طلاء الأسمدة الزراعية المصنوع من البلاستيك البيولوجي كالييدا، والذي يتحلل بيولوجيًا ليقلل التلوث بالميكروبلاستيك في الأراضي الزراعية.

في وقتٍ تتزايد فيه الحاجة إلى حلول صديقة للبيئة، يبرز منتج مبتكر في سوق البناء قد يُحدث تحولًا جذريًا: كالييدا، وهو بلاستيك بيولوجي مستدام وقابل للتحلل بشكل كامل. وبفضل خصائصه البيئية الفريدة، يتيح هذا المنتج استبدال البلاستيك التقليدي ببديل أكثر أمانًا واستدامة دون التأثير على الأداء أو المتانة. إضافةً إلى ذلك، أصبح استخدام كالييدا يتوسع تدريجيًا في مشاريع البناء. خاصة في مجالات العزل، التغليف، والطلاءات المؤقتة. لذلك، تُعد هذه المادة مرشحة بقوة لتصبح إحدى الركائز الأساسية للبناء الأخضر في المستقبل القريب.


ما هو كالييدا؟

كالييدا هو نوع من البلاستيك البيولوجي المستدام يتم تصنيعه من بوليمرات طبيعية تُعرف باسم PHA (البولي هيدروكسي ألكانوات). وهي مواد تُنتج عبر بكتيريا تتغذى على مخلفات صناعية أو مياه معالجة. وبهذه الطريقة، يُمكن تصنيع بلاستيك بيولوجي مستدام بشكل فعال. يتم ذلك من مصادر متجددة، دون الاعتماد على الوقود الأحفوري.


خصائص تقنية مميزة

الخاصيةالقيمة/الوصف
القابلية للتحللكاملة، بدون بقايا ميكروبلاستيك
المصدرنفايات عضوية ومعالجة مياه صناعية
الاستخداماتتغليف، عزل، طلاءات مؤقتة، باستخدام البلاستيك البيولوجي المستدام.
الكثافةمماثلة للبلاستيك التقليدي
مقاومة الرطوبةمرتفعة نسبيًا

لماذا يُعد كالييدا ثورة في مواد البناء؟

في الواقع، لا يمكن الحديث عن كالييدا دون التوقف عند رمزية هذا المنتج في مسار التحول البيئي الذي يشهده قطاع البناء. فمن جهة، يعكس الاعتماد على البلاستيك البيولوجي المستدام ناتج من معالجة النفايات، تغيرًا واضحًا في الطريقة التي ننظر بها إلى الموارد. ومن جهة أخرى، لا يُعد هذا التوجه مجرد اختيار تقني، بل هو دليل على وعي بيئي جديد يتبناه القطاع باستخدام البلاستيك البيولوجي المستدام. علاوة على ذلك، يُظهر هذا التغيير التزامًا متزايدًا بمبدأ الاقتصاد الدائري. وذلك حيث تتحول النفايات إلى موارد مفيدة بدلًا من أن تبقى عبئًا على البيئة.


الإنتاج والشراكات الصناعية

منشآت وتعاونات استراتيجية

  • تم اختبار عملية إنتاج كالييدا في محطات تجريبية ومرافق عرض في مدينة دوردريخت بهولندا لتحقيق إنتاج بلاستيك بيولوجي مستدام فعال. يتم تصنيع هذه المادة فيها.
  • يجري الآن تطوير مصنع إنتاج واسع النطاق بالتعاون مع شركة ESKA لصناعة الورق المُعاد تدويره. سيساهم المصنع في تصنيع البلاستيك البيولوجي المستدام.
  • كما أن الموقع المستهدف للمنشأة الجديدة في مدينة إمين سيمكن من إنتاج كميات تجارية بحلول عام 2027. سيتم ذلك باستخدام بلاستيك بيولوجي مستدام.

تمويل لتسريع التصنيع

حصل المشروع على تمويل بقيمة 14 مليون يورو بهدف تطوير خط إنتاج صناعي. ومن المتوقع أن ينتج المصنع نحو 6,000 طن سنويًا من البلاستيك البيولوجي المستدام. مما يلبي جزءًا من الطلب المتزايد على هذه المواد في السوق الأوروبية.


استخدامات عملية واعدة

طلاءات الأسمدة القابلة للتحلل

من الاستخدامات المبكرة لكالييدا تطبيقه كطلاء لأسمدة زراعية. ويُتيح هذا التطبيق إطلاقًا تدريجيًا للمغذيات على مدى أيام أو حتى شهور، مما يُقلل من التلوث الناتج عن الميكروبلاستيك. كما أن هذه الميزة تجعل كالييدا متوافقًا مع المعايير الأوروبية الجديدة للأسمدة باستخدام البلاستيك البيولوجي المستدام.

مستقبل مفتوح للتطبيقات المعمارية

إلى جانب الزراعة، تشير التجارب إلى أن كالييدا قابل للاستخدام في تغليف وحدات البناء. أو في تصنيع فواصل مؤقتة. أو حتى في حلول مبتكرة لعزل المباني بطريقة مستدامة باستخدام البلاستيك البيولوجي. وبالنظر إلى سهولة تصنيعه ومتانته، يُرى البلاستيك البيولوجي المستدام خيارًا جذابًا للمطورين والمهندسين المعماريين. خاصة الباحثين عن حلول أكثر نظافة وأقل انبعاثًا.


لمسة بشرية وموقع للابتكار

يقع فريق تطوير التطبيقات في حرم Planet B.io في دلفت، وهو مركز حيوي للابتكار البيوتقني. وبحسب المدير التنفيذي للمشروع، فإن هذا الموقع يتيح تفاعلًا مباشرًا مع جهات أكاديمية وصناعية. مما يُسرّع عملية التحسين والتطبيق الصناعي في مجال البلاستيك البيولوجي المستدام. هذا يعزز الاتجاه نحو الابتكار المستدام باستخدام بلاستيك بيولوجي مستدام.


وفي الختام

بينما تسعى صناعة البناء إلى تقليل الأثر البيئي لموادها، يُقدّم البلاستيك البيولوجي المستدام مثل كالييدا حلاً عمليًا وفعالًا. فهو لا يعتمد على النفط، وقابل للتحلل دون مخلفات ضارة. ويمكن إنتاجه من نفايات قابلة لإعادة التدوير. ومع استمرار التوسع في إنتاجه باستخدام البلاستيك البيولوجي المستدام وتعدد تطبيقاته، يبدو أن كالييدا في طريقه ليُصبح عنصرًا أساسيًا في معمار المستقبل.

ArchUp هي منصتك لمتابعة كل ما هو “معماري“: أخبار، تحليلات، وتصاميم من قلب الحركة المعمارية الحديثة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *