عندما يتحدث الفن مع الصحراء في Desert X AlUla،
بعد انقطاع دام لمدة عامين بسبب وباء COVID-19 يعود Desert X AlUla، المعرض الفني الدولي الذي يعرض أعمالًا رائعة بخلفيات صحراء العلا الرائعة.
صحراء العلا التي لطالما كانت تجذب الناس والحضارات لأكثر من 200000 سنة،
فقد تم رسم 364 دائرة من التلال الرملية متحدة المركز تتمركز داخل التكوينات الصخرية الخلابة للعلا.
عندما يتحدث الفن مع الصحراء في Desert X AlUla
وقد قام الفنان الأمريكي “جيم دينيفان” برسم دائرة التلال الرملية، ويحمل الرسم عنوان “زاوية الراحة”،
وهو واحد من أولى وأكبر الأعمال التي سيشاهدها الزوار عند حضورهم النسخة الثانية من Desert X AlUla، والتي افتتحت في 11 فبراير وتستمر حتى 30 مارس.
تتجمع وتنتقل أكوام الرمال من الأكبر إلى الأصغر، في تجربة مذهلة وسيريالية، تجعل المرء يتساءل عما إذا كان حقًا على كوكب الأرض أو ربما في واقع بديل بعيد.
وكان هذا بالضبط هو هدف دينيفان، تشكيل تجربة الزائر في الصحراء، مثل العديد من القلاع الرملية.
ويعتبر عمل دينيفان هو واحد من 15 عملًا معروضًا الآن في Desert X AlUla، المعرض المعاصر الخاص بالموقع للفن الضخم في الصحراء، والذي تم إطلاقه في العلا في أوائل عام 2020.
أقيم هذا الحدث للمرة الأولى في وادي كواتشيلا في كاليفورنيا في عام 2017، وكان موضوعه حول خلق الفن في حوار مع الأرض،
والذي يحفز أيضًا الحوار بين الثقافات ودراسة قضايا الساعة ذات الصلة.
وقد تم تنظيم الحدث لهذا العام، ليكون مجاني ومفتوح للجميع، في ظل رؤية القائمين على المعارض “ريما فضة” و”رنيم فارسي” والمدير الفني المؤسس ديزرت إكس نيفيل ويكفيلد.
عندما يتحدث الفن مع الصحراء في Desert X AlUla
ومن أجل هذا الحدث قدم الفنانون من جميع أنحاء العالم، الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغانا،
لابتكار أعمال بدون أي إرشادات من المنظمين، ولكن تم ترسيخها في أفكار الأدب والطبيعة والتاريخ والثقافة المتأصلة في المحيط الصحراوي التي ستوضع به.
تم تنظيم الحدث تحت شعار “سراب”، فلطالما ارتبطت مفاهيم السراب والواحات الصحراوية بأفكار البقاء والمثابرة والرغبة والثروة.
وتتعلق الواحة بأفكار إيجاد الرخاء أو الجنة، بينما السراب هو رمز عالمي لأسرار الخيال والواقع.
كما أنها تدل ضمنيًا على الجمال غير المفهوم ووفرة الطبيعة في أكثر حالاتها حرمانًا، وهي الصحراء،
ورغبة البشر المهووسة في الاستيلاء عليها والسيطرة عليها .
إن الصحراء مثيرة للاهتمام، لأنها مساحة غير متجانسة، ولا يمكن تصنيفها تحت موضوع واحد،
فقد تناول الفنانون من خلال عملهم مسائل التقدم البشري، والهجرة، والتاريخ القديم، والأهم من ذلك ، تغير المناخ.
فمثلًا الفنانة الكندية “ستيفاني ديومر”، حمل عملها الفني اسم “تحت نفس الشمس”،
حيث أنشأت دفيئة تحت الأرض تعمل عند تقاطع الطبيعة والتكنولوجيا.
عندما يتحدث الفن مع الصحراء في Desert X AlUla
ويمكن للزوار المشي من الصحراء نزولاً إلى دفيئة ديومر، كما لو كانوا يذهبون إلى ملجأ تحت الأرض ولكن بسقف شمسي.
وتقوم الطاقة الشمسية بتغذية حية من الخارج على النباتات المغلفة بوعاء زجاجي بالداخل،
وتخلق هذا الضوء الاصطناعي، وهو محاكاة لما تراه بالخارج لرعاية النباتات وتنميتها، فقد أنشأت نظامًا مكتفيًا ذاتيًا تمامًا.
أما الفنان البريطاني “شيزاد داود”، فيحمل العمل الخاص به عنوان “Coral Alchemy”، فقد قرر الخلط بين استخدامات البيئة القديمة والحديثة.
فمنذ مئات السنين كانت التكوينات الصخرية التي نراها الآن كلها تحت الماء، فالشكلان المصممان من قبل داود، هما نحتان شبيهان بالشعاب المرجانية.
أحدهما لا يمكن تفويته على طريق رملي كبير والآخر في مكان مرتفع داخل التكوين الصخري كما لو كان مموهًا،
حيث يستكشفان العلاقة الجيولوجية بين قاع الصحراء والبحر الأحمر القريب.
وتعتبر أسطح الأعمال حساسة لدرجة الحرارة، وتعكس تأثيرات الشمس حيث يتغير لونها في أجزاء معينة،
كطريقة لتعكس نتيجة تغير المناخ وصراع البشرية لإيجاد حلول مستدامة.
كما تضمنت القطع البارزة لوحة “شلالات الذهب” للفنان الغاني “سيرج أتاكوي كلوتي”، وهو عمل نابض بالحياة، يشبه النسيج الأصفر.
العمل مصنوع من أجزاء مربعة من علب المياه الصفراء التي تم العثور عليها في جميع أنحاء إفريقيا،
والتي استخدمها الفنان منذ فترة طويلة لمناقشة القضايا المتعلقة بندرة المياه والهجرة في أفريقيا.
حيث يستخدم الأفارقة الجراكن الصفراء لنقل زيت الطهي من الغرب، وبعد استخدام استخدام الزيت، يستخدمونها لتخزين المياه.
كما تعاونت أعمال أصغر حجمًا للشيخة المزروع وزينب الهاشمي، وكلاهما من الإمارات العربية المتحدة،
مع المناطق المحيطة، تقريبًا بألوانها وأشكالها المتشابهة مع التكوينات الصخرية المحيطة.
ففي عمل الهاشمي الذي يحمل عنوان “التمويه 2.0” ، استخدمت جلود الإبل المهملة على أسس هندسية مجردة،
بحيث تشبه أشكالها تلك الموجودة في المناظر الطبيعية للعلا.
عندما يتحدث الفن مع الصحراء في Desert X AlUla
ويعرض كتاب المزروع “قياس فيزيائية الفراغ”، العديد من الهياكل الفولاذية المتضخمة والمثبتة في فراغ الصخور،
التي يجب على المرء البحث عنها لتحديد موقعها.
كما استكشف الفنانون السعوديون المشاركون – شادية عالم وعبد الله العثمان وسلطان بن فهد وأيمن زيداني ودانا عورتاني – بدقة المناظر الطبيعية للعلا وتاريخها القديم من خلال فنهم.
حيث تبدو منحوتة عالم المتلألئة على شكل أوريجامي “رأيت آلاف النجوم وسقطت واحدة في العلا”،
وكأنها جوهرة عملاقة سقطت من السماء، لتزين المناظر الطبيعية الصحراوية.
أما هيكل بن فهد الطيني، والذي صنع بمساعدة المجتمع المحلي، على شكل طائرة ورقية صحراوية يمر بها المرء حتى يصل إلى غرفة دائرية في الهواء الطلق،
بها جرة زجاجية كبيرة تشير إلى السماء، فيمكن العثور عليه في جميع أنحاء الصحراء العربية.
ولا يزال علماء الآثار غير متأكدين مما إذا كانت الهياكل القديمة عبارة عن مقابر أم فخاخ حيث يلتقط البدو الحيوانات.
ويمكن الوصول إلى قطعة زيداني الأدائية، عبر تسلق جبل صخري باتباع الحبال الصفراء والخضراء،
وعند الوصول إلى الكهف الصخري في الأعلى، يسمع الزوار تلاوة من الكلمات العربية للنباتات الصحراوية مع أصوات الخلفية للمناظر الطبيعية الصحراوية المحيطة.
تعتبر التجربة مؤرقة وتأملية، حيث يضيف صوت خطى الزائر على الصخور إلى مجموعة الأصوات المتنوعة التي يبدو أنها تتناغم بشكل عضوي.
تضيف رحلة مشاهدة الأعمال في Desert X AlUla إلى تجربة مشاهدة الفن وحالة الوجود في الطبيعة.
حيث يشعر المرء بحجم المناظر الطبيعية الصحراوية، والرياح الرملية والهواء، مما يذكر بالقوة اللازمة للسكن أو اجتياز هذه الموائل لفترات طويلة من الزمن.
ويعكس فيلم “جغرافية الأمل” للمخرج العثمان تجربة رؤية سراب في الصحراء بعد رحلة طويلة وشاقة.
فهو عبارة عن شريط طويل من الفولاذ اللامع على شكل مسطح مائي يعكس المناظر الطبيعية المحيطة.