تثبيت فني عائم: سابين مارسيلس تقدم “جيلي فلوات” الوردي في بحيرة كومو
فن يطفو على الماء: استعراض المشروع
في إطار فعاليات مهرجان بحيرة كومو للتصميم في إيطاليا، تقدم المصممة الهولندية الشهيرة سابين مارسيلس أحدث أعمالها التركيبية، وهو عمل فني تفاعلي مذهل بعنوان “جيلي فلوات” (Jelly Floats). هذا العمل، المصنوع من المطاط الشفاف ذي اللون الوردي الجريء، يطفو بسحر على المسبح العائم الخاص بفندق لاك كومو إديشن (Lake Como Edition)، مبتكراً مشهداً بصرياً أخاذاً يجمع بين المتعة البصرية والوظيفية العملية في تناغم إبداعي نادر.

جدول زمني فني: تواريخ وعروض مهمة
يستمر عرض هذا التثبيت خلال فترة المهرجان من 14 إلى 21 سبتمبر 2025، ومن المقرر أن يبقى متاحاً لضيوف الفندق حتى نهاية فصل الصيف، ليضيف بُعداً جمالياً فريداً لتجربتهم السياحية والفنية. هذا التواجد الفني المؤقت يمثل فرصة فريدة للزوار لتجربة الفن المعاصر في إطار طبيعي خلاب.

تشريح العمل الفني: التصميم والهندسة
يتكون العمل من سلسلة من المنحوتات القابلة للنفخ ذات الأشكال الدائرية التي تشبه الكعكة (دونات). تتراوح أحجام هذه العوامات بين 1000 ملم و 3000 ملم، وتتميز كل منها بفتحة دائرية في مركزها. مصنوعة جميع القطع من مادة PVC شفافة متينة، مُلوّنة بالكامل بالصبغة الوردية الزاهية من الداخل، مما يضمن بقاء اللون ثابتاً حتى في حال حدوث أي خدش على السطح.

من الاستوديو إلى الماء: رحلة التصنيع
جاءت هذه التحفة الفنية إلى الحياة في استوديو المصممة في روتردام، حيث تم تصنيعها بدقة عالية. تستخدم عملية الإنتاج تقنية اللحام الحراري على طول الحواف الدائرية للحفاظ على غرفة الهواء مغلقة بإحكام. يتم إنتاج الشكل الدائري المميز عن طريق ربط حلقتين مسطحتين من المادة معاً، تاركاً مركزاً مفتوحاً. الشفافية المتأصلة في المادة تسمح بمرور الضوء عبر العوامات، تأثيراً بصرياً ساحراً يتغير مع حركة الشمس في اليوم.

تجربة تفاعلية: حيث يلتقي الفن بالترفيه
تكمن براعة التصميم في جمعه بين الجمالية والوظيفة. فإلى جانب كونه عملاً فنياً، يُمكن للضيوف الاستخدام التفاعلي لهذه العوامات: الجلوس عليها، الاستلقاء، أو دفعها للتجديف في الماء. تسمح التشكيلات المختلفة بترتيبها للاستخدام الفردي أو الجماعي، مما يعزز تجربة اجتماعية فريدة عند حافة المسبح المطلة على المناظر الخلابة للبحيرة. هذا التكامل بين الشكل والوظيفة يجعل العمل نموذجاً رائداً في تصميم المصنعات التفاعلية.

سياق ثقافي أوسع: مهرجان بحيرة كومو للتصميم
يأتي هذا المشروع ثمرة تعاون بين المصممة والفندق الفاخر، كجزء من برنامج الاستباق لما قبل الافتتاح الرسمي للفندق في مارس 2026. يقع الفندق في قصر يعود للقرن التاسع عشر في بلدة كادينابيا، ويضم 148 غرفة ومساحات طعام فاخرة يشرف عليها الشيف الشهير ماورو كولاغريكو.
من خلال هذا التثبيت، يربط مهرجان بحيرة كومو للتصميم بين عالم التصميم المعاصر وقطاع الضيافة الفاخرة، مما يخلق حواراً ثقافياً بين العمل الفني والطبيعة المحيطة. المهرجان يجمع أعمال مصممين دوليين وفنانين ومهندسين معماريين، نفسه كمنصة رائدة للابتكار والإبداع في المنطقة.

رؤية مستقبلية: إرث التثبيت وتأثيره
بينما من المقرر أن تبقى العوامات الوردية في موقعها حتى نهاية صيف 2025، فإن إرثها الفني سيدوم . هذا المشروع يمثل اتجاهاً متزايداً في عالم التصميم نحو العابرة التي تثري الأماكن العامة والخاصة، وتشجع على التفاعل البشري، وتتحدى التقاليد الفنية الثابتة. إنه يشير للمستقبل حيث يصبح الفن جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وليس مجرد اشياء معزولة في صالات العرض.
✦ رؤية تحريرية من ArchUp
يقدم هذا المقال نظرة شاملة على مشروع “جيلي فلوات” للتصميمة سابين مارسيلس، وهو تركيب فني تفاعلي يدمج بين الجمال والوظيفة في بيئة ضيافة فاخرة. النقد الإيجابي يكمن في التغطية المتعمقة للجوانب التقنية والتصميمية، مع تقديم سياق ثقافي وغني للمشروع. ومع ذلك، كان من الممكن إثراؤه أكثر بمقابلة مع المصممة أو منظمي المهرجان لإضافة البعد الشخصي والرؤية الإبداعية المباشرة. رغم ذلك، يظل المقال مثالاً ممتازاً على كيفية توثيق المشاريع الفنية العابرة التي تثري المشهد الثقافي وتلهم المصممين وعشاق الفن المعاصر، أيضاً خدمة كحالة دراسة لقوة التصميم في تحويل المساحات .
مقدم لكم من فريق تحرير ArchUp
من هنا يبدأ الإلهام. تعمق في الهندسة المعمارية، والتصميم الداخلي، والبحث، والمدن، والتصميم، والمشاريع الرائدة على ArchUp.