كشفت شركتا الهندسة المعمارية الإيطالية كارلو راتي آسوشتيد و الأمريكية هويلر + يون آركيتكتشر عن تصميم ساحة عائمة أكوابراسا، وهي منصة عامة فريدة تهدف إلى خلق مساحة للتجمع والنقاش حول المناخ والهندسة المعمارية والبيئة. تبلغ مساحة هذا المشروع 400 متر مربع، ومن المقرر أن يتم عرضها لأول مرة في بينالي البندقية للهندسة المعمارية قبل نقلها إلى مدينة بيلم في البرازيل لتصبح مساحة عامة دائمة.
نوع جديد من الساحات العائمة
تتجاوز ساحة عائمة أكوابراسا الحدود التقليدية للمساحات العامة الحضرية من خلال خلق بيئة محمية وقابلة للتكيف على سطح الماء. يتضمن التصميم أرضيات مائلة توفر نقاط رؤية مرتفعة للزوار لمراقبة المحيط، بالإضافة إلى مناطق منخفضة على مستوى العين مع الماء. هذه العلاقة مع البيئة المائية الطبيعية تشجع على تواصل أعمق بين الزوار والمحيط.
يتميز هيكل الساحة بسقف شبكي مدعوم بأعمدة رفيعة، مما يمنح المكان شعورًا بالانفتاح والحماية في آنٍ واحد. كما يحتوي وسط المنصة على فتحة مستطيلة تسمح للمياه بالتدفق إلى قلب الأرضية المائلة، مؤكدًا على الحدود السائلة بين البيئة المبنية والطبيعة. تم تصميم الهيكل ليحتجز ويطلق الماء، مما يحافظ على مستوى مائي ثابت بالنسبة للخليج المحيط، وهو تعبير عن استجابة حساسة لمستويات المياه المتقلبة وارتفاع البحار.
السياق والأهمية
تم الكشف عن ساحة عائمة أكوابراسا في 4 سبتمبر في بينالي البندقية للهندسة المعمارية، حيث تتماشى مع موضوعات هذا الحدث التي تركز على المناخ والاستدامة. وقد تم تنظيم المعرض من قبل كارلو راتي نفسه، مما يعكس رؤية إيطالية متقدمة للتعامل مع التحديات البيئية من خلال الهندسة المعمارية.
بعد العرض في البندقية، سيتم نقل الساحة إلى بيلم بالبرازيل لتتزامن مع مؤتمر المناخ COP30 في نوفمبر، حيث ستعمل كساحة إيطالية دائمة على خليج غواراجاراه الواقع في دلتا نهر الأمازون.
هذا الموقع يؤكد على الأهمية العالمية لمشكلة ارتفاع منسوب مياه البحار وتأثيرات تغير المناخ، ويضع المشروع ضمن نظام بيئي حساس يحتاج إلى حلول مبتكرة. من خلال الجمع بين الهندسة المعمارية والعمل المناخي والتفاعل المجتمعي، تصبح ساحة عائمة أكوابراسا منصة فعلية ومجازية للتعليم والحوار.
التحليل المعماري لساحة عائمة أكوابراسا
يستند التصميم المعماري لـ ساحة عائمة أكوابراسا إلى مبادئ التكيف، والشفافية، والاندماج البيئي. تعتبر الأرضيات المائلة من أبرز الميزات الابتكارية، حيث تخلق نقاط رؤية مختلفة تكسر رتابة السطوح المستوية التقليدية. هذه الميول تسمح للمستخدمين بتجربة العلاقة بين الأرض والماء بصريًا ومكانيًا.
يعمل السقف الشبكي كدعم هيكلي وكذلك كوسيلة للتحكم في أشعة الشمس والأمطار، مما يوفر راحة مع الحفاظ على الانفتاح. الأعمدة الرفيعة تقلل من العوائق وتعزز الإحساس بالمساحة والاتصال بالمحيط المائي.
الميزة الحرجة هي فتحة الماء في قلب الساحة، التي تمحو الحدود بين الأرض الصلبة والسائل، وهي خطوة معمارية شعرية تعزز موضوع التعايش مع القوى الطبيعية. كما يظهر النظام الفني لإدارة المياه، من خلال احتجاز الماء وإطلاقه، مستوى عاليًا من الابتكار في مواجهة تقلبات مستوى المياه، مما يجعل الهيكل متينًا ومستدامًا.
بعيدًا عن خصائصه المادية، يدفع ساحة عائمة أكوابراسا الحوار إلى الأمام حول كيفية استجابة الهندسة المعمارية للأزمات البيئية. فهو يبتعد عن الهندسة المعمارية الدفاعية ويتبنى التعاون مع الطبيعة، مما يجعل الساحة نموذجًا تجريبيًا للمشاريع المستقبلية على الواجهة البحرية.
التفاعل العام والوظائف
مصممة لاستيعاب حوالي 150 شخصًا، ستستضيف الساحة معارض وورش عمل وفعاليات ثقافية تركز على المناخ والهندسة المعمارية وقضايا البيئة. هذه الوظائف المتعددة تعزز التفاعل المجتمعي وتثقف الزوار حول التحديات العالمية الملحة.
يسمح التصميم المفتوح والشفاف بالتجمعات الصغيرة والكبيرة على حد سواء، مما يضمن تعددية الاستخدامات. ويبرز انتقال المشروع من البندقية إلى بيلم قدرته على التكيف والتنقل، مما يعكس منهجية معمارية ديناميكية تعكس ظروف البيئة المتغيرة.
خلاصة نقدية
على الرغم من الابتكار والتكامل البيئي الذي يعرضه ساحة عائمة أكوابراسا. يبقى السؤال حول كيفية تأثير مثل هذه المشاريع العائمة على المدى الطويل في مواجهة تحديات تغير المناخ. هل يمكن للمنصات العامة العائمة أن تشكل نموذجًا قابلاً للتوسع في المدن الساحلية المعرضة للفيضانات وارتفاع البحار؟ كما يجب أيضًا النظر في التكلفة والآثار البيئية لبناء وصيانة مثل هذه المنشآت. لا تقتصر القيمة فقط على التصميم أو الرؤية البيئية، بل على التطبيق العملي والتكيف المجتمعي المستدام.
لكل من يبحث عن مصدر معماري موثوق ومواكب، ArchUp يقدم محتوى متجدد يغطي المشاريع والتصميم والمسابقات.
الصور: كارلو راتي أسوشياتي.
للمزيد على ArchUp: