طرق التصميم المعماري الحديث للمتاحف العالمية

طرق التصميم المعماري الحديث للمتاحف العالمية،

كما قال الفيلسوف اليوناني الشهير “هيراكليتس” اقتباسة المعروف التالي: “الثابت الوحيد في الحياة هو التغيير،”

وعلى الرغم من ان هذه المقولة قد تكون دقيقة إلى حدٍ ما؛ إلا أنها لا يمكن ان تكون أقل صحة عندما يتعلق الأمر بمجال التصميم المعماري.

فمنذ زمن سحيق شهد فن التصميم وبناء الهياكل العديد من التغيرات والتطورات المميزة حتى يكون مناسبًا في عصور مختلفة (أي أن لكل عصر حالي نوع مختلف من الفن المناسب به لكي يليق بالتغيرات التي تحدث من حوله).

يمكن أن تُعزى هذه التغييرات إلى أشياء كثيرة ولكن ربما كان أهم تأثير على الصناعة هو ظهور التكنولوجيا الحديثة.

وقد مكّن هذا المتخصصين في مجال التصميم المعماري من استكشاف الأفكار والمفاهيم المميزة والحديثة والتي كان يُعتقد سابقًا أنها مستحيلة او من الصعب تنفيذها.

ومن الجدير بالذكر بأن التطورات التكنولوجية الحديثة ساهمت في تمهيد الطريق لتقنيات وتصاميم معمارية معاصرة تحدث ثورة في مجال البناء والصناعة.

وفي الوقت الحاض، يمكن أن تستند هياكل المباني على كل من الجماليات والوظائف؛

هذا على عكس السنوات السابقة عندما تم اعتبار المباني فقط من حيث التطبيق العملي للهيكل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن البراعة التي تدخل في الأساليب المعاصرة للهندسة المعمارية جعلت الهياكل الحديثة أكثر أمانًا؛

حيث يتم تحقيق ذلك من خلال البحث المكثف الذي تم إجراؤه قبل استخدام الاستراتيجيات لمنح نطاقًا واسعًا حول كيفية تنفيذ هذه الأساليب.

القائمة التالية تتضمن بعض الأساليب الأكثر انتشارًا في مجال التصميم المعماري للمباني (بما في ذلك المتاحف العالمية)

(editor، 2020):

أول أسلوب هو العمارة الإنتفاخية او الفقاعية، أو باللغة الإنجليزية تسمى blob architecture او المعروف أيضًا بـ Blobitecture.

ظهرت هذه التقنية الحديثة للهندسة المعمارية لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر بواسطة مهندس معماري مشهور يُعرف بأسم “جان كابليكي”؛

وتم نشره بشكل ملحوظ في القرن العشرين بعد أن تم نشر مقال عنه في عام 2002 من خلال صحيفة نيويورك تايمز،

الأمر الذي أدى إلى زيادة معرفة الناس بهذا الأسلوب وازدهرت شهرتة بين المصممين المعماريين.

يستلزم هذا الأسلوب تصميم المباني التي تأخذ بشكل عام شكلًا يشبه الأميبا.

بالإضافة إلى أن المباني المصممة بإستخدام هذه التقنية تتميز بمنحنياتها وحوافها المستديرة.

لذلك حظيت هذه التقنية بقبول جيد جدًا من قبل نقاد الهندسة المعمارية والمتحمسين على حد سواء،

ويرجع ذلك أساسًا إلى التشطيبات الفريدة والمظهر المستقبلي.

كان من أبرز تطبيقات هذه التقنية تصميم ملعب كرة القدم الشهير والرئيسي أليانز أرينا (وبالألمانية Allianz Arena) الواقع في مدينة ميونيخ في ألمانيا.

تم تصميم هذا الملعب من قبل المصمم المعماري الشهير “هيرتسوغ ودي مورون” وتم افتتاحه رسميًا في عام 2005.

ومن الأمثلة الرائعة الأخرى على تنفيذ اسلوب العمارة الإنتفاخية في التصميم هي قاعة مدينة لندن الواقعة في المملكة المتحدة،

والتي قام بتصميمها المهندس المعماري الشهير “نورمان فوستر”.

تم افتتاح هذا المبنى الأيقوني للجمهور في عام 2002 وهو تحفة رائعة من الخارج والداخل.

بالإضافة إلى أن متحف كونستهاوس غراتس أو المعروف بمتحف غراتي للفنون في مدينة جراتس في النمسا يعد مثالًا آخر لهذا الأسلوب المعماري.

طرق التصميم المعماري الحديث للمتاحف العالمية
طرق التصميم المعماري الحديث للمتاحف العالمية

ويعد العقل المدبر وراء هذه التحفة المعمارية هما المصممين “كولن فرونير” و”بيتر كوك” وتم الإنتهاء من تصميم وبناء المتحف في عام 2003.

ثاني أسلوب هو طباعة منتج ثلاثي الأبعاد (3D)؛ حيث أصبحت التكنولوجيا محفورة في حياتنا لدرجة أنه من الصعب تذكر أي وقت لم نكن نمتلكها فيه.

واحدة من أكثر نتائجها إبداعًا في مجال التكنولوجيا هي عرض المنتج ثلاثي الأبعاد أي بصيغة الـ 3D.

يمكن تعريفه على أنه طريقة تمثيل بياني للهياكل كنماذج بإستخدام برامج أو مواقع مخصصة على أجهزة مختلفة ومتطورة مثل الحاسوب أو الكمبيوتر.

قائمة البرامج التي يمكن للمهندسين المعماريين والمصممين استخدامها من أجل الإستفادة من العرض ثلاثي الأبعاد لا حصر لها تقريبًا.

علاوة على ذلك، تحتوي بعض البرامج أيضًا على أدوات تصميم داخلي، وهو أمر رائع ومميز للمحترفين الذين يرغبون في حل الكل في واحد.

على الرغم من ذلك، قد يرغب البعض في المجادلة بأن بعض المخططات القديمة جيدة وبنفس الجودة الحالية رغم عدم تواجد التكنولوجيا الحديثة في عصرنا هذا؛

ولكن مع ذلك، فإن العروض ثلاثية الأبعاد او الـ 3D لها العديد من المميزات والخصائص التي تجعلها متفوقة وإلى حدٍ ما،

أفضل من المخططات القديمة.

  • إليك قائمة تشمل الكثير من المزايا لهذا الأسلوب المعماري:

  1. توفر مظهرًا افتراضيًا متدرجًا تمامًا للهيكل الذي سيتم بناؤه.
  2. تساهم في بناء وانشاء مباني ومتاحف مستدامة (من اجل تقليل استهلاك الطاقة).
  3. تصحيح الاخطاء المحتملة والقيام بتعديل العيوب اثناء الإنشاء وقبل بداية عملية البناء.
  4. تسهيل التعامل مع المشاريع الكبيرة.
  5. تسمح بالتصميم السريع والسهل للهياكل المتعددة باستخدام ميزات الإستنساخ القوية.

ثالث أسلوب هو التفكيك؛ حيث أظهرت الدراسات أن الجانب الأكثر شيوعًا في العمارة المعاصرة هو الجانب الجمالي.

ونتيجة لذلك، يعتبر بذل العديد من المصممين جهودًا كبيرة لضمان استيفائهم لهذا المعيار سببًا لإستخدامهم عملية التفكيك من أجل تسهيل ذلك.

ويمكن وصف هذا على أنه أسلوب معماري يعالج أسطح الكائنات لإنشاء هياكل تبدو وكأنها تتحدى الأفكار الأساسية للتصميم المرئي.

تتميز المباني المصممة باستخدام هذه الطريقة بأشكالها غير المستقيمة التي تصور عدم القدرة على التنبؤ.

كان لكل من التكعيب التحليلي والبساطة تأثير كبير على هذه التقنية؛

بأنها تمكن الهيكل من الحصول على مظهر غريب مع الحفاظ على مظهر نهائي نظيف وملفت للإنتباه والإعجاب.

أحد الأمثلة الرائعة على الإستخدام الإستثنائي لمذهب التفكيك هو “كنيس ماينز” الجديد وهو معبد يهودي في مدينة ماينز الواقعة في ألمانيا.

حيث تم تصميم هذا المبنى الرائع الذي تم استخدامه كمركز مجتمعي منذ عام 2010 من قبل المهندس المعماري “مانويل هيرز” وهو تحفة معمارية لا تشوبها شائبة.

ومن الأمثلة البارزة الأخرى لهذا الأسلوب هي قاعة حفلات والت ديزني الواقعة في وسط مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

ويعد الرجل الذي يقف وراء هذا المبنى المصمم ببراعة هو المهندس المعماري الشهير “فرانك جيري”.

طرق التصميم المعماري الحديث للمتاحف العالمية
طرق التصميم المعماري الحديث للمتاحف العالمية

وهو أيضًا المصمم وراء متحف “غوغنهايم بلباو” الشهير عالميًا في مدينة بلباو الواقعة في اسبانيا.

وبعد أن ذكرنا وشرحنا الأساليب المختلفة والمميزة في عمليات التصميم المعماري،

سنقوم الآن بطرح عشر أمثلة متنوعة لمتاحف عالمية ذات تصاميم جذابة ومثيرة للإعجاب من جميع أنحاء العالم

(لورينس، 2016):

  1. متحف اورساي الذي يقع في العاصمة باريس في فرنسا والذي تم تصميمة من قبل المهندسون المعماريون “غاي اولنتي“، و”لوسيان ماغني“،

و”فيكتور لالوكس“، و”جان بول فيليبون“، و”بيير كولبوك”، و”إميل بينارد“، و”رينو باردون” والذي تم افتتاحة في عام 1986. تم إنشاء هذا المتحف بالقرب من فندق ومحطة سكك حديدية؛ جاعلًا صالات العرض فيه تلتف بشكل عنقودي حول القاعة الرئيسية معطيًا شكل مميز للمتحف.

2. متحف غوغنهايم الذي يقع في مدينة بلباو في إسبانيا والذي تم تصميمة من قبل المهندس المعماري “فرانك جيري” والذي تم افتتاحة في عام 1997.

وفي اللحظة التي تم فيها الإنتهاء من بناء هذا المتحف، ظهرت ضجة بشكل صاخب

حيث قام المهندي المعماري فيليب جونسون بمدحه قائلًا انه المبنى الأعظم في عصرنا.

3. متحف أوسكار نيماير الذي يقع في كوريتيبا في البرازيل والذي تم تصميمة من قبل المهندس المعماري “اوسكار نيماير”

والذي تم افتتاحة في عام 2002. يقوم الناس بتلقيب هذا المتحف بالعين نظرا لأن تصميمه يمثل عينا بشرية عملاقة.

4.المتحف البريطاني الذي يقع في منطقة بلومزبري في عاصمة المملكة المتحدة لندن والذي تم تصميمة من قبل المهندسون المعماريون

روبرت سميرك“، و”جون راسيل بوب“، و”سبنسر دي غري“، و”سيدني سميركي“، و”جون جيمس بيرنت“، و”جون تايلور

والذي تم افتتاحة في عام 1852، ويعتبر هذا المتحف أكبر مساحة عرض مغطاة في أوروبا.

5. متحف أونتاريو الملكي الذي يقع في مدينة تورنتو في محافظة اونتاريو في كندا

والذي تم تصميمة من قبل المهندسون المعماريون “دانيال ليبسكند“، و”فرانك دارلينغ“، و”جون أ. بيرسون

وتم افتتاحة في عام 2007، ويعتبر رمز جديد مميز لتورنتو للقرن الحادي والعشرين.

6. متحف سُمية الذي يقع في مدينة مكسيكو في المكسيك

وتم تصميمة من قبل المهندس المعماري “فرناندو روميرو” وتم افتتاحة في عام 1994.

7. متحف الأرميتاج الذي يقع في منطقة سانت بطرسبرغ في روسيا

وتم تصميمه من قبل المهندس المعماري “فرانشيسكو بارتولوميو راستريللي”

وتم افتتاحة في عام 1764، ويعد هو أحد أقدم وأكبر المتاحف في العالم.

8. متحف الفن الإسلامي الذي يقع في عاصمة الدوحة في دولة قطر،

والذي تم تصميمة من قبل المهندس المعماري “آي إم بي”، وتم افتتاحة في عام 2008.

يحتوي على مجموعة مقتنيات تمثل الفن الإسلامي على مدى نحو 1400 عام.

9. متاحف الفاتيكان التي تقع في مدينة الفاتيكان في إيطاليا،

والتي تم تصميمها من قبل المصمم المعماري “برناردو روسيلينو”،

وافتتحت في القرن السادس عشر، وهو أيضّا من أكبر المتاحف في العالم.

10. المتحف الوطني للفن الذي يقع في طوكيو عاصمة اليابان

وتم تصميمة من قبل المهندسون المعماريون “لو كوربوزييه“، و”جونزو ساكاكورا“، و”سوتيمي هوريجوتشي“،

وتم افتتاحة في عام 2004.

في الختام، لدى الأساليب المعاصرة في العمارة عدة عناصر مختلفة،

والتي يمكن استخدامها بشكل جماعي لإنتاج أعمال مذهلة من التصاميم المعمارية لجميع انواع المباني مثل المتاحف العالمية أو الشركات.

كما أنه تم إثبات إهميه المواد أيضًا ودورها الرئيسي الذي لا يمكن إنكاره أو تجاهله في هذه التصاميم؛

الخشب، على سبيل المثال، يمكن استخدامه لتصوير الشعور بالدفء والراحة المنزلية.

بالإضافة إلى إمكانية دمج هذه التكتيكات الحديثة مع الأساليب التقليدية للتمكن من تصميم وإنشاء هياكل فريدة من نوعها،

ولم يسبق لأي أحد منا رؤيتها.

التقنيات المذكورة أعلاه في هذا المقال ليست سوى عدد قليل من الأساليب المعمارية الحديثة الأكثر استخدامًا،

والتي تؤدي إلى إنشاء مبانٍ رائعة حول العالم.

كما أن الرابط بين الهندسة او التصميم المعمارية والبرمجيات الرقمية قوي جدًا ومن السهل نسيان أنه لم يكن دائمًا على هذا النحو.

أدى اعتماد الهندسة المعمارية على برامج التصميم الرقمي إلى انتشار بنية عالمية متجانسة ومباني مصنوعة من نفس المادة،

ومصممة بنفس الأساليب، وباستخدام نفس البرنامج، في جميع أنحاء العالم.

المراجع

editor. (24 يونيو, 2020). تقنيات تحقيق التصاميم المعمارية الحديثة (مترجم). تم الاسترداد من e TurboNews: https://eturbonews.com/575059/techniques-for-achieving-modern-architectural-designs/

ريبيكا لورينس. (12 ابريل, 2016). زيارة إلى 10 متاحف مذهلة حول العالم. تم الاسترداد من بي بي سي:

https://www.bbc.com/arabic/artandculture/2016/04/160411_vert_cul_amazing_museums_in_the_world

قد يهمك أيضًا: شركة زها حديد تقتحم مستقبل النقل الإيطالي بتصميم هايبرلوب إيطاليا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *