مقدمة عن المشروع

افتتح استوديو Diller Scofidio + Renfro الأمريكي رسميًا مستودع V&A East في لندن، وهو مرفق تخزين يعمل ويمكن للجمهور الوصول إليه، تابع لمتحف فيكتوريا وألبرت الشهير. يقع المشروع في قلب منطقة “East Bank” الثقافية ضمن حديقة الملكة إليزابيث الأولمبية، ويضم أكثر من 250 ألف قطعة فنية، و350 ألف كتاب، و1,000 أرشيف.

المشروع الذي يمتد على مساحة 16,000 متر مربع يُعد أول مبنى من بين مبنيين جديدين تابعين لـ V&A في شرق لندن، ويليه افتتاح متحف V&A East في ربيع عام 2026.


النهج المعماري لمشروع مستودع V&A East

تم تصميم مستودع V&A East من قبل Diller Scofidio + Renfro كنموذج جديد لتجربة تخزين المتاحف. استخدم الفريق المعماري البنية الأساسية لمبنى Here East، وهو مجمع إعلامي صناعي تم بناؤه في الأصل كمركز للبث خلال أولمبياد لندن 2012، وقام بتحويله إلى مساحة متعددة الوظائف ذات طابع صناعي معاصر.

أوضحت إليزابيث ديلر، المؤسس المشارك في الاستوديو:

“لقد اعتمدنا ببساطة على الطابع الصناعي الأصلي للمبنى. إنه قوي وبسيط جدًا، ويحتوي على محيط صلب بدون نوافذ وأرضية عميقة، مما جعله مثاليًا للتحويل.”

أكملت شركة ديلر سكوفيديو + رينفرو بناء مخزن V&A East Storehouse في لندن

تحليل معماري للمشروع

يرتكز التحول المعماري لهذا المشروع على احترام البنية الأصلية وإعادة توظيفها بذكاء. من الناحية التكوينية، يتمحور المبنى حول فراغ مركزي شاهق بارتفاع 20 مترًا يعرف بـ “قاعة مجموعات ويستون”، يغمره الضوء الطبيعي من فتحات سقفية شفافة.
يتكون هذا الفراغ من ثلاث طبقات متصلة بواسطة جسور تطل على وحدات التخزين وممرات الوصول. يسمح النظام الهيكلي المعدني المفتوح للزوار بمشاهدة مجموعة هائلة من القطع الفنية من خلال أرضيات شبكية معدنية وحواجز زجاجية.

استخدام عناصر مثل القضبان المعدنية، والأرضيات الزجاجية، ومسارات المشي المرتفعة، يخلق تجربة مكانية متعددة الأبعاد، تمزج بين الخصوصية في مناطق التخزين الداخلية والانفتاح في المناطق العامة.
كما أن استخدام العناصر الخام مثل الخرسانة المكشوفة والمعدن، يعزز الطابع الصناعي المعاصر ويخلق حوارًا بصريًا غنيًا بين المضمون والمكان.

يوجد مقهى ومساحة عمل على مستوى الأرض

تفاصيل داخلية مميزة

يبدأ الزوار تجربتهم من خلال بهو المدخل الذي يحتوي على مقهى ومساحات عمل مفتوحة. تؤدي سلالم مركزية إلى القاعة الرئيسية، التي تضم رفوفًا معدنية عالية تعرض القطع الفنية كأنها مشاهد من خلف الكواليس.

ومن أبرز العناصر المعروضة:

  • قطعة معلقة من مشروع Robin Hood Gardens، أحد أبرز المجمعات السكنية الب brutalist التي تم هدمها.
  • عمود Agra Colonnade الضخم، والذي يُعد نموذجًا فريدًا من العمارة المغولية في القرن السابع عشر، ويزن 18 طنًا.

كما تشمل المستويات العليا استوديوهات متعددة الاستخدام، تتميز بجدران زجاجية تسمح للزوار بمراقبة أنشطة البحث والترميم.


تنظيم الحركة والمسارات

تُقسم الحركة داخل المستودع إلى دوائر متحدة المركز. المنطقة الداخلية مخصصة للزوار، بينما تستخدم المناطق الخارجية للتخزين العميق والأنشطة الخاصة. تربط جسور متعددة المستويات بين هذه المناطق، ما يتيح إطلالات منظمة ومدروسة على القطع النادرة.

هذا التنظيم يخلق تجربة متحفية غير تقليدية، تدمج بين المشاهدة والتفاعل والبحث، دون الإخلال بوظيفة التخزين الأساسية.

تُستخدم رفوف التخزين لعرض القطع الأثرية

تصور معماري أوسع

يتجاوز المشروع كونه مرفق تخزين فني؛ فهو يقدم تجربة ثقافية جديدة، حيث يتم دمج الزائر ضمن المشهد الداخلي للمتحف نفسه. المساحات العامة ليست مجرد قاعات عرض، بل منصات تتيح التفاعل المباشر مع الأرشيف الحي، وتُشجع على استكشاف مفهوم “ما وراء الكواليس”.

الضوء الطبيعي، والمسارات المتقاطعة، وتوزيع القطع الفنية على مختلف المستويات، تشكل تجربة غامرة تنسف المفهوم التقليدي للتخزين كمكان مغلق ومخفي.


نقد معماري وختام تحليلي

نجح استوديو Diller Scofidio + Renfro في تحويل بنية صناعية ضخمة إلى منشأة ثقافية رائدة دون فقدان هويتها المادية. التوازن الدقيق بين الوظيفة المعمارية والبعد التجريبي يجعل المشروع فريدًا في نوعه، ولكن يبقى التحدي الأكبر في استمرارية هذا النموذج وملاءمته للاستخدام طويل الأمد.

قد لا تكون تجربة V&A East Storehouse قابلة للتكرار في كل السياقات، لكنها تقدم نموذجًا جريئًا لمستقبل المتاحف حيث يصبح التخزين مساحة عامة، والتجربة لا تقتصر على العرض، بل على الاكتشاف والبحث والتفاعل.

يتم عرض ستة أشياء كبيرة الحجم في الفضاء

لكل من يبحث عن مصدر معماري موثوق ومواكب، ArchUp يقدم محتوى متجدد يغطي المشاريع والتصميم والمسابقات.

الصور: Hufton+Crow.

للمزيد على ArchUp:

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *