“التمويه” لآي ويوي: حوار متوتر بين الوهم والحرية

في قلب مدينة نيويورك، يقدم آي ويوي عمله الفني الضخم “التمويه”، الذي أُعد لإطلاق برنامج Art X Freedom في جزيرة روزفلت. يغلف آي تمثال الرئيس فرانكلين دي روزفلت بشبكة تمويه، في خطوة جريئة تطرح تساؤلات حادة حول العلاقة بين الإخفاء والحرب والهشاشة المتزايدة للحقوق الإنسانية اليوم.

هندسة الوهم: إطار للإخفاء

لا يقتصر هذا الهيكل على توفير غطاء رمزي لتمثال الديمقراطية، بل يتحول إلى تعليق معقد على التوتر بين ما تختار المجتمعات إظهاره وما تسعى إلى إخفائه. باستخدام سقالة مغطاة بنسيج التمويه، يقلب آي الوظيفة التقليدية للهندسة المعمارية — التي تتمثل في الكشف والاحتفاء والحماية — ليجعلها أداة للإخفاء والتحريض.

التمويه كأداة نقد: الحرب، البقاء، والهشاشة

اختيار آي لنمط التمويه، المرتبط تاريخيًا بصراعات الحرب، هو استفزاز بصري مباشر. يدعو المشاهدين للتفكير في الطرق التي تستخدم فيها المؤسسات السياسية التمويه لحجب الحقائق بحجة الحماية. من خلال تغليف القيم الأربع لروزفلت — حرية التعبير، حرية الدين، التحرر من الحاجة، والتحرر من الخوف — بطبقة مادية من الإخفاء، يطرح آي سؤالاً خطيرًا: هل يتم حماية هذه الحريات أم خنقها بهدوء؟

للمزيد على ArchUp:

التمرد الهادئ: رمزية القطط

بدهاء، تتخلل شبكة التمويه أشكال لظلال القطط — رموز الصمود والاستقلال والهشاشة. بإقحام رمزية الحيوانات المتضررة في خضم الأزمات البشرية، يقدم آي إدانة صامتة لكنها حادة لمركزية الإنسان، مذكرًا بأن الكوارث لا تطال البشر فقط بل الكائنات الأضعف أيضًا.

طبقات تفاعلية: استعادة الصوت الفردي

تحت ظلال الهيكل، يُتاح للزوار كتابة تأملاتهم أو أمانيهم على أشرطة وربطها بالشبكة. هذا العنصر التفاعلي يقدم توازناً مع الطابع العام للتمويه، موحيًا بأنه رغم أنظمة الإخفاء والقمع، تبقى للأصوات الفردية القدرة على اختراق الغطاء وكشف الحقيقة.

خاتمة: بنية تدعو إلى كشف الأقنعة

لا يقدم “التمويه” تجربة مشاهدة سلبية؛ بل يفرض مواجهة حادة مع حقائق غير مريحة. إنه عمل يزعزع دور الهندسة المعمارية في الخطاب العام — لا كخلفية صامتة للأيديولوجيات السياسية، بل كعامل نشط يسائل صدق القيم التي تزعم أنها تمثلها.