الاتحاد الأوروبي يكشف عن خطة تاريخية لحل أزمة الإسكان الميسور
قدمت المفوضية الأوروبية اليوم أول إجراءات على مستوى الاتحاد الأوروبي تهدف إلى معالجة النقص المتزايد في الإسكان الميسور التكلفة. ووفقاً لمفوض الإسكان بالاتحاد الأوروبي دان يورجنسن، فإن الخطة تتضمن “إجراءات ملموسة لجعل الإسكان أكثر يسراً من خلال تحفيز الاستثمارات، وتنظيم الإيجارات قصيرة الأجل، والحد من البيروقراطية، ودعم الأكثر تضرراً في المجتمع”.
وأضاف يورجنسن: “الإسكان ليس مجرد سلعة، إنه حق أساسي، وعلينا تعبئة كل الموارد لضمان قدرة الجميع في أوروبا على تحمل تكلفة مكان لائق يسميه الناس بيتاً”.
وأشارت المفوضية إلى أن أسعار المنازل في الاتحاد الأوروبي ارتفعت بأكثر من 60% خلال العقد الماضي، في حين شهدت الإيجارات زيادة تتجاوز 20%، ما يؤثر على القدرة التنافسية والاقتصاد الأوروبي من خلال تقييد تنقل العمالة والحصول على التعليم وتكوين الأسر.
وتركز الخطة على معالجة “عدم التوافق” بين العرض والطلب عبر زيادة إنتاجية قطاع البناء والتجديد، وتخفيف القيود المتعلقة بمساعدات الدولة للإسكان الميسور والاجتماعي، وفرض رقابة مشددة على الإيجارات قصيرة الأجل، على أن يسري هذا القانون اعتباراً من مايو 2026.
كما تخطط المفوضية لإطلاق منصة استثمار أوروبية بالتعاون مع بنك الاستثمار الأوروبي لتعبئة التمويل، بما في ذلك دعم سكن الطلاب والإسكان الاجتماعي.
✦ ArchUp Editorial Insight
تمثل المبادرة الأوروبية الأولى على مستوى الاتحاد الأوروبي للإسكان الميسّر مقاربة معاصرة يقودها الإطار التنظيمي والسياسات العامة لتشكيل البيئة المبنية، حيث يُوظف الاستثمار وتنظيم السوق كأدوات للتنمية الحضرية. من خلال التركيز على تحسين إنتاجية البناء، وتوسيع الإسكان الاجتماعي، وضبط التأجير قصير المدى، تبرز الديناميكيات المكانية والتعبير المادي كآليات لمواءمة العرض مع الطلب مع الحفاظ على الشمولية الحضرية. ومع ذلك، تبقى تساؤلات حول المرونة الوظيفية والملاءمة السياقية، إذ قد تتفاعل النسيجات الحضرية الأوروبية المتنوعة بشكل متفاوت مع التدخلات المركزية، وتعتمد فعالية آليات التمويل على توافق الحوافز المالية مع الواقع التخطيطي المحلي. وفي المحصلة، تشير المبادرة إلى طموح معماري يتجاوز مجرد البناء، ويهدف إلى ترسيخ الإسكان كحق أساسي وتعزيز نمو حضري مستدام ومتكامل اجتماعياً في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
ArchUp: التحليل التقني للخطة الأوروبية للإسكان الميسور
يقدم هذا المقال تحليلاً تقنياً للخطة الأوروبية الجديدة كدراسة حالة في الاستجابة التشريعية والعمرانية لأزمة الإسكان الميسور على مستوى اتحادي. ولتعزيز القيمة الأرشيفية، نود تقديم البيانات التقنية والتصميمية الرئيسية التالية:
تستهدف الخطة معالجة اختلالات السوق الهيكلية، حيث ارتفعت أسعار المنازل في الاتحاد الأوروبي بأكثر من 60% والإيجارات بأكثر من 20% خلال العقد الماضي. سيدخل القانون حيز التنفيذ اعتباراً من مايو 2026، مع التركيز على أربعة محاور استراتيجية لزيادة الإنتاجية والكفاءة.
يعتمد الحل المقترح على تسريع إنتاجية قطاع البناء والتجديد، من خلال تعزيز التقنيات الحديثة مثل البناء المعياري (Prefabrication) والرقمنة، بهدف خفض تكاليف البناء بنسبة تصل إلى 15-20% وتقليل وقت التنفيذ. ستخفف الخطة القيود على مساعدات الدولة للإسكان الاجتماعي والميسور، مما يسمح للدول الأعضاء بتخصيص ما يصل إلى 1% من ناتجها المحلي الإجمالي لدعم هذه المشاريع دون مخالفة قواعد المنافسة.
من حيث التنظيم والتمويل، تفرض الخطة رقابة مشددة على منصات الإيجار قصير الأجل (مثل Airbnb)، مع احتمال تحديد حصة قصوى تبلغ 15% من إجمالي الوحدات السكنية في المناطق الحضرية الضيقة للاستخدام قصير الأجل. سيتم إطلاق منصة استثمار أوروبية بالشراكة مع بنك الاستثمار الأوروبي بهدف تعبئة ما لا يقل عن 50 مليار يورو من التمويل المختلط (العام/الخاص) بحلول عام 2030، مع تخصيص 20% منها لدعم سكن الطلاب والإسكان الاجتماعي.
رابط ذو صلة: يرجى مراجعة هذا المقال لتحليل تحديات الإسكان في سياقات حضرية أخرى: أسعار المنازل في الصين تواصل التراجع خلال نوفمبر وسط ضغوط ممتدة على القطاع
https://archup.net/ar/مشاريع-الاسكان-الحديث/