قطاع الفنادق الفاخرة يحافظ على نشاطه الاستثماري رغم تباطؤ العقارات التجارية

واصل قطاع الفنادق الفاخرة تسجيل نشاط ملحوظ في الصفقات خلال الأسابيع الأخيرة من العام، في وقت يشهد فيه سوق العقارات التجارية تراجعاً في أحجام التداول وانتظاراً لمؤشرات أوضح بشأن اتجاهات الاقتصاد وأسعار الفائدة. وشهد هذا الأسبوع إعلان تحالف يضم Highgate وGencom وArgent عن الاستحواذ على فندق InterContinental Times Square في نيويورك مقابل 230 مليون دولار.

تزامن مع خفض أسعار الفائدة

وجاءت الصفقة بالتزامن مع قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، وهي خطوة لا يُتوقع أن تُحدث تغييراً جوهرياً في نماذج التسعير، لكنها وفّرت قدراً من الاستقرار المعنوي للمستثمرين مع اقتراب عام 2026.

أسعار قياسية لبعض الأصول

وسجلت بعض الصفقات مستويات تسعير مرتفعة، من بينها استحواذ Kam Sang على فندق Edition Clocktower مقابل نحو 250 مليون دولار، بمتوسط تجاوز 800 ألف دولار للغرفة، فيما بلغت صفقة The Dominick في حي سوهو نحو 175 مليون دولار في يوليو الماضي.

نشاط يتجاوز الفنادق الفاخرة

ولم يقتصر النشاط على الأصول الفاخرة فقط، إذ أبرمت MCM صفقة بيع أربعة فنادق في مانهاتن بقيمة 490 مليون دولار، بينما استحوذت MML على فندق Nine Orchard مقابل 92 مليون دولار، ما يعكس استمرار اهتمام المستثمرين بالفنادق المتوسطة والبوتيكية.

حراك محدود في مدن أميركية أخرى

وخارج نيويورك، شهدت مدن أميركية مختارة صفقات بارزة، من بينها استحواذ Blackstone على فندق Four Seasons في سان فرانسيسكو مقابل نحو 130 مليون دولار، إلى جانب صفقة فندق Surfrider في ماليبو، التي تجاوز متوسط سعرها مليوني دولار للغرفة.

تراجع المعروض الجديد

وأظهرت بيانات CoStar أن عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء في الولايات المتحدة بلغ أدنى مستوياته في عشر سنوات، في ظل ارتفاع تكاليف البناء والتمويل. وأسهم هذا التراجع في المعروض، خاصة في نيويورك، في تعزيز قيمة الأصول القائمة مع تحسن معدلات الإشغال تدريجياً.

✦ ArchUp Editorial Insight

تعكس الطفرة الأخيرة في صفقات الفنادق الفاخرة إعادة تموضع عمارة الضيافة المعاصرة بوصفها فئة عمرانية أكثر مرونة داخل المدن، في وقت يشهد فيه قطاع العقارات التجارية تباطؤاً أوسع. وتبرز أصول أيقونية مثل فندق «إنتركونتيننتال تايمز سكوير» و«إديشن كلوك تاور» كأمثلة على كيفية توظيف التعبير المادي، وهوية العلامة، والديناميكيات المكانية التجريبية للحفاظ على القيمة في مواقع مركزية. غير أن هذا الزخم يثير تساؤلات مهنية حول علاقتها بالنسيج الحضري، إذ إن الارتفاع الحاد في الأسعار لكل غرفة قد يعزز منطق الندرة الاستثمارية على حساب الدور المدني الأوسع. ومع تراجع المعروض الجديد إلى أدنى مستوياته منذ عقد، تستفيد الأصول القائمة من محدودية المنافسة، لكن هذا الاختلال قد يعمّق الطابع النخبوي بدلاً من تعزيز المرونة الوظيفية لمراكز المدن. وفي نهاية المطاف، ستُقاس الطموحات المعمارية لهذا القطاع بقدرته على تحقيق توازن مستدام بين الأداء الاستثماري والحيوية الحضرية طويلة الأمد.