ألفي دي تروليو، مصمم الديكور المسرحي في لندن، هو أيضًا مؤسس “أوكولوس”، متجر متخصص في الأثاث العتيق والتصميمات الفريدة. يصف دي تروليو قطعه بأنها تشبه ما قد يرسمه طفل عندما يتخيل كرسيه أو سريره المثالي. تتميز مجموعته بروح إبداعية تجمع بين العناصر اليدوية والغريبة واللافتة للنظر، حيث تتجاوز كونها مجرد قطع وظيفية لتصبح قطعًا زخرفية ومليئة بالمرح، بأحجام وأشكال غير تقليدية.
فن المعادن: كيف يبتكر دي تروليو تصاميم فريدة
يستند ذوق دي تروليو في التصميم إلى الحدس بشكل كبير. ينجذب بشكل خاص إلى الحديد المطاوع نظرًا لقدرته على تكوين أشكال درامية مع الحفاظ على خفة التصميم. ومع ذلك، لا يتردد في استخدام قطع خشبية ضخمة مثل الخزائن الثقيلة التي تبدو وكأنها منحوتة من جذوع الأشجار الصلبة. السمة الأساسية لقطع “أوكولوس” هي قدرتها على إثارة التساؤلات والخيال حول تاريخها ومن قام بصنعها.


المصممون المفضلون والقطع العتيقة المميزة
بالرغم من أن “أوكولوس” يركز على القطع الحرفية، إلا أن دي تروليو لديه مجموعة من المصممين الذين يحرص على اقتناء أعمالهم، مثل طاولة قهوة من الثمانينيات للمصمم ماثيو هيلتون وإطار سرير من التسعينيات من تصميم كونران. هذه القطع ليست مجرد ديكور، بل تحمل قصصًا وتاريخًا يجعلها مميزة في مجموعته الخاصة.
أوكولوس: مشروع بدأ أثناء الجائحة وتحول إلى نجاح تجاري
نشأ “أوكولوس” خلال فترة الإغلاق التي فرضها وباء كوفيد-19، عندما وجد دي تروليو وقتًا لاستكشاف عالم الأثاث العتيق. ما بدأ كمجرد هواية تحولت سريعًا إلى مشروع تجاري ناجح، حيث ازداد اهتمام الناس بالقطع الفريدة التي كان يعثر عليها، من الخزف الصغير إلى قطع الأثاث الكبيرة مثل الكراسي والمصابيح.
للمزيد على ArchUp:
العيش والعمل في Loft إبداعي بجنوب لندن
يعيش دي تروليو ويدير أعماله من Loft واسع في جنوب لندن كان سابقًا مصنعًا للطوب. هذه المساحة الفريدة تتيح له عرض مجموعته وعيش التجربة مع القطع التي يبيعها. يعترف بأنه يحب اقتناء الأشياء الجميلة، وغالبًا ما ينتهي به الأمر بالاحتفاظ ببعض القطع التي لا تُباع لتصبح جزءًا دائمًا من منزله.
تسليط الضوء على الجمال الطبيعي للقطع
توفر النوافذ المواجهة للجنوب في Loft إضاءة طبيعية مثالية، مما يساعد دي تروليو على تصوير القطع بطريقة تبرز تفاصيلها وخاماتها وأحجامها. يتعاون مع المصور ريتشارد راوند-ترنر لالتقاط صور تظهر ملامح القطع العتيقة بشكل يجعلها أكثر جاذبية للمشترين المحتملين.


من الفنون الجميلة إلى تصميم الديكور المسرحي
قبل إطلاق “أوكولوس”، كانت خلفية دي تروليو في الفنون الجميلة، كما عمل في قطاع التجزئة، بما في ذلك متجر “ليبرتي” الشهير. هذه الخلفية الإبداعية ساعدته في تشكيل رؤيته الفنية، سواء في عمله كمصمم ديكور مسرحي أو في اختيار القطع العتيقة لـ”أوكولوس”. وعلى الرغم من أن تصاميمه المسرحية تتسم بالبساطة والأناقة، فإن متجره يمثل فرصة لتجربة أنماط أكثر جرأة وغنىً بالتفاصيل.
أوكولوس: شغف يتجاوز كونه مشروعًا جانبيًا
على الرغم من أن عمله في تصميم الديكور المسرحي هو مصدر دخله الأساسي، إلا أن دي تروليو يرى “أوكولوس” على أنه أكثر من مجرد مشروع تجاري جانبي. إنه مساحة تتيح له الاستمتاع بجمع القطع الفريدة دون القلق بشأن تحقيق أرباح، مما يمنحه حرية انتقاء القطع بناءً على جاذبيتها الشخصية وليس قيمتها السوقية فقط.


رحلة البحث عن الكنوز العتيقة
يبحث دي تروليو عن القطع التي يبيعها عبر الإنترنت أو من خلال متاجر صغيرة غير معروفة، ولا يعتمد على شبكة من التجار السريين أو مصادر حصرية. بدلاً من ذلك، يختار القطع التي تستوقفه وتثير اهتمامه. بعض هذه القطع تحمل علامات الزمن، لكنه يسعى للحفاظ على أصالتها بينما يضمن نظافتها وصلاحيتها للاستخدام.
التواصل المباشر مع العملاء
رغم أن “أوكولوس” يظهر في سوق Spotlight في لندن، فإن معظم المبيعات تتم عبر التواصل المباشر مع العملاء من خلال رسائل إنستجرام. دي تروليو يفضل هذه الطريقة لأنها تخلق علاقة شخصية بينه وبين المشترين، مما يجعل تجربة اقتناء القطع أكثر تميزًا. “أحب فكرة أن يكون على الشخص أن يكتب لي ليحصل على هذه القطعة، وكأنها تنتقل إلى منزلها الجديد”، يقول دي تروليو.


الصور بواسطة ريتشارد راوند تورنر