حي الدحو
يقع حي الدحو على بعد كيلومتر واحد جنوب غرب قصر الحكم في قلب العاصمة الرياض، وهو آخر الأحياء القديمة التي حافظت على عِمرانها النجدي التقليدي.
يعود تاريخ بناء الحي إلى أكثر من 200 عام، ويتميز بموقعه الاستراتيجي داخل منطقة قصر الحكم، التي تضم العديد من الشواهد التاريخية.
يأتي مشروع تطوير الحي بالتزامن مع افتتاح محطة قصر الحكم، التي تعد جزءًا من شبكة قطار الرياض، مما يعزز من أهمية الحي كوجهة سياحية وثقافية.
تاريخ حي الدحو
يعود تاريخ حي الدحو إلى أكثر من مئتي عام، حيث كان يتوسط مدينة الرياض في خمسينيات القرن الماضي قبل أن تتسع رقعة العمران شمالًا.
سُمي الحي بالدحو نسبةً لاكتظاظه بالسكان، حيث كان مركزًا حيويًا للتجمعات السكانية.
يتميز الحي بأزقته الضيقة وبيوته التقليدية التي تعكس أسلوب العمارة النجدية، والتي تشكلت بفعل البيئة الجغرافية المحيطة.
تقع المنطقة بالقرب من وادي حنيفة، وتحيط بها واحات النخيل الزراعية، مما يعكس ارتباط السكان الوثيق بالأرض والطبيعة.

العمارة النجدية في حي الدحو
تتميز بيوت حي الدحو باستخدام المواد المحلية مثل الحجارة والطين، مع وجود زخارف ونقوش تعبر عن الهوية الثقافية للسكان.
تشكل النقوش الهندسية والجص المزين بالمثلثات والثقوب جزءًا من السمة البارزة للعمارة النجدية.
كما تظهر استدارة بعض الجدران في الحي، والتي تعود إلى تقاطعات المشاة، مما يعكس التصميم الذكي الذي يتناسب مع احتياجات السكان آنذاك.

محطة قصر الحكم
بدأت الهيئة الملكية لمدينة الرياض تشغيل محطة قصر الحكم كجزء من شبكة قطار الرياض، حيث تعمل كمركز حيوي يربط بين المسارين الأزرق والبرتقالي للقطار.
تتميز المحطة بتصميمها الفريد الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، مستوحى من مبادئ “العمارة السلمانية”.
تم إنشاء المحطة على مساحة تقدر بـ 22,500 متر مربع، مع مسطحات بناء تبلغ 88,000 متر مربع. تتكون المحطة من سبعة أدوار تمتد لعمق 35 مترًا تحت الأرض، وتضم 17 مصعدًا كهربائيًا و46 درجًا كهربائيًا، بالإضافة إلى متاجر وخدمات ومرافق عامة.
افتتاح المحطة سيسهل من الوصول إلى حي الدحو ما يعني نشاطا اقتصاديا كبيرا فيه عقب الافتتاح الرسمي للحي التاريخي.

أهداف مشروع تطوير حي الدحو
يهدف المشروع إلى تحويل حي الدحو إلى وجهة سياحية وثقافية تجمع بين التراث والحداثة.
وفقًا للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، فإن المشروع يستهدف جذب أكثر من مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030.
كما سيوفر المشروع حوالي 5000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يسهم في تنمية الاقتصاد المحلي.
المكونات الرئيسية للمشروع
المناطق الثقافية: سيتم إنشاء مساحات مخصصة للمعارض الفنية والتراثية، بالإضافة إلى متاحف صغيرة تعرض تاريخ الرياض وتراثها.
المناطق التجارية: سيضم الحي مجموعة من المحلات التجارية التي تقدم منتجات تراثية وحديثة، إلى جانب المطاعم والمقاهي التي تعكس الطابع التقليدي.
الفنادق والخدمات السياحية: سيتم بناء غرف فندقية فاخرة مصممة بأسلوب يعكس الحياة القديمة في الرياض، مع توفير خدمات سياحية متكاملة.
البنية التحتية: يشمل المشروع تطوير الطرق ومواقف السيارات ومرافق الخدمات العامة، لضمان تجربة مريحة للزوار.

الخاتمة
المشروع يعد خطوة مهمة نحو تعزيز السياحة الثقافية في الرياض، حيث يجمع بين الحداثة والتراث في بيئة واحدة.
من المتوقع أن يصبح الحي وجهة رئيسية للزوار، مما يعزز من مكانة العاصمة كمركز ثقافي وسياحي في المنطقة.

يهدف مشروع تطوير حي الدحو التاريخي إلى تحويل المنطقة إلى وجهة ثقافية وسياحية رائدة في الرياض. ويستهدف المشروع، الذي يضم مساحات ثقافية ومناطق تجارية وفنادق مستوحاة من التراث، أكثر من مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن يوفر حوالي 5000 فرصة عمل. وتعكس هذه المبادرة مزيجًا مثاليًا من الحداثة والتقاليد، مما يجعلها موقعًا لا بد من زيارته في العاصمة. كما يعزز التكامل مع محطة قصر الحكم من إمكانية الوصول إليها وجاذبيتها.