ناطحة السحاب قيد الإنشاء في 255 إيست 77 ستريت، من تصميم مكتب روبرت إيه إم ستيرن للعمارة (RAMSA)، تسعى لإحياء لغة العمارة الكلاسيكية لمنطقة أبر إيست سايد. ورغم أن المشروع يفاخر بتبنيه للواجهة التقليدية المصنوعة من الطوب المزخرف، إلا أن السؤال الأهم يبقى: هل يمثل هذا التصميم تطورًا حقيقيًا لخط أفق نيويورك أم أنه مجرد عودة آمنة إلى الماضي؟

كتلة مدروسة… ولكن إلى أي غاية؟

يظهر شكل المبنى المدرج، الذي يتراجع تدريجيًا مع الارتفاع، نجاحًا في تلطيف كتلة المبنى الضخمة واستلهامًا واضحًا لقوانين تقسيم المناطق التاريخية في مانهاتن. ومع ذلك، رغم احترامه للسياق العمراني، إلا أن التصميم يبدو وكأنه نسخة مكررة أكثر من كونه ابتكارًا. ففي زمن يتطلب كثافة المدينة حلولًا إبداعية، يظل هذا المشروع متشبثًا بالاستراتيجيات التقليدية دون أن يقدم تجربة مكانية جديدة وجريئة.

للمزيد على ArchUp:

براعة في التفاصيل أم زخرفة سطحية؟

لا شك أن تفاصيل الواجهة، من أزهار محفورة إلى أوراق البلوط المنحوتة، تكشف عن حرفة يدوية مميزة. ومع ذلك، فإن هذه اللمسات الجميلة تبدو أحيانًا أقرب إلى الزينة منها إلى المضمون. بدلاً من أن يكون المبنى حيًا ومتفاعلاً مع محيطه، يبدو وكأنه يتخفى خلف قناع تاريخي، مانحًا المتلقي متعة بصرية، ولكن دون أن يقدم حوارًا معماريًا معاصراً.

رفاهية مغلفة بالتقليدية

المرافق المخصصة للسكان، مثل بركة السباحة الداخلية تحت قبو مقبب واستوديو التسجيل ومساحات اللياقة البدنية، تكشف عن محاولة لمواكبة أسلوب الحياة الحديث. ومع ذلك، فإن التصاميم الداخلية، التي تهيمن عليها الألوان الحيادية وأرضيات البلوط الأبيض، تبدو متحفظة أكثر منها مبتكرة. مما يفوت فرصة حقيقية لإعادة تخيل المساحات الداخلية الكلاسيكية بروح معاصرة أكثر شجاعة.

حساسية سياقية أم فرصة ضائعة؟

بينما ينسجم المبنى بشكل أنيق مع محيطه الراقي، إلا أنه يفعل ذلك عبر النظر إلى الوراء بدلاً من استشراف المستقبل. الاحترام للكلاسيكية أمر جدير بالثناء، لكنه يكشف أيضاً عن غياب المغامرة: ألم يكن بالإمكان إعادة تفسير العناصر الكلاسيكية بطريقة أكثر ابتكاراً؟ في مدينة تعرف بتجددها الدائم، يبدو هذا المشروع وكأنه يلعب في منطقة الأمان، وربما أكثر من اللازم.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *