منزل أرموة: تصميم معماري يدمج بين الوحدات السكنية ويعيد قراءة العلاقة بين الداخل والخارج
موقع ومساحة المشروع
يقع منزل أرموة (Armoua House) على شرفة في نهاية قطعة الأرض، مما يمنحه إطلالة مميزة على صف من قمم الأشجار ومدينة بعيدة. هذا الموقع يوفر توازنًا بين الخصوصية والانفتاح على المحيط الطبيعي والحضري في آن واحد.
السرد المعماري غير التقليدي
يمثل المشروع حالة استثنائية في السرد المعماري؛ فقد بدأ كمنزل ثلاثي الطوابق جديد، ولكن قبل اكتماله مباشرة، استحوذ المالكون على الوحدة المجاورة.
هذا التحرك أدى إلى إعادة دمج الوحدتين وتصميمهما كمسكن واحد، ما أتاح فرصة لإعادة التفكير في التوزيع المكاني واستغلال المساحات بطريقة مبتكرة.
أهمية الدمج وإعادة التصميم
يُظهر المشروع كيف يمكن لتغيير خطط الملكية أن يفتح المجال أمام حلول تصميمية جديدة، سواء من حيث الوظائف أو الجمالية. كما يعكس التحدي الذي واجهه المصممون في تحقيق انسجام بصري ووظيفي بين الوحدتين، مع المحافظة على هوية المنزل ومميزاته.
الترتيب المكاني للوحدتين
كانت الوحدة الأصلية تتميز بترتيب عمودي واضح، متأثرًا بوجود المصعد، حيث تقع المساحات المعيشية الرئيسية في الطابق الأعلى، تليها غرف النوم في الطابق الأول، ثم مناطق الخدمات في الطابق الأرضي.
التوسع الوظيفي مع الوحدة الجديدة
مع إضافة الوحدة المجاورة، تم توسيع الترتيب الطبيعي للمساحات بشكل متناسق، حيث أضيفت غرف نوم إضافية، وغرفة دراسة، ومنطقة ترفيهية، وصالة رياضية، إلى جانب فناء مركزي. هذا الفناء أصبح محور المخطط الموسع، إذ أتاح دخول ضوء النهار والتهوية الطبيعية إلى المناطق الداخلية العميقة التي كانت ستظل مظلمة لولا ذلك.
الربط بين المساحات القديمة والجديدة
تم عمل فتحات صغيرة في الجدار الفاصل السابق، مما أتاح ربط الغرف الجديدة بالقديمة بسلاسة، مع الحفاظ على الانسيابية في الحركة داخل المنزل وتعزيز الشعور بالاتساع والاتصال بين المساحات المختلفة.
الهيكلية المعمارية وتعبير الأعمدة
تستوحي لغة التصميم المعماري للمنزل من هيكلية بسيطة تعتمد على تعبير الأعمدة والعوارض، كما هو واضح في المباني التقليدية. بينما غالبًا ما تختفي هذه العناصر في البناء الحديث، تم كشفها عمدًا هنا لتكون جزءًا من الهوية المعمارية للمسكن.
التفاعل بين الوحدة الأصلية والوحدة الموسعة
في الوحدة الأصلية، تمتد العوارض العميقة المكشوفة بشكل عمودي على جانب المنزل، لتبرز للخارج مثل العمود الفقري الهيكلي، موسعةً إحساس العمق من الداخل إلى الخارج. أما في الوحدة الموسعة، فتخترق العوارض الطولية من الأمام إلى الخلف، مما يخلق حوارًا متباينًا ودقيقًا بين الجزئين من المنزل المدمج، ويعزز الانسيابية البصرية في التصميم.
المواد والألوان وتأثيرها الجمالي
تم استخدام الخرسانة الملونة بدرجة وردية ناعمة كبديل دافئ للرمادي التقليدي، مما يمنح المنزل طابعًا فريدًا يوصف بـ”قلعة صلبة في السماء”، ويعكس رؤية المهندس المعماري في مزج الصلابة الهيكلية مع لمسة جمالية دافئة وودية للعين.
أهمية المنظر الطبيعي في التصميم
يلعب المنظر الطبيعي دورًا محوريًا في تصميم المنزل، حيث تغطي النباتات الكثيفة محيط المسكن، لتشكل حاجزًا طبيعيًا يوفر الخصوصية ويقلل من تأثير الحرارة الخارجية.
الدمج بين الجمال والوظيفة
إضافةً إلى ذلك، تم دمج النباتات الصالحة للأكل التي يعتني بها المالكون بانتظام، ما يعكس اهتمامًا بالاستدامة والتفاعل اليومي مع البيئة المحيطة.
دعم النهج البيئي
تعزز أنظمة مستدامة مثل الألواح الشمسية، وحصاد مياه الأمطار، والري الآلي النهج البيئي للمشروع، موفرةً توازنًا بين الجمال الطبيعي وكفاءة الطاقة، ما يجعل المنزل نموذجًا للتصميم المستدام والمعاصر.
الإضاءة الليلية وتأثيرها البصري
في الليل، تُضاء العوارض والأسقف بشكل ناعم، مما يسمح للهيكل المعبر أن يظل مرئيًا من الشارع، ويبرز العناصر المعمارية المميزة للمنزل بطريقة لطيفة وجذابة.
السطح وإطلالاته البانورامية
عند الصعود إلى الطابق الأعلى، يضم سطح المنزل منصة مفتوحة مزروعة بأشجار الفواكه، توفر إطلالات بانورامية على أفق المدينة. هذه المساحة لا تقتصر على كونها منطقة استجمام، بل تضيف بعدًا معماريًا يعزز العلاقة بين الداخل والخارج، ويكمل التجربة الحسية للمنزل.
✦ تحليل ArchUp التحريري
يمكن النظر إلى منزل أرموة كدراسة حالة تبرز عدة عناصر معمارية واضحة، مثل دمج الوحدات السكنية، ترتيب المساحات العمودي، وإبراز الهيكلية الداخلية للعوارض والأعمدة، بالإضافة إلى الاهتمام بالمناظر الطبيعية والنهج البيئي. هذه الجوانب توفر رؤية أولية مفيدة لكيفية التعامل مع المساحات الضيقة والارتقاء بها نحو تصميم مستدام ومفتوح للضوء الطبيعي.
مع ذلك، هناك عدة نقاط يمكن ملاحظتها عند التفكير في نقل هذه التجربة أو تطبيقها على مشاريع أخرى. فالتوسع الرأسي والاعتماد الكبير على المصعد كأساس للتنقل بين الطوابق قد يحد من مرونة الاستخدام على المدى الطويل، خاصة للأسر ذات الاحتياجات المتنوعة. كما أن الفناء المركزي، رغم أهميته في إضاءة وتهوية المساحات الداخلية، قد يمثل تحديًا في الحفاظ على الخصوصية، خصوصًا إذا تم تكرار هذا النهج في مناطق ذات كثافة سكانية عالية.
بالإضافة إلى ذلك، التركيز على الخرسانة المكشوفة والعوارض البارزة يعطي المنزل طابعًا واضحًا، لكنه قد يقيد بعض الخيارات التصميمية الداخلية في المستقبل، ويزيد من الحاجة إلى صيانة دقيقة للمواد المستخدمة. رغم ذلك، يمكن الاستفادة من هذا المشروع كمرجع لدراسة كيفية دمج الهياكل القديمة والجديدة، والتعامل مع الإضاءة الطبيعية والتوسع الأفقي والعمودي، مع إبراز أهمية تكييف هذه الأفكار حسب السياق العمراني واحتياجات المستخدمين.
قُدم لكم بكل حب وإخلاص من فريق ArchUp
لا تفوّت فرصة استكشاف المزيد من أخبار معمارية في مجالات الفعاليات المعمارية و مشاريع معمارية عبر موقع ArchUp.