بيسيتروّلو: عندما يلتقي التراث المعماري الإيطالي بالإبداع المعاصر

ابتكار معماري في بوليا

تركز أعمال جاتيانو بيسّي على إعادة تصور العمارة الشعبية الإيطالية بأسلوب معاصر. في هذا السياق، جاء مشروع “بيسيتروّلو“ ليعيد تفسير التروّلو التقليدي، وهو نوع من المباني الحجرية ذات السقف المخروطي المميز في جنوب إيطاليا.

الموقع والتصميم

يقع “بيسيتروّلو” بين مدينتي أستوني وكاروفينيو في منطقة بوليا، وقد صُمم بالتعاون مع المعماري غابرييل بيمبيني. من خلال هذا المشروع، قدم بيسّي نموذجًا فريدًا يمزج بين العمارة التقليدية واللمسات المعاصرة، ما يعكس فهمًا معماريًا عميقًا للثقافة المحلية والتاريخ البنائي للمنطقة.

إعادة تفسير التروّلو

يتميز المشروع بتقديم تفسير مرن للتروّلو الكلاسيكي، حيث يُحافظ على الشكل التقليدي للسقف المخروطي ويضيف إليه عناصر تصميمية حديثة، بما يسمح بتحقيق توازن بين الأصالة والابتكار. هذه الطريقة تعكس نهجًا معماريًا يركز على الوظيفة والجمالية في الوقت ذاته، مع احترام التراث المحلي.

العلاقة بين التصميم والعمارة المحلية

تستعرض مشاريع فيرو كيف يمكن للعلامات التجارية في مجال التصميم أن تستلهم من العمارة المحلية لتقديم رؤية جديدة للأثاث والأشياء. على سبيل المثال، تُبرز الحملة الأخيرة العلاقة بين مسكن جاتيانو بيسّي وبيسيتروّلو، ما يوضح كيف يمكن للمساحات المعمارية الفريدة أن تلهم الإبداع في التصميم المعاصر.

الجذور المحلية والإنتاج

تأسست شركة فيرو في عام 2022 على يد باسكوال أبولونيو، وتركز على دعم فريق من المواهب الصاعدة في التصميم. يتم تصنيع أعمالها في غالاتينا، وهي منطقة تقع جنوب مسكن بيسّي المعماري، ما يعكس اهتمامًا بالربط بين التراث المحلي والابتكار الحديث.

التواصل بين العمارة والتصميم

من خلال السلسلة التصويرية الأخيرة، يظهر كيف أن التصميم العصري يمكن أن يعكس السياق التاريخي والمعماري. هذه الطريقة في تقديم المنتجات لا تقتصر على الشكل الجمالي، بل تهدف إلى تسليط الضوء على العلاقة بين المكان والوظيفة والإبداع.

تقاطع العمارة والتصميم المعاصر

يعكس مشروع فيرو كيف يمكن أن يلتقي التصميم المعاصر بالعمارة الراديكالية. ففي هذا السياق، تُبرز المشاريع كيف تتفاعل خفّة الأفكار مع ثقل المواد، ما يتيح تحقيق توازن بين الابتكار والصلابة البنائية.

الحوار بين المسكن والقطع الفنية

في الأجواء شبه السريالية للمسكن، تُصبح قطع فيرو جزءًا من حوار بصري مع المكان، حيث تتفاعل مع المنزل كأنها قطع فنية مستقلة. يعتمد هذا التفاعل على اللعب بالمواد والقوام والأشكال، مما يضفي بعدًا جديدًا على تجربة العيش في هذه المساحات المعمارية الفريدة.

التنوع في المواد والتصميم

تُبرز المجموعة تنوع المواد والتقنيات المستخدمة، بدءًا من القطع الخزفية التي صمّمها زافين المقيم في البندقية، وصولًا إلى الكرسي المتموج لفريدريك بولسن، والأثاث المبتكر من تصميم كارا/دافيدي القائم على الأشكال الحجمية، بالإضافة إلى المرايا المتعرجة لفيديريكا إلمو. هذا التنوع يعكس تلاقي الوظيفة مع الجمالية، ويظهر كيف يمكن للأفكار المعمارية والفنية أن تتفاعل ضمن مساحة واحدة.

فلسفة التصميم والهوية

يمثل شعار بيسّي للمنزل “كن بيسيتروّلو“ خلاصة فلسفة التصميم، التي تدعو إلى الانحراف عن المألوف واحتضان الهوية الحرة، مع التركيز على تحويل الفكر إلى مساحة ملموسة. هذا المفهوم يعكس كيف يمكن للعمارة والأثاث أن يصبحا أدوات تعبيرية، لا تقتصر على الاستخدام اليومي بل تتعداه إلى تجربة حسية وفكرية متكاملة.

✦ تحليل ArchUp التحريري

يترك مشروع بيسيتروّلو انطباعًا مثيرًا للاهتمام، حيث يبرز بوضوح الطابع الابتكاري للتصميم المعماري ويعكس تقديرًا عميقًا للتراث المحلي. من جهة، تُقدّر خفة الأفكار واللمسات المعاصرة التي أُضيفت على الهيكل التقليدي، وكذلك التفاعل بين المواد والأثاث كعنصر فني متكامل. ومع ذلك، قد يشعر بعض المشاهدين أن التباين بين الطابع التقليدي والابتكارات الحديثة في بعض الأحيان يخلق تجربة أقل تماسكًا أو يفرض أسلوبًا صعب الاستيعاب بالنسبة للجمهور غير المعتاد على هذه المقاربات المعمارية الجريئة. بوجه عام، يوفر المشروع مادة فكرية غنية وتصورًا مختلفًا للعمارة الشعبية الإيطالية، مع بعض التحفظات التي تعكس الطبيعة التجريبية للفكرة.