الوستارية والضوء: توسعة خشبية تنبض بالحياة في منزل من عشرينيات بروكسل
المقدمة
في الضواحي الهادئة لمدينة بروكسل، أعادت استوديو Hé! البلجيكي تعريف معنى الامتداد المعماري العصري من خلال مشروع حساس للضوء والطبيعة والمرونة. في قلب هذا التجديد تقف نبتة وستارية معمرة، تم الحفاظ عليها بعناية لتزدهر الآن حول إضافة خشبية مدمجة تعمل كهيكل وشجرة عنب في آن واحد.
المنزل، المعروف باسم Kasteel نسبة إلى موقعه في شارع Kasteelstraat، بُني في عشرينيات القرن الماضي، ويُعد حاليًا موطنًا لعائلة مكونة من أربعة أفراد. وكُلف استوديو Hé! بإنشاء مساحة معيشة أكثر مرونة تسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى قلب المنزل، فقام بإزالة الملحق الخلفي القديم واستبداله بهيكل خشبي مضغوط وقابل للفك.
والنتيجة هي توسعة مشرقة، بطبقات متعددة، تضخ حياة جديدة في المنزل – حرفيًا ومجازيًا. ومع نقل المطبخ إلى مركز المنزل وتكوين المستويات المتعددة التي تربط المساحات الحيوية، فإن التصميم يحقق تأثيرًا مكانيًا كبيرًا بخطوات بسيطة.
سياقي ومدروس: تحديث مناسب لعائلة معاصرة
تدخل طفيف بتأثير كبير
تتكون إضافة Hé! من طابقين فقط، لكنها تعيد تشكيل تجربة المنزل بالكامل. فمساحتها المدمجة يقابلها انفتاح بصري كبير عبر جدران زجاجية، فراغ مزدوج الارتفاع، وخامات خشبية مكشوفة تغمر المساحات المظلمة سابقًا بالضوء والهواء.
منزل يناسب نمط الحياة العائلية
أراد المالكان، فريدريك وإيلس، مساحة مرنة وعملية لهما ولابنتيهما. التوسعة الجديدة توفر منطقة طعام ومساحة تخزين وأماكن للعب، مع الحفاظ على إمكانية تعديل التصميم في المستقبل بفضل التوصيلات القابلة للفك – ميزة غير شائعة في المشاريع السكنية.
مستويات متعددة بتدفق واحد
بدلًا من تقسيم المساحات، اعتمد المهندسون أسلوب المستويات المتداخلة: المطبخ في الطابق الأرضي المركزي، يليه منطقة الطعام في الامتداد، وغرفة المعيشة في المستوى الأعلى. ترتبط هذه المستويات بصريًا ومكانيًا عبر فراغ رأسي كامل الارتفاع، مما يعزز الشعور بالانفتاح والترابط.
جدول: نظرة عامة على المشروع
| العنصر | الوصف |
|---|---|
| اسم المشروع | منزل Kasteel |
| الموقع | غانزورين، بروكسل، بلجيكا |
| المكتب المعماري | Hé! (هاني إيكلمانس ورينيه فيرهويلست) |
| نوع المشروع | تجديد + امتداد خلفي خشبي |
| سنة التنفيذ | غير محددة |
| تاريخ البناء الأصلي | عشرينيات القرن العشرين |
| العملاء | فريدريك، إيلس، وابنتيهما |
جدول: توزيع الوظائف في الامتداد
| المستوى | الاستخدام |
|---|---|
| الطابق الأرضي | منطقة الطعام، فراغ مزدوج الارتفاع، تخزين دراجات |
| المستوى الوسيط | مطبخ مركزي يربط الطابقين |
| الطابق العلوي | غرفة المعيشة تطل على الامتداد |
جدول: المواد والتشطيبات
| المادة | الاستخدام |
|---|---|
| خشب الصنوبر المكشوف | الهيكل والتشطيبات الداخلية |
| طوب مطلي بالأبيض | جدران المنزل الأصلية |
| MDF أخضر زيتوني | أثاث ثابت مخصص |
| شرائط سيراميك بلون الكريم | أرضيات المطبخ والحمامات (عادة تستخدم ككسوة جدران) |
| جدار زجاجي | الواجهة ذات الارتفاع المزدوج للإضاءة والإطلالات |
التحليل المعماري
تتمثل منطقية التصميم في منزل Kasteel في التوازن بين التكيف والحساسية للموقع. استخدم المعماريون هيكلًا خشبيًا بتوصيلات قابلة للفك، معززين بذلك فكرة التغيير المستقبلي، وهي فكرة نادرة في العمارة السكنية. وتتماشى هذه المرونة التقنية مع التدفق المكاني للمشروع، حيث يظهر في المستويات المتعددة، والفراغات، والرؤى المتبادلة.
ماديًا، تولّد التباينات بين خشب الصنوبر الدافئ والطوب الأبيض المحايد حوارًا بصريًا بين القديم والجديد. أما الجدار الزجاجي الكبير فيُعد مركز المشروع، حيث لا يسمح فقط بدخول الضوء، بل يربط المساحات الداخلية بالحديقة الخلفية، وبنبتة الوستارية التي تتسلق الآن الامتداد الجديد كما لو كانت في موطنها الطبيعي.
كما لعب السياق المحلي – الجغرافي والنباتي – دورًا أساسيًا في تشكيل المشروع. فالهدوء السكني في منطقة غانزورين ينعكس في لوحة الألوان الهادئة والمعمار المتواضع. وقرار الحفاظ على الوستارية وتوظيف الهيكل كدعامه لها يطمس الحدود بين الطبيعي والمبني، مما يعزز الفكرة بأن المعمار يجب أن يخدم الحياة، لا يهيمن عليها.
أهمية المشروع
يوفر هذا المشروع دروسًا قيّمة في كيفية تنفيذ التدخلات المعمارية ضمن المنازل التراثية دون أن تكون ثقيلة أو دائمة. امتداد Kasteel لا يفرض نفسه على الهيكل الأصلي، بل يدخل معه في حوار يُبرز الفروقات دون إخفائها.
ومن خلال الحفاظ على عنصر طبيعي رئيسي (الوستارية)، يُقدم المشروع مساهمة مهمة في اتجاه معمار التجديد الحساس للبيئة. ففي وقت يُختزل فيه الاستدامة إلى أرقام استهلاك الطاقة، يذكرنا هذا المشروع بأن احترام الطبيعة في الموقع لا يقل أهمية.
إضافة إلى ذلك، يفتح استخدام أنظمة غير دائمة ومكونات قابلة للفك نقاشًا أوسع حول الدور الاجتماعي والتطوري للعمارة السكنية. فهو يشجع المصممين على التفكير ليس فقط في كيفية بناء المباني، بل أيضًا في كيفية تفكيكها يومًا ما.
✦ لمحة تحريرية من ArchUp
تمكن استوديو Hé! من تحويل منزل مظلم من عشرينيات القرن الماضي إلى مساحة عائلية مشرقة عبر استخدام الخشب المكشوف، أثاث MDF بلون الزيتون، وتخطيط رأسي مفتوح. التباين البصري بين الصنوبر والطوب الأبيض يخلق إيقاعًا ماديًا دافئًا ومعاصرًا.
ومع ذلك، يطرح المشروع سؤالًا تأمليًا: هل يمكن تعميم فكرة القابلية للفك في التجديدات المستقبلية؟ أم أنها تظل حلاً استثنائيًا لمشاريع خاصة؟ التركيز على الهندسة المؤقتة يفتح أفقًا جديدًا حول “الاستدامة المؤقتة”.
ورغم هذه التساؤلات، ينجح المشروع في دمج الحرفية النباتية مع الدقة المعمارية، مقدّمًا نموذجًا راقيًا عن كيف يمكن للعمارة أن تتفاعل مع الطبيعة وتدعمها.
الخاتمة
تُجسد التوسعة الخشبية في منزل Kasteel ببروكسل نوعًا جديدًا من التجديد السكني – تدخل معماري خفيف الأثر، غني بالتجربة المكانية، وحساس تمامًا للبيئة. بدلاً من التوسعة لأجل المساحة فقط، ركز المعماريون على تحسين جودة الحياة: الضوء، الترابط، المرونة، والطبيعة.
وباعتمادهم على تصميم بسيط لكن فعّال، يحتفي المشروع ليس فقط بالعمارة، بل بالحياة أيضًا – إذ يدعم نمو نبتة الوستارية المحببة للعائلة ويمنحهم تجربة معيشية متناغمة. من خلال المستويات المتعددة، الفراغات المفتوحة، والتباين المادي، يصبح المنزل أكثر انفتاحًا من دون أن يكون مكشوفًا.
في عصر تتجه فيه العمارة نحو الديمومة والتكثيف، يقدم هذا المشروع درسًا مهمًا: أحيانًا، تكون أقوى الإيماءات المعمارية هي تلك التي تمارس أقصى درجات الرقة. وبالتركيز على التكيف والضوء والحياة، يقدم استوديو Hé! تدخلًا بسيطًا لكنه عميق – معيارًا جديدًا للتجديد المستقبلي.
معارض معمارية، مؤتمرات، وفعاليات تصميم عالمية
هل تبحث عن معارض معمارية متميزة أو مؤتمرات معمارية دولية؟ في ArchUp نوثق أهم الأحداث المعمارية والفنية، من معارض التصميم إلى المنتديات الحضرية.
نغطي أيضًا أبرز المسابقات المعمارية ونتائج المسابقات، مع تحديثات مستمرة عبر قسم الأخبار المعمارية.
من خلال ArchUp، ستجد كل الفعاليات المعمارية في منصة واحدة تجمع بين الإلهام والفرص المهنية.