تشاينا فانكي تطلب تأجيل سداد فوائد بعض القروض وسط ضغوط سيولة متزايدة
أفادت مصادر مطلعة أن شركة تشاينا فانكي، التي كانت تُعتبر أكبر شركة بناء مساكن في الصين سابقاً، تقدمت بطلب إلى عدد من البنوك التجارية للسماح بتأجيل سداد فوائد بعض القروض لمدة عام كامل، في خطوة تهدف إلى التخفيف من الضغوط المالية التي تواجهها الشركة. عقد مسؤولو الشركة سلسلة اجتماعات منفصلة مع ممثلين عن البنوك وشركات التأمين في مدينة شنزن، حيث طلبت الشركة من أحد البنوك على الأقل منحها إمكانية تأجيل دفع أقساط الفوائد لمدة عام.
تمديد قرض مع بنك هواشيا
وفي سياق ذي صلة، صرحت الشركة في بيان صادر مساء اليوم أن بنك هواشيا قد وافق على تمديد قرض مضمون قدمه البنك لإحدى الشركات التابعة لها لمدة عام، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”.
تطوير خطة شاملة لسداد الديون
أضافت المصادر أن الاجتماعات تهدف أيضاً إلى إتاحة مزيد من الوقت لشركة فانكي للتفاوض مع الدائنين على وضع خطة متكاملة لسداد الالتزامات، غير أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخطة ستغطي كل قروضها الحالية أم ستشمل التزامات إضافية على مستوى الشركة.
ضغوط على السيولة وخطر التخلف عن السداد
تأتي هذه التحركات في ظل ضغوط متزايدة على سيولة الشركة خلال الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى انخفاض حاد في قيمة سنداتها. ورغم أن أكبر مساهم في الشركة هو شركة شنزن مترو غروب المملوكة للدولة، والتي ساعدت الشركة سابقاً على تفادي التخلف عن سداد قروض تتجاوز 30 مليار يوان، إلا أن هذا الدعم أصبح أقل يقيناً في ظل إعلان الشركة عن خطط لتشديد شروط الاقتراض.
تحديات السوق العقاري الصيني
يواجه قطاع التطوير العقاري في الصين تحديات مستمرة منذ عدة سنوات، حيث أدى الركود العقاري إلى تراجع معنويات المستثمرين والمشترين، وهو ما انعكس سلباً على شركات مثل تشاينا فانكي، التي تبلغ التزاماتها الإجمالية حوالي 50 مليار دولار، ما يضعها أمام خطر محتمل للتخلف عن السداد إذا لم تتحسن أوضاعها المالية أو لم تتحقق تسويات مع الدائنين.
✦ ArchUp Editorial Insight
يعكس طلب شركة الصين فانك لتأجيل دفعات الفوائد هشاشة نموذج التنمية السكنية المعاصر المعتمد على الإنتاج الكثيف، في ظل ضغوط مستمرة بالسوق، حيث أصبح التنظيم المالي عاملاً حاسماً في قدرة المدن على الاستيعاب العمراني. فبعد أن كانت فانك من أكبر المطورين، يظهر اعتمادها على تأجيل الديون والتفاوض مع الدائنين التوتر بين التعبير المادي للمشاريع السكنية واسعة النطاق والمرونة الوظيفية للسوق الحضري. ومع ذلك، فإن الضغوط السيولة واحتمال التخلف عن السداد تطرح تساؤلات أوسع حول الملاءمة السياقية، إذ تجاوزت التوسعات المضاربية الطلب السكاني الفعلي، ما أدى إلى مشاريع غير مستغلة بشكل كامل. وفي النهاية، تكشف مسيرة فانك أن الطموح المعماري لا يمكن أن يستمر بمعزل عن التوازن المالي، والحاجة إلى مواءمة البناء واسع النطاق مع الجدوى الاقتصادية، والطلب الاجتماعي، واستقرار السوق على المدى الطويل.