المعرض الوطني يعلن القائمة المختصرة لمشروع التوسع الكبير

في خطوة مفصلية تعيد صياغة مستقبله، كشف المعرض الوطني في لندن عن القائمة المختصرة لستة فرق هندسية تتنافس لتصميم مشروع توسّع كبير يمتد إلى موقع سانت فنسنت هاوس. ويصف المسؤولون هذا المشروع بأنه الأهم في تاريخ المؤسسة الممتد لـ 200 عام، بما يعكس طموحًا فنيًا ورؤية معمارية تستجيب لتزايد جمهور المعرض عالميًا.

مسابقة عالمية استقطبت 65 رؤية هندسية

أُطلقت المسابقة في سبتمبر 2025 واستقبلت 65 مقترحًا من مكاتب دولية مرموقة. ومن بين هذه المشاركات، تم اختيار ستة فرق للانتقال إلى المرحلة التالية، حيث سيقدمون رؤيتهم لجناح جديد يستوعب التوسع في المجموعات الفنية ويستجيب لارتفاع أعداد الزوار، مع إعادة تشكيل الممر الثقافي بين ميدان ليستر وميدان ترافالغار.

و تقدّم الفرق الستة رؤى معمارية متنوعة ضمن المشروع. يقدم مكتب Farshid Moussavi Architecture بالتعاون مع Piercy & Company مقاربة تعتمد على فهم السياق الثقافي ومحيط الموقع. أما Foster + Partners فيطرح رؤية تعتمد على الابتكار والبساطة الوظيفية. ومن اليابان يأتي مكتب Kengo Kuma and Associates بالتعاون مع BDP وMICA برؤية تستند إلى حساسية المواد والانسجام مع البيئة الحضرية.

ويشارك Renzo Piano Building Workshop (RPBW) بالتعاون مع William Matthews Associates وAdamson Associates بخبرة واسعة في تصميم الفراغات وتوظيف الإضاءة. كما يركز Selldorf Architects بالشراكة مع Purcell على معالجة المباني التاريخية بدقة وحيادية. ويقدم Studio Seilern Architects بالتعاون مع Donald Insall Associates وVista Building Safety وRalph Appelbaum Associates منظورًا يجمع بين الحفاظ المعماري ومتطلبات التصميم الحديث.

ومن المنتظر الإعلان عن الفريق الفائز في أبريل 2026.

مشروع دوماني.. إعادة تخيل المتحف للقرن الجديد

يقف مشروع دوماني (Project Domani) في قلب هذا التوسّع، باعتباره أكبر خطة تطويرية منذ تأسيس المعرض عام 1824. وسيقام الجناح الجديد داخل مبنى سانت فنسنت هاوس، الذي اشتراه المعرض قبل ثلاثة عقود ويعمل حاليًا كفندق ومجمع مكاتب.

ولا يقتصر المشروع على توسعة المبنى فقط، بل يمتد ليعيد تشكيل المحيط الحضري وتعزيز حضور المعرض في قلب الحي الفني للندن.

تصميم يعكس الاستدامة وإمكانية الوصول والمرونة المتحفية

يشدد القائمون على المعرض على أن الجناح الجديد سيلتزم بأحدث معايير الاستدامة وإمكانية الوصول والمرونة في العرض، بما يسمح بتقديم صيغ جديدة للمعارض، وتوسيع البرامج التعليمية، وتعزيز الشراكات البحثية والثقافية طويلة الأمد.

لجنة تحكيم تضم رموزًا بارزة في الثقافة والفن

يرأس لجنة التحكيم جون بوث، ويشارك فيها الفنانة سيلين كوندوريلي، ومدير المعرض السير غابرييلي فينالدي، ونائب الرئيس السير جون كينغمان، والسيدة ديان ليس، ورئيس لجنة الخطة الرئيسية ديفيد ماركس، والمعمارية ليدي باتي هوكينز الحاصلة على الميدالية الذهبية RIBA.

تطور عالمي في إعادة تقييم التراث المعماري

تأتي هذه الخطوة بعد تجديد جناح ساينزبري، وفي وقت تتزايد فيه النقاشات عالميًا حول كيفية الحفاظ على المباني المعمارية الكبرى وتطويرها. وبين دالاس وباريس، تعيد مؤسسات ثقافية كبرى التفكير في مستقبل تراثها، والمعرض الوطني في لندن ينضم إلى هذا الحراك برؤية طموحة وواضحة.

بيانات المشروع

المعماري/المكتب المصمم: المكاتب المرشحة: فرشيد موسوي للعمارة بالتعاون مع Piercy & Company فوستر وشركاه كينغو كوما وشركاه بالتعاون مع BDP و MICA مرسم رينزو بيانو للبناء بالتعاون مع William Matthews Associates و Adamson Associates سيلدورف للعمارة بالتعاون مع Purcell استوديو سايلر للمعماريين بالتعاون مع Donald Insall Associates و Vista Building Safety و Ralph Appelbaum Associates ملاحظة: سيتم اختيار الفريق الفائز في أبريل 2026.

خاتمة نقدية مختصرة

يمثل اختيار هذه المجموعة المتنوعة من المكاتب تأكيداً على تعقيد إشكالية التوسع في المعالم المعمارية ذات الأهمية التاريخية. إن عملية التوسعة هي في جوهرها عمل نقدي، يتطلب من المعماريين طرح إجابات قادرة على المزاوجة بين احترام المرجعية التاريخية (Historical Reference) وتلبية متطلبات القرن الحادي والعشرين. النجاح الحقيقي للمشروع لن يقاس فقط بجودة التصميم الداخلي للمساحات الجديدة، بل بقدرة الجناح التوسعي على الاندماج بسلاسة مع هويتي المعرض ومحيطه الحضري، مع ضمان أن تصبح هذه الإنشاءات مرجعاً في التكييف المعماري للمباني الثقافية.