معلمٌ تاريخي يعود للأضواء عبر تحول عمراني جديد
في صفقة عقارية بارزة شهدتها العاصمة السعودية، انتقل فندق “صلاح الدين” – أحد أقدم الفنادق في مدينة الرياض وأكثرها ارتباطاً بذاكرة المجتمع المحلي – إلى ملاك جدد بعد بيعه بمبلغ تجاوز 170 مليون ريال سعودي.
وتم ذلك خلال مزاد علني نظّمه مركز الإسناد والتصفية “إنفاذ” التابع لوزارة العدل، ليبدأ الفندق مرحلة جديدة بعد عقود من العراقة والخدمة.

فندق صلاح الدين .. موقع استراتيجي وصفقة استثنائية
يقع الفندق في حي الملك سلمان، وهو أحد أكثر الأحياء الحيوية والواعدة في مدينة الرياض ويطل مباشرة على طريق الملك عبدالعزيز.
وتبلغ مساحة الفندق أكثر من 11 ألف متر مربع، حيث بلغ متوسط سعر المتر الواحد حوالي 15 ألف ريال، ما يعكس أهمية موقعه وقيمته الاستثمارية.
وجاءت هذه الصفقة ضمن سلسلة من المزادات العقارية التي يشرف عليها “إنفاذ”، كجزء من جهوده في تمكين القطاع الخاص وتحفيز بيئة الأعمال.

فندق عريق منذ السبعينات الميلادية
أُنشئ فندق صلاح الدين في أوائل السبعينات الميلادية، ويُعد من أوائل الفنادق الكبرى التي شهدتها مدينة الرياض.
وتميّز بطابعه المعماري الكلاسيكي، وخدماته الفندقية الراقية التي كانت تُعد نادرة في ذلك الوقت.
وكان الفندق لسنوات طويلة وجهة للوفود الرسمية، ومكانًا مفضلاً لإقامة الشخصيات البارزة من داخل المملكة وخارجها.
وشهد الفندق استضافة العديد من الفعاليات السياسية والاقتصادية، إلى جانب المناسبات الاجتماعية والمؤتمرات، وهو ما منحه حضورًا مميزًا في ذاكرة سكان العاصمة، الذين يربطونه بلحظات خاصة وتاريخية من حياة المدينة.

جزء من التحول العمراني لرؤية 2030
تأتي هذه الصفقة في إطار التحولات العمرانية الشاملة التي تشهدها مدينة الرياض، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تسعى إلى إعادة تطوير المواقع القديمة وتحويلها إلى مشروعات عصرية، تعزز من جودة الحياة، وتحفز الاستثمار في القطاعات العقارية والسياحية.
ويُتوقع أن يتم تطوير الفندق أو إعادة تأهيل موقعه ليتماشى مع الخطط الطموحة لتحويل الرياض إلى واحدة من أكبر العواصم الاقتصادية والسياحية في العالم.
ردود فعل وترقب لمصير الفندق
لاقى خبر بيع الفندق تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من سكان الرياض عن مشاعرهم تجاه هذا المعلم التاريخي، ما بين الحنين إلى ماضيه الزاخر، والتفاؤل بمستقبله الجديد.
ويتساءل الكثيرون عن هوية المستثمر الجديد، وخططه للموقع، وما إذا كان سيتم الحفاظ على الطابع التراثي للفندق، أو إعادة تطويره بالكامل ليواكب المعايير الحديثة للفنادق العالمية.

“فندق صلاح الدين”.. من الماضي إلى المستقبل
برحيله عن ملكيته السابقة، يبدأ فندق صلاح الدين فصلاً جديداً من تاريخه الطويل، وسط تطلعات بأن يستمر في لعب دورٍ محوري في مشهد الرياض الحضري والاقتصادي، سواء كفندق مجدد أو مشروع استثماري عصري يعكس طموحات مدينة تتطور بلا توقف.
