إبراهيم نواف جوهرجي المعماري السعودي يخطف الاضواء: إنجاز معماري سعودي يتصدر المحافل الدولية
في سابقة فريدة من نوعها، تمكّن المعماري السعودي إبراهيم نواف جوهرجي من تحقيق إنجاز لافت في مسابقة Brise-Vent Havre العالمية، التي جرت في فرنسا في عام 2024. المسابقة التي جذبت اهتمام أكثر من 316 متسابقًا من جميع أنحاء العالم، كانت بمثابة تحدٍ عالمي لإعادة تصور وتطوير معالم معمارية ذات قيمة تاريخية وثقافية، لاسيما القوس الخرساني التاريخي الذي بُني في مدينة لوهارف الفرنسية عام 1946.
رمزية القوس الخرساني وجرأة التصميم
القوس الخرساني الذي بُني في أعقاب الحرب العالمية الثانية كان جزءًا من جهود إعادة إعمار مدينة لوهارف، وهو يمثل رمزًا لصمود المدينة أمام التحديات المناخية والبيئية. وبينما اختار أغلب المتسابقين الاعتماد على المناطق الخلفية للقوس في تصاميمهم وتفادي التحدي المتمثل في التعامل مع هذا الرمز التاريخي، جاء تصميم إبراهيم جوهرجي ليعيد تعريف العلاقة بين التراث والحداثة.
التصميم السعودي، الذي حمل اسم The ART Pipe، قدّم رؤية جريئة من خلال جعل القوس الخرساني جزءًا أساسيًا من التركيبة المعمارية، محولًا إياه إلى عنصر محوري يعزز من الأفق المعماري للموقع. جوهرجي قرر ألا يختبئ خلف القوس، بل حوله إلى نقطة تركيز تبرز معالم المشروع وتمنح الزائرين تجربة بصرية فريدة، مستفيدًا من الموقع الجغرافي الفريد للمدينة والذي يطل على البحر.
التحدي المعماري وجمالية الانسيابية
يُعد التصميم الفائز تحفة فنية ومعمارية جمعت بين جمالية الهيكل الأسطواني وديناميكية الفراغات الداخلية. بطولٍ يمتد إلى أكثر من 220 مترًا وارتفاع يصل إلى 19 مترًا، احتضن The ART Pipe مجموعة من الوظائف المتعددة، بما في ذلك متحف فني ومساحات عرض تفاعلية. ويتميز التصميم بأسلوب انسيابي ناعم يمزج بين الحداثة والمرونة، مع الحفاظ على الرمزية التاريخية للقوس الخرساني.
كان جوهرجي هو الوحيد بين المشاركين الذي قرر استثمار القوس ليكون جزءًا من هيكل المبنى، بدلاً من أن يكون مجرد خلفية للأنشطة. هذا القرار الجريء جعل لجنة التحكيم تصف التحول الذي أدخله جوهرجي على القوس بأنه “إبداعي ويعزز من أفق الموقع”، مما ساعد في فوزه بجائزة Golden Mention ضمن المسابقة.
الأبعاد الثقافية والرؤية المعمارية السعودية
تمثل هذه الجائزة شهادة على جودة التصميم السعودي وتطلعات العمارة السعودية نحو العالمية. إن تحقيق هذا الإنجاز في منافسة دولية رفيعة المستوى يعكس رؤية المملكة لدعم وتعزيز الإبداع المعماري. ويبرز تصميم The ART Pipe كيف يمكن للتقاليد المعمارية المحلية أن تتفاعل مع البيئة العالمية، مما يؤكد أن العمارة السعودية ليست “متحجرة” في بيت الطين، بل هي في طليعة الابتكار المعماري على الساحة الدولية.
الأرقام والرؤية المستقبلية
بالإضافة إلى أن التصميم يمتد على مساحة لا تتجاوز 10% من إجمالي المساحة المتاحة للمشروع، يُعد تحويل القوس إلى متحف فني مبتكر بمثابة دمج للتراث بالمستقبل. كما أن احتضان المشروع لفعاليات ثقافية وفنية تفاعلية يمثل خطوة نحو دعم المجتمع المحلي والزوار على حد سواء.
بالمجمل، هذا الإنجاز المعماري يعزز مكانة السعودية على الخارطة المعمارية العالمية ويضع اسم إبراهيم نواف جوهرجي بين المصممين الرائدين الذين نجحوا في مواجهة التحديات وإنتاج تصاميم معمارية تعكس الابتكار والإبداع.
خاتمة
إن فوز إبراهيم جوهرجي في هذه المسابقة ليس فقط احتفاءً بالعمارة السعودية، بل هو أيضاً خطوة نحو تمكين المصممين السعوديين من تحقيق إنجازات رائدة على الساحة العالمية. يتطلع جوهرجي إلى أن يكون هذا المشروع نقطة انطلاق لعدد من المبادرات الأخرى التي تربط بين التراث المعماري والابتكار المستقبلي.