حوالي ملياري طن متري من غاز قاني أكسيد الكربون الضار سنويًا (بيلو، 2017).

مما يعني أن أي زيادة في استخدام السيارات الكهربائية،

يساوي زيادة في الطلب على الكهرباء من هذه المحطات؛

مؤديًا إلى زيادة الإنبعاثات الضارة والملوثة للبيئة.

الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية

هذا لا يعني بالضرورة أن المحطات الطاقة ملوثة للبيئة بشكل تام،

فلو فرضت الدول الأحكام اللازمة والصارمة التي من شأنها تقليل التلوث أو عرض حلول أخرى لتوليد الطاقة مثل استخدام الطاقة الشمسية.

أما اذا استمر الحال على ماهو عليه، فيمكن أن يؤدي الأمر إلى كوارث خطيرة على البشرية،

من خلال تضخيم نطاق الضباب الدخاني والأمطار الحمضية،

والسُّخام الدقيق المُدمِّر للرئة، والأمراض الأخرى التي تنجم عن حرق الوقود الحفري،

والتي قد تشكل أحد العوامل الرئيسية التي تلحق الخطر بالبيئة والبشرية بأكملها.

ومن جهه أخرى، فلازال بإمكاننا تحقيق الإستدامة في محطات الطاقة للسيارات الكهربائية،

فكما تمكنت الولايات المتحدة من إيجاد الحل الجوهري عن طريق استبدال استخدام الفحم الحجري في انتاج النسبة الأكبر من الكهرباء،

إلى استخدام الغاز الطبيعي الأكثر نظافة (بيلو، 2017).

نتيجة على ذلك، يُمكّنا هذا الحل من تقليل نسبة انتاج ثاني اكسيد الكربون،

جاعلًا السيارت الكهربائية أكثر نظافة وآمانًا على البيئة.

أي أن بإمكاننا الإستنتاج من هذه التجربة بأن السيارات الكهربائية صديقة للبيئة بقدر نظافة الكهرباء التي تشحنها في محطات الطاقة.

  • القائمة التالية تتضمن عدة بدائل فعالة للوقود الأحفوري (غير البطاريات الكهربائية)،

والتي ستساعد بدون شك في تطوير الإستدامة في محطات الطاقة الخاصة بالسيارات الكهربائية (مرصد المستقبل، 2020) (مناهجي، 2018):

  1. خلايا الهيدروجين.
  2. الوقود الحيوي او الوقود النباتي.
  3. طاقة الرياح.
  4. طاقة الماء.
  5. استخدام الطاقة النووية.
  6. الطاقة الشمسية.
  7. الطاقة الحرارية الجوفية.

أي أن السيارات الكهربائية لازال بإمكانها أن تصبح رائدة في المستقبل بمجرد ظهور بنية أساسية حديثة،

بالإضافةً إلى توليد الطاقة الكهربائية المطلوبة بطرقأاكثر استدامة في محطات الطاقة المخصصة.

كما أشارت البيانات الصادرة عن شركات السيارات العالمية أن العالم سيشهد تنافسًا غير مسبوق من قبل،

في الشهور القليلة المقبلة في مجال إنتاج السيارات الكهربائية بشكل عام (مرصد المستقبل، 2020)؛

حيث تحاول هذه الشركات السعي نحو مجاراة زيادة الوعي الشعبي والعالمي الذي يشجع الناس على تصدي التغيرات المناخية،

وتقليل أضرار التلوث البيئي الذي يسببه الوقود الأحفوري المستخدم في شتى وسائل النقل في جميع أنحاء العالم في الوقت الحالي.

وفي النهاية، يجب علينا التذكير بأن السيارات الكهربائية تواصل إحداثها لثورة كبيرة في مجال السيارات في جميع أنحاء العالم،

خصوصًا في وقتنا الحالي مع انتشار التكنولوجيا والأعمال التقنية،

التي تعمل على تقليل التلوث البيئي من جميع الجوانب والنواحي بما في ذلك تلوث الهواء.

بالإضافة إلى أن موضوع استدامة محطات الطاقة لهذا النوع من السيارات لازال يشغل بال الكثير من العملاء والمستخدمن،

لاسيما شركات تصنيع وبيع السيارات.

فالكثير من الناس في هذا الجيل القائم يحاولون البحث عن بدائل تدعم الإستدامة في شتى المجالات،

ومن ضمنها مجال السيارات؛ خصوصًا السيارات الكهربائية والتي لاتزال استدامتها بحاجة إلى إثبات صارم ومؤكد.

فعلى الرغم من مستقبل السيارات الكهربائية المزدهر،

إلا أن التأثير البيئي الناتج من السيارات التقليدية لن يختفي بوجودها بل سينتقل إلى محطات الفحم العاملة على تشغيلها،

في ظل الوضع الحالي لشبكة الطاقة العالمية،

أي أنه من المحتمل أن تتصدر المركبات الكهربائية مستقبل السيارات البديلة لمركبات الوقود الأحفوري، إلا أنها بالتأكيد لن تكون الحل الوحيد.

وإلى جانب الأهداف البيئية، فتسعى العديد من الشركات العالمية إلى محاولة الإستفادة القصوى من سمة العصر الحالية،

ورغبة الناس في المحافظة على البيئة، وبالتالي توسيع شريحة الجمهور الذي بإمكان شركات السيارات إستهدافه،

والعمل من أجله من خلال إضافة وتطوير السيارات الكهربائية إلى قائمة الأنواع المُنتَجة في كل شركة،

ومنافسة الشركات الأخرى بسيارات كهربائية ذات مواصفات عالمية وذات محطات طاقة مستدامة.

مراجع

EDF Energy. (2021). فوائد السيارات الكهربائية على البيئة (مترجم). تم الاسترداد من https://www.edfenergy.com/for-home/energywise/electric-cars-and-environment

Hiroko Tabuchi، و Brad Plumer. (2 مارس, 2021). ما مدى اخضرار المركبات الكهربائية؟ (مترجم). تم الاسترداد من The New York Times: https://www.nytimes.com/2021/03/02/climate/electric-vehicles-environment.html

Swissinfo. (24 ديسمبر, 2019). تكنولوجيا سويسرية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 90%. تم الاسترداد من Swissinfo: https://cutt.ly/PnDdbej

الخليج أونلاين. (13 مارس, 2021). السيارات الكهربائية بالخليج.. سوق استثماري وتحديات انتشار. تم الاسترداد من الخليج أونلاين: أخبار الخليج العربي: http://khaleej.online/ZeV7QZ

أندريه غونسالفيس. (25 سبتمبر, 2018). هل السيارات الكهربائية أكثر خضرة حقًا؟ (مترجم). تم الاسترداد من Youmatter: https://youmatter.world/en/are-electric-cars-eco-friendly-and-zero-emission-vehicles-26440/

ديفيد بيلو. (21 مارس, 2017). السيارات الكهربائية ليست “نظيفة بيئيًّا” بالضرورة. تم الاسترداد من Scientific American: https://www.scientificamerican.com/arabic/articles/news/electric-cars-are-not-necessarily-clean/

مرصد المستقبل. (10 مارس, 2020). سيارات المستقبل: تحديات الاستدامة والبحث عن بدائل صديقة للبيئة. تم الاسترداد من مرصد المستقبل: https://mostaqbal.ae/future-cars-sustainability-eco-friendly-ways/

مناهجي. (8 فبراير, 2018). بدائل الوقود الأحفوري. تم الاسترداد من مناهجي: https://cutt.ly/WnDEbW4

قد يهمك أيضًا: طرق التصميم المعماري الحديث للمتاحف العالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *