اكتتاب شركة تشييد أكبر ملعب في العالم يسجل رقماً قياسياً بالمغرب
سجّل الطرح العام الأولي لـالشركة العامة للأشغال بالمغرب (SGTM) في بورصة الدار البيضاء رقماً قياسياً من حيث عدد المشاركين، بعدما استقطب أكثر من 171 ألف مكتتب، في واحدة من أبرز عمليات الإدراج في تاريخ السوق المالية المغربية.
ثاني أكبر إدراج من حيث القيمة
وباعت أكبر شركة بناء في المغرب 20% من أسهمها، جامعةً نحو 5.04 مليارات درهم (ما يعادل 545 مليون دولار)، لتصبح العملية ثاني أكبر طرح من حيث القيمة في تاريخ المملكة، بعد إدراج اتصالات المغرب عام 2004.

تغطية قياسية وتنوع جغرافي
وأظهرت بيانات بورصة الدار البيضاء أن الطرح تمت تغطيته بنحو 34 مرة، مع طلبات تجاوزت 171 مليار درهم (18.6 مليار دولار). وجاءت الاكتتابات من مستثمرين يمثلون 94 جنسية، كان أبرزهم من المملكة المتحدة والإمارات والولايات المتحدة وفرنسا، إلى جانب دول أخرى.
أداء قوي في أول جلسة تداول
وبموجب الطرح، جرى بيع 12 مليون سهم بسعر 420 درهماً للسهم، ما رفع القيمة السوقية للشركة إلى نحو 25.2 مليار درهم في اليوم الأول للتداول، لتحتل المرتبة 11 بين الشركات المدرجة. وأنهى السهم أول جلسة مرتفعاً بنسبة 10% إلى 462 درهماً، فيما بلغت حصة الأفراد 55% من الأسهم المبيعة.
خطط نمو محلية وتوسع خارجي
وقال حمزة قباج، المدير العام المنتدب للشركة، إن الإدراج يُمثل خطوة لتعزيز مسار النمو ومواصلة تنفيذ مشاريع البنية التحتية في المغرب، مع التطلع إلى التوسع الدولي. وتشارك SGTM في تنفيذ مشاريع كبرى، من بينها أكبر ملعب في العالم بطاقة تقارب 115 ألف متفرج استعداداً لكأس العالم 2030.
زخم متواصل في سوق الأسهم
ويُعد طرح SGTM الثالث في بورصة المغرب خلال عام 2025، بعد إدراجي Vicenne وCash Plus، في عام يُعد من الأكثر نشاطاً من حيث الاكتتابات. ويأتي ذلك في وقت سجل فيه المؤشر الرئيسي للبورصة مكاسب تقارب 25% منذ بداية العام.
✦ ArchUp Editorial Insight
يضع الطرح العام الأولي القياسي لشركة SGTM قطاع الإنشاءات المغربي ضمن نموذج تنموي معاصر تقوده مشاريع البنية التحتية، حيث تلعب أسواق المال دوراً متزايداً في تشكيل البيئة المبنية. وبصفتها أكبر شركة مقاولات في البلاد، تجسّد SGTM ممارسة ترتكز على الأعمال الهندسية واسعة النطاق، من المنشآت الرياضية إلى البنى اللوجستية، مع تعبير مادي تحكمه القدرة التنفيذية أكثر من التجريب الشكلي. غير أن حجم الإقبال الاستثماري والاهتمام الدولي يفتح باب التساؤل حول كيفية ترجمة الزخم المالي إلى ملاءمة سياقية حقيقية على أرض الواقع. فالنمو القائم على البنية التحتية يعزز الطموح الوطني، لكنه يثير أيضاً أسئلة حول اندماجه في النسيج الحضري والعائد الاجتماعي والمرونة الوظيفية طويلة الأمد. كما أن التركيز على المشاريع الرمزية، مثل ملاعب كأس العالم، قد يفضل الظهور المرحلي على حساب الاحتياجات العمرانية اليومية. وفي المحصلة، يعكس إدراج SGTM طموحاً معمارياً مرهوناً بمواءمة الحجم المالي مع نتائج حضرية مستدامة وشاملة.