نظرة عامة على المشروع

تم تصميم منزل جلاس ريدج عام 1973 على يد المعماري الحداثي ومؤسس معهد SCI-Arc، راي كابي، ويقع في شارع هادئ بمنطقة لا كنيادا فلينتريدج. وقد أعاد اكتشافه وتجديده استوديو OWIU الذي أسسه أماندا غوناوان وجويل وونغ، وهما خريجان من نفس المعهد.

على الرغم من الإهمال الذي طال المنزل لثلاثة عقود، إلا أن الانسجام بين المعمار والطبيعة المحيطة ظل قائمًا. سعى الفريق إلى الحفاظ على هذا التوازن، مع إضافة طبقات من الهوية الثقافية الثنائية، والفلسفة المعمارية الخاصة بهم، والعادات المكانية التي ترافقهم.


حوار ثقافي ومادي

يُجسد التصميم جسرًا بين التقاليد الشرقية والسياق الكاليفورني، حيث قام المؤسسون، الذين نشأوا في سنغافورة، بإدخال عناصر آسيوية مميزة، مثل:

  • بركة كوي تلتف حول المدخل
  • ركن خاص لمراسم الشاي كجزء من الطقوس اليومية
  • حصائر التاتامي لمعيشة وأماكن راحة منخفضة
  • بلاط خزفي مخصص من الفنان الياباني هاشيموتو توموناري
  • حمامات بحجر داكن مستوحاة من ريوكانات يابانية تقليدية

لا يعتمد التصميم على التقليد، بل يُعيد ترجمة هذه العناصر ضمن لغة حداثية تُحافظ على الأصالة وتُضيف الابتكار.


فلسفة الفضاء والتدفق الداخلي

العناصر الطبيعية تُحدد إيقاع الفضاء. الواجهة الخلفية الزجاجية تفتح الرؤية نحو التلال والأشجار والمياه، لتُصبح الطبيعة جزءًا أساسيًا من التجربة المعمارية. الممر الحجري، النوافذ العلوية، والجريان المائي الداخلي تعكس مفاهيم مستوحاة من فلسفة “وابي-سابي” التي تُقدّس التغيير والبساطة.

أُعيد تصميم المسبح ليُوفر اتصالًا بصريًا بانسيابية مع التضاريس، كما أن استخدام الأثاث المنخفض يضمن أن تبقى الطبيعة هي البطل البصري في المشهد الداخلي.

للمزيد على ArchUp:


تباين وملمس وتناغم لوني

يتّسم التكوين اللوني بالتقشف مع عمق ملمسي واضح:

  • واجهات خشبية مطلية بالأسود لتأطير الكتلة
  • حجر أخضر ناعم في ركن الشاي لإضفاء تباين خفي
  • تاتامي أسود يضيف ثراءً بصريًا بسيطًا
  • درجات حيادية تسود المطبخ والمساحات المشتركة

هذا التباين المُنسق يُعزز التجربة الحسية والعاطفية دون المساس بهدوء المساحة.


إرث معماري وهوية شخصية

يُعد المشروع بمثابة تحية خفية لإرث راي كابي المعماري، حيث تم الحفاظ على تخطيطه النموذجي وارتباطه بالطبيعة، لكن من خلال عدسة الهوية الآسيوية-الأمريكية المعاصرة.

كما عبّر فريق OWIU، فإن تدخلهم المعماري هو “صلاة صغيرة للطبيعة الموجودة ولإرث العمارة”، مغلفًا بتجاربهم الشخصية ولغتهم التصميمية الناشئة.

الصور: OWIU وأوستن جون

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *