تخلق الستائر الشفافة المصنوعة من عينات أقمشة فائضة ظلالًا مميزة عبر الأرضيات الأصلية من خشب الصنوبر في أونذي سك، المنزل النيو-جاكوبي في لندن الذي أعاد Irenie Studio تصميمه.
يقع المنزل النصف منفصل، المصنف ضمن المباني ذات الدرجة الثانية، عند زاوية ساحة دي بوفوار الخضراء في شمال شرق لندن.
أونذي سك هو تداخل معقد بين الحفظ والتدخل المعاصر، حيث شمل المشروع ترميمًا حساسًا للعوارض الخشبية والأرضيات الأصلية، إضافة خلفية غارقة جزئيًا، وتصميم داخلي يجمع بين الألوان الجريئة، والملمس المتنوع، والأشكال المرحة.
ArchUp هي منصتك لمتابعة كل ما هو “معماري“: أخبار، تحليلات، وتصاميم من قلب الحركة المعمارية الحديثة.
السياق والحساسية التراثية
يقع أونذي سك في مبنى تراثي يعود للقرن التاسع عشر من الطراز النيو-جاكوبي، مما يفرض تحديات واضحة للحفاظ على الأصالة مع التكيف مع متطلبات العيش الحديثة. تعكس قرارات Irenie Studio في إبراز العوارض الخشبية والحفاظ على الأرضيات الصنوبرية احترامًا للتراث.
مع ذلك، التباين بين العناصر الأصلية والتدخلات المعاصرة يؤدي أحيانًا إلى سرد مكاني غير متكامل. تضيف الإضافة الخلفية الغارقة جزئيًا حجمًا حديثًا يتناقض مع التماثل الصارم الأصلي، مما يخلق توترًا مكانيًا قد لا يكون متناغمًا بالكامل.
التنظيم المكاني والتنقل
يحافظ المنزل على تنظيم تقليدي، مع غرف على جانبي الدرج المركزي، وهو نموذج فيكتوري نموذجي. يفتح الامتداد الخلفي الطابق الأرضي نحو الحديقة، مما يعزز الضوء الطبيعي والانسيابية، لكنه يعطل التسلسل الحجمي الأصلي.
يمثل هذا التوازن تحديًا شائعًا في مشاريع التراث، بين الحفاظ على الأصالة والمطالب المعاصرة للفضاء. يعطي الامتداد الأولوية للانفتاح والضوء لكنه على حساب الاتساق المعماري، مما يؤدي إلى تجربة مكانية متعددة الطبقات ولكنها أحيانًا مجزأة.



المواد والملمس
يستخدم التصميم الداخلي مزيجًا جريئًا من الألوان والملمس، مستفيدًا من تعاونات الحرفيين والمصممين. استخدام عينات الأقمشة الفائضة لصنع ستائر شفافة يمثل عنصرًا مستدامًا وشاعريًا، يفلتر الضوء عبر نوافذ الأويريل ويثري الحوار المادي.
ومع ذلك، قد يؤدي التنوع في المواد إلى إرهاق بصري. التوتر بين العناصر الخام والحرفية والقطع المصممة بعناية يشكل تحديًا لوحدة المكان. رغم أن الهدف ربما هو التعبير عن مرور الزمن وتعقيد السرد، إلا أن ذلك قد يطمس لغة العمارة ويؤثر على وضوح المكان.
قرارات التصميم: السرد مقابل الوظيفة
تفاصيل مثل الكرسي المقلوب، والثقب في باب المطبخ، وخزانة المشروبات في الحديقة تضيف طابعًا مسرحيًا ومرحًا مستوحى من عوالم لويس كارول.
لكن هذه التفاصيل تعطي الأولوية للسرد المفاهيمي على الوظائف اليومية. فعلى سبيل المثال، يدعو الثقب إلى الفضول لكنه قد يعقد الاستخدام، والكرسي المقلوب أكثر قطعة نحتية منه أثاثًا عمليًا. تركز هذه القرارات على الجوانب التجريبية والجمالية بدل الراحة وسهولة الاستخدام.
للمزيد على ArchUp:
الإضاءة والنوافذ
تشكل نوافذ الأويريل الأصلية جوهر المشروع، حيث تتحكم في تدفق الضوء والظل. تساعد الستائر النسيجية على تنظيم الضوء الطبيعي وخلق أجواء ديناميكية.
يعد هذا التوجه في التعامل مع الضوء من أقوى عناصر المشروع، إذ يتجاوز مجرد الزخرفة ليصبح عنصراً فاعلاً في تشكيل التجربة، معززًا الحوار بين العمارة التاريخية وإعادة التفسير المعاصرة.


أفكار نقدية ختامية
يمثل أونذي سك نموذجًا شعريًا لإعادة الاستخدام التكيفي، حيث تبرز التجربة الحسية والسرد الطبقي داخل إطار تاريخي. يتفوق المشروع في رواية المواد والجو، لكنه يضحي أحيانًا بالتماسك المكاني والوضوح الوظيفي في سبيل المسرحية.
يتحدى المشروع الحفظ التقليدي بتراكب لمسات فنية معاصرة فوق النسيج التراثي، مما يخلق توترات تعكس تعقيدات الاستمرارية والتغيير المعماري. النجاح النهائي يعتمد على تقدير المتلقي لقيمة السرد والغنى الحسي مقابل الوضوح المعماري والوظيفي.