في غاباتٍ آخذةٍ بالتجدد على أرض كرمة سابقة في منطقة بييمونتي الإيطالية، كشفت مجموعة كاروتشيرا الجماعية عن جناحها القابل للفك والتركيب **”الغرفة المفقودة”**—وهو هيكلٌ من الفولاذ المقاوم للصدأ تتمحور حوله مدخنة بارتفاع سبعة أمتار، تذوب فيه الحدود بين الطقوس المنزلية والبرية. صُمم هذا الجناح كتدخلٍ عابر يعيد تخيل العلاقة التكافلية بين الإنسان والطبيعة عبر النار والماء وإعادة الاستخدام الذكي.

حدودٌ سائلة: النار والماء وإعادة تعريف المنزل:-
يتوزع الجناح بشكلٍ دائري حول المدخنة، لتعزيز الحميمية بين العناصر الطبيعية. فحوض استحمامٍ منخفض يتسع لثلاثة أشخاص—يمكن تحويله إلى منصةٍ للتأمل والنجوم—يتشارك المساحة مع مطبخٍ مفتوح وقنوات مياه متصلة. يُدعو الزوار إلى التفاعل مع نظام المياه عبر سد أو فتح الفواصل لتوجيه تدفق مياه الأمطار—إما لملء الحوض، أو استخدام المغسلة، أو حتى توفير المياه لسقاية الحيوانات.
الفولاذ بدل الإسمنت: احترامٌ للطبيعة:-
اختارت المجموعة الفولاذ المقاوم للصدأ بديلًا عن الإسمنت لتقليل البصمة البيئية، ولضمان إمكانية إزالة الهيكل بالكامل دون ترك أثر دائم. “نحن ضيوف في أحضان الطبيعة”**، تشرح المجموعة، **”ولذا نريد أن تكون تصاميمنا مؤقتة وغير متطفلة”. ورغم مزايا الإسمنت كمتانته وقدرته على تخزين الحرارة، إلا أن المجموعة استبعدته بسبب انبعاثات الكربون وصعوبة إزالته دون تشويه الموقع.

إعادة تعريف الطقوس اليومية:-
من طهي الخبز في الفرن التقليدي إلى الاستحمام بالماء الساخن بالحطب، يصبح الجناح مختبرًا لتجارب يومية جديدة. **”الغرفة المفقودة ليست مجرد مسكن، بل بوابة إلى زمنٍ بديل”**، تضيف المجموعة، حيث يذوب التمييز بين البيئة المُسيطر عليها والطبيعة الجامحة.
تأسست مجموعة كاروتشيرا الجماعية عام ٢٠٢٣ كمبادرةٍ تهدف إلى تحدي الحدود القائمة بين الإنسان والطبيعة عبر التصميم. ويظل جناحها هذا شاهدًا على رؤيتها: عمارةٌ تظهر بلطفٍ ثم تختفي، تاركةً الغابة لتعيد تشكيل نفسها من جديد.
للحصول على المزيد من المقالات والرؤى الملهمة، استكشف الارشيف .
ملاحظة: تمت مراجعة هذه المقالة وتحريرها من قِبل فريق تحرير archup لضمان الدقة والجودة