Ancient Meccan Architecture: A Journey into the Lost Neighborhoods of Mecca and Its Enduring Cultural Legacy

دائمًا ما تُثير المدن الأسطورية مثل أطلانتس وبابل شغف الباحثين والراغبين في استكشاف أسرار الماضي. ولكن، بين صفحات التاريخ الحي، نجد مدنًا وأحياء كانت موجودة، ثم اندثرت أو تحولت، لكنها بقيت شاهدة على هويتها الراسخة وحاضرها الثقافي الممتد. في هذا السياق، نلقي الضوء على أحياء مكة المكرمة القديمة، التي حملت في طياتها ذاكرة معمارية واجتماعية عميقة.

مكة المكرمة، المدينة التي تجمع بين القداسة والتاريخ، لطالما كانت شاهدًا على تطور معماري فريد يعكس التنوع الثقافي والابتكار الفني عبر القرون. قبل 100 عام، كانت أزقة مكة الضيقة ومنازلها التقليدية تخبر حكايات عن أساليب البناء التي تحددها قساوة المناخ وشُح الموارد، مما أفرز طرازًا معماريًا لا يزال ينطق بروح ذلك الزمن.

في هذا المقال، نأخذكم في رحلة استثنائية إلى عمق العمارة المكية قبل قرن، مستعرضين مساحاتها، مواد البناء المستخدمة، وتقنيات التشييد التي صاغت ملامحها. كما نستعرض كيف تفاعلت هذه الأحياء مع طبيعتها الاجتماعية، وكيف أثّرت في هوية مكة الحضارية التي نراها اليوم.

ما يثير الانتباه حقًا هو محدودية الصور التاريخية الموثّقة لهذه الأحياء. بل وحتى القليل المتوفر منها يحمل علامات مائية تُقلل من إمكانية مشاركتها بحرية. وهنا، ندعو القارئ الكريم الذي يملك صورًا موثوقة أو مواد أرشيفية تدعم هذا البحث إلى مشاركتها معنا، بهدف إثراء هذا المبحث الفريد عن العمارة المكية وتراثها العريق.

Stages of changing Mecca from expansion to the Grand Mosque
مراحل تغيير مكة المكرمة من التوسع للحرم المكي

في عام 2015 نشر مكتب معماري في مكة المكرمة صورة فضائية توضح الشكل الحالي للوضع الراهن لتوسعة الحرم المكي ، و هذه الصورت تبين التطور المميز للعمارة المكية من اجل توسعة الحرم المكي و الذي امتد من النبي ابراهيم و حتي العصر الحالي لايستيعاب الطلب المتزايد كمزار ديني مهم يعتبر الاهم في العالم

انضموا إلينا في هذه الرحلة لاكتشاف الماضي المعماري المذهل لمكة المكرمة، مدينة لا يزال تاريخها ينطق في حاضرها.

القسم الأول: التطور المعماري والثقافي لمكة المكرمة

في قلب الجزيرة العربية، تتربع مكة المكرمة كواحدة من أقدم المدن في التاريخ الإسلامي، حيث شهدت تحولات معمارية وثقافية عميقة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. كانت هذه الفترة زمنًا لتلاقح الثقافات وتنوع الأساليب المعمارية، مما أضفى على المدينة طابعًا فريدًا ومميزًا.

التأثيرات الثقافية والتجارية:

مع تزايد أعداد الحجاج والتجار الوافدين إلى مكة من مختلف بقاع العالم الإسلامي، أصبحت المدينة مركزًا للتبادل الثقافي والتجاري. هذا التدفق البشري المستمر جلب معه تأثيرات معمارية متنوعة، حيث تأثرت العمارة المكية بالأنماط العثمانية، الهندية، واليمنية، مما أدى إلى تنوع في التصاميم والزخارف.

الطابع المعماري لمكة:

تميزت المباني في مكة باستخدام مواد بناء محلية مثل الحجر والطين، مع اعتماد الأسقف الخشبية والنوافذ المزخرفة. كانت البيوت تتألف من طوابق متعددة، تعكس مكانة العائلة الاجتماعية والاقتصادية. كما كانت الأزقة الضيقة والمتعرجة تعكس التخطيط العمراني التقليدي، مما أضفى على المدينة طابعًا حميميًا ومترابطًا.

الأحياء المكية القديمة:

من بين الأحياء الشهيرة في تلك الفترة:

حارة الشامية: كانت موطنًا للعديد من العائلات الثرية والتجار البارزين.

حارة الشبيكة: اشتهرت بأسواقها ومنازلها المزخرفة.

جبل هندي: سمي بهذا الاسم نسبةً إلى الجالية الهندية التي استقرت فيه، وجلبت معها تأثيرات ثقافية ومعمارية مميزة.

العائلات المكية البارزة:

سكنت مكة العديد من العائلات العريقة التي لعبت دورًا محوريًا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمدينة. من بين هذه العائلات:

آل اليماني: سكنوا حارة المسفلة، وكانوا من العائلات البارزة في المجتمع المكي.

آل الشبلي: من سكان حارة المسفلة، ولهم دور مهم في الحياة الاجتماعية.

آل أبي رزيزة: عائلة معروفة بتجارتها ونشاطها الاقتصادي.

آل القرط: من العائلات التي سكنت حارة المسفلة، ولها تاريخ عريق في مكة.

آل بن خالد: عائلة ذات حضور بارز في المجتمع المكي.

آل محمود: من العائلات التي ساهمت في الحياة الثقافية والاجتماعية لمكة.

آل مفتى: عائلة معروفة بدورها الديني والعلمي في مكة.

آل جوهرجي: من العائلات التجارية البارزة في مكة.

آل الملوش: عائلة ذات تاريخ وحضور في المجتمع المكي.

آل عطاس: من العائلات التي ساهمت في الحياة الاقتصادية لمكة.

آل العيدروس: عائلة معروفة بدورها الثقافي والديني في مكة.

آل بكري نوري: من العائلات التي سكنت حارة المسفلة، ولها حضور اجتماعي بارز.

آل عساس: عائلة ذات دور في الحياة الاجتماعية لمكة.

آل كوشك: من العائلات التجارية المعروفة في مكة.

آل الدعجاني: عائلة ذات حضور في المجتمع المكي.

آل الراشد: من العائلات التي ساهمت في الحياة الاقتصادية لمكة.

آل الرمضاني: عائلة معروفة بدورها الاجتماعي في مكة.

آل السنود: من العائلات التي سكنت حارة المسفلة، ولها تاريخ في مكة.

آل خيرو: عائلة ذات حضور في المجتمع المكي.

آل الباناني: من العائلات التي ساهمت في الحياة الثقافية لمكة.

آل بانوير: عائلة معروفة بدورها الاجتماعي في مكة.

آل إمام: من العائلات التي سكنت حارة المسفلة، ولها حضور ديني بارز.

هذه العائلات، وغيرها، ساهمت في تشكيل النسيج الاجتماعي والاقتصادي لمكة المكرمة خلال تلك الفترة، وكانت من بين العائلات التي سكنت حارة المسفلة.

الثراء والتأثير الاجتماعي:

ازدهرت مكة كمركز تجاري وديني، حيث كانت العائلات الثرية تستثمر في بناء منازل فاخرة تعكس مكانتها. كانت هذه المنازل تتميز بالمساحات الواسعة والزخارف الفنية، مع وجود أفنية داخلية توفر الخصوصية و الراحة ، مصدر دخل اغلب العائلات المكية كان من الطوافة ، حيث كان المطوف يقوم باستضافة عدد من الحجاج و يقوم بالاهتمام بهم حتي اتمام فريضة الحج و قد و حيث خص النبي ابراهيم ربه بالدعاء لاهل مكة وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) و هذا من اسباب ما امن لاهل مكة اسباب المعيشة المقبولة و مما انعكس بعض الشيء علي عمارتهم و مساكنهم السابقة.

مكة: المدينة الجبلية المقدسة:

إذا كانت موناكو تُعرف بمدينتها الجبلية وإطلالتها على البحر، فإن مكة تتميز بجبالها التي تحتضن الكعبة المشرفة. هذا الموقع الجغرافي الفريد أضفى على المدينة طابعًا روحيًا ومعماريًا مميزًا، حيث تندمج الطبيعة مع البنيان في تناغم فريد.

العمارة المكية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر:

القسم الثاني: الطراز المعماري المكي وأنماطه وتفاصيله

في رحاب مكة المكرمة، تتجلى روائع العمارة الإسلامية التي تعكس تمازجًا فريدًا بين التأثيرات الثقافية والبيئية والاجتماعية. خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تميزت العمارة المكية بطابعها الخاص الذي لبّى احتياجات سكانها وزوارها، مع مراعاة الظروف المناخية والموارد المتاحة.

الخصائص العامة للعمارة المكية:

المواد المستخدمة: اعتمد البناؤون على المواد المحلية المتوفرة، مثل الحجر والطين، لتشييد الجدران، بينما استُخدمت الأخشاب المستوردة، كخشب “الفنّي” و”القندل”، في صناعة الأسقف والرواشين.

التصميم المناخي: تميزت المباني بقدرتها على التكيف مع المناخ الحار، من خلال تصميمات تهوية طبيعية ومعالجات معمارية تقلل من تأثير الحرارة.

الزخارف والتفاصيل الفنية: أُضفيت لمسات جمالية على المباني عبر الزخارف الخشبية والنقوش القرآنية، مما أضفى روحانية وجمالًا على العمارة.

أنماط العمارة في الأحياء المكية:

1. حارة الشامية:

الموقع والتسمية: تقع شمال غرب المسجد الحرام، وسُميت نسبةً إلى اتجاهها نحو بلاد الشام.

الطراز المعماري: تميزت بمنازلها ذات الطوابق المتعددة، والشرفات المزخرفة بالرواشين الخشبية، التي تعكس التأثيرات العثمانية.

العائلات البارزة: سكنت بها عائلات تجارية مرموقة، مثل آل الكردي وآل البغدادي، الذين أثروا الحياة الاقتصادية في مكة.

2. حارة الشبيكة:

الموقع والتسمية: تقع غرب المسجد الحرام، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى تشابك طرقها وأزقتها.

الطراز المعماري: اشتهرت بمنازلها المزينة بالزخارف الهندسية والنقوش الإسلامية، مع استخدام واسع للرواشين التي توفر التهوية والظل.

العائلات البارزة: من أبرز سكانها آل السقاف وآل الزواوي، الذين كان لهم دور كبير في النشاطات الدينية والتجارية.

3. جبل هندي:

الموقع والتسمية: يقع جنوب شرق المسجد الحرام، وسُمي نسبةً إلى الجالية الهندية التي استقرت فيه.

الطراز المعماري: انعكس التأثير الهندي في تصميم المنازل، حيث استخدمت الألوان الزاهية والزخارف النباتية، مع دمج العناصر المعمارية المحلية.

العائلات البارزة: استوطنت المنطقة عائلات هندية مسلمة، مثل آل رحمن وآل أحمد، الذين جلبوا معهم تقاليدهم وثقافاتهم، مما أثرى التنوع الثقافي في مكة.

4. حارة الباب:

الموقع والتسمية: تقع بالقرب من باب العمرة، أحد أبواب المسجد الحرام.

الطراز المعماري: تميزت بمنازلها المتقاربة ذات الأفنية الداخلية، التي توفر الخصوصية والراحة للسكان، مع استخدام الرواشين المزخرفة.

العائلات البارزة: من العائلات التي سكنت الحارة آل باعشن وآل بافيل، الذين كانوا معروفين بنشاطاتهم التجارية والخيرية.

تفاصيل معمارية مميزة:

الرواشين: تُعد الرواشين من أبرز السمات المعمارية في مكة، وهي نوافذ خشبية بارزة مزخرفة، توفر التهوية والظل، وتمنح المباني طابعًا جماليًا فريدًا.

الأفنية الداخلية: احتوت العديد من المنازل على أفنية داخلية (حوش)، تُعد مركزًا للنشاط العائلي، وتساعد في تنظيم درجة الحرارة داخل المنزل.

الطراز: هو نوع من الحليات كالحزام يطوق الجدار، تُكتب فيه الآيات القرآنية أو أبيات الشعر، مما يضفي بُعدًا روحانيًا وجماليًا على المباني.

تم بناء المباني بالحجارة من الجبال القريبة، والجير من الجبال البعيدة، والأخشاب المستوردة مثل “فيني” للستائر و”قندل” للأسقف، مما يعكس مزيجًا من الموارد المحلية والتأثيرات الخارجية. ساعدت هذه المواد في تحقيق الراحة الحرارية المطلوبة داخل المنازل مع الالتزام بالجماليات المعمارية الفريدة للمنطقة.

تم بناء المنازل مع التركيز على السلامة والوظائف والجمال، اقتصاديًا وجغرافيًا. لم يتضمن التخطيط استخدام مواد باردة مثل الطين والطوب اللبن والخشب فحسب، والتي كانت مثالية للمناخ الحار، بل تضمن أيضًا ترتيب المساحات لاحترام الخصوصية والمعايير الاجتماعية. تتميز المنازل بـ “رواشين” خشبية معقدة (واجهات خشبية مزخرفة) وتم التخطيط لها لضمان التهوية الجيدة والضوء دون المساس بخصوصية المباني المجاورة.

وقد أشرف على أسلوب البناء هذا “القراري” أو “الريس”، الذي على الرغم من عدم تدريبه رسميًا في مجال العمارة، إلا أنه اعتمد على أساليب بديهية وتقليدية لتصميم منازل عملية وممتعة من الناحية الجمالية وتحترم آداب السلوك الاجتماعي. وقد تم تخصيص المساحات بذكاء لمختلف الجنسين والوظائف الاجتماعية، مع الاهتمام التفصيلي بوضع النوافذ والأبواب للحفاظ على اللياقة والجاذبية الجمالية.

إن استخدام المساحة والمواد في العمارة الحجازية التقليدية لم يلب الاحتياجات الوظيفية فحسب، بل التزم أيضًا بالمعايير الأخلاقية، مما جعل المباني ليست مجرد ملاجئ فحسب، بل وأيضًا جزءًا من النسيج الثقافي الذي يحترم ويعزز الحياة الجماعية.

حارة الشامية مكو قبل ازالتها ، الصورة لعام ٢٠٠٤

التأثيرات الثقافية والتجارية:

نظرًا لموقعها كمركز ديني وتجاري، تأثرت العمارة المكية بالعديد من الثقافات، حيث جلب الحجاج والتجار معهم أساليب معمارية متنوعة، مما أدى إلى تنوع وثراء في الطراز المعماري للمدينة.

حاليا تظهر جدة البلد كرمز ثقافي ثري و معماري يصف اهالي جدة القديمة ، لكن الحقيقة المنصفة حول الملائة المالية و القوة التجارية كانت ترجح لاهالي مكة المكرمة قديما ، و ما نتج عنها من توسع و نمو امتد الي جدة بعد ذلك ، لكن طبيعة اهل مكة انهم اكثر شدة كون انهم يتعاملون مع الزوار كثيرا و ليس لديهم سعة البال و السهولة الساحلية التي يتمتع بها الجدوايون ، بل ان الطبيعة الجبلية اثرت علي الشخصة المكية التي جعلت من اهلها اكثر حزما

القسم الثالث: الحضور والعبق التاريخي للعمارة المكية بعد اندثارها

على الرغم من اندثار العديد من معالم العمارة المكية التقليدية نتيجة للتوسعات المتتالية للحرم المكي الشريف، إلا أن أثرها وعبقها التاريخي لا يزالان حاضرين في الذاكرة الجماعية والثقافة المحلية. لقد تركت تلك المباني بصمة لا تُمحى على هوية مكة المكرمة، مما يجعل استذكارها والاحتفاء بها جزءًا لا يتجزأ من فهم تاريخ المدينة وتطورها.

التوسعات والتطوير:

شهد المسجد الحرام عبر العصور توسعات متعددة لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين. في العصر الحديث، بدأت التوسعات السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود واستمرت في عهد أبنائه، حيث أُضيفت مساحات كبيرة للمسجد الحرام، مما أدى إلى إزالة بعض الأحياء القديمة المحيطة به، مثل الشامية والشبيكة وحارة الباب.

الحفاظ على الذاكرة التاريخية:

على الرغم من إزالة تلك الأحياء، إلا أن الذاكرة الثقافية للمجتمع المكي لا تزال تحتفظ بتفاصيل الحياة في تلك المناطق. القصص والحكايات التي تناقلتها الأجيال عن بساطة الحياة وذكريات الحارة تعكس الروابط الاجتماعية القوية التي كانت تجمع سكان تلك الأحياء.

إعادة إحياء الأسماء:

في خطوة لإعادة إحياء التراث، قامت أمانة العاصمة المقدسة بإطلاق أسماء الأحياء القديمة التي أزيلت في توسعة الحرم المكي الشريف على عدد من المخططات الجديدة في جنوب مكة المكرمة، مع إضافة عبارة “الجديد” إليها، مثل “حي النقا الجديد” و”حي الغزة الجديد” و”حي الشبيكة الجديد”. هذه المبادرة تعكس الرغبة في الحفاظ على الهوية التاريخية لتلك الأحياء وربطها بالجيل الحالي.

التأثير الثقافي والمعماري:

العمارة المكية التقليدية، بما فيها من تفاصيل فنية وزخارف فريدة، أثرت بشكل كبير على العمارة الإسلامية في المنطقة. الرواشين الخشبية المزخرفة والأفنية الداخلية والطرز المعمارية التي كانت تميز تلك المباني أصبحت مصدر إلهام للمعماريين المعاصرين الذين يسعون للحفاظ على التراث وإدماجه في التصاميم الحديثة.

المساحات والتصاميم المعمارية

1. المنازل التقليدية

  • المساحة الإجمالية:
    • تراوحت مساحة المنازل التقليدية في مكة المكرمة بين 100 إلى 250 مترًا مربعًا، موزعة على طابقين أو ثلاثة.
  • التصميم الداخلي:
    • احتوت المنازل على فناء داخلي (حوش) بمساحة تقارب 25 مترًا مربعًا، يُستخدم للتهوية والإنارة الطبيعية.
    • الغرف كانت بمساحات تتراوح بين 12 إلى 20 مترًا مربعًا، مع أسقف بارتفاع يصل إلى 3.5 متر لتسهيل دوران الهواء.

2. الأزقة والشوارع

  • العرض:
    • تراوحت عرض الأزقة بين 2 إلى 4 أمتار، مما ساعد في توفير الظلال والتهوية الطبيعية.
  • التخطيط:
    • الشوارع كانت متعرجة وغير منتظمة، مما أضفى طابعًا مميزًا على النسيج العمراني للمدينة.

المواد المستخدمة في البناء

1. الأحجار

  • أنواع الأحجار:
    • استخدمت الأحجار المحلية المستخرجة من جبال مكة، مثل الحجر الجيري والجرانيت، في بناء الجدران والأساسات.
  • أحجام الأحجار:
    • تفاوتت أحجام الأحجار بين 30 إلى 50 سم في الطول، و20 إلى 30 سم في العرض، و15 إلى 25 سم في الارتفاع.

2. الأخشاب

  • أنواع الأخشاب:
    • استخدم خشب الساج المستورد من الهند في صناعة الأبواب والنوافذ، بينما استُخدم خشب الأثل المحلي في الأسقف والدعامات.
  • الأبعاد:
    • الأعمدة الخشبية كانت بطول 3 إلى 4 أمتار وقطر 20 إلى 25 سم، بينما الألواح الخشبية المستخدمة في الأسقف كانت بسماكة 5 سم وعرض 30 سم.

3. الطين واللبن

  • استخدامات:
    • استُخدم الطين المخلوط بالتبن في صناعة الطوب اللبن لبناء الجدران الداخلية والفواصل، حيث كانت أبعاد الطوبة الواحدة 25×25×7 سم.

تقنيات البناء وخطواته

1. الأساسات

  • الحفر والتجهيز:
    • تم حفر الأساسات بعمق يتراوح بين 1.5 إلى 2 متر، وعرض 80 سم، لضمان استقرار المبنى.
  • وضع الأحجار:
    • رُصّت الأحجار الكبيرة في الأساسات مع استخدام مونة من الطين والجير لربطها.

2. الجدران

  • البناء بالحجر:
    • بُنيت الجدران الخارجية بسمك 50 إلى 60 سم باستخدام الأحجار المحلية، مما وفر عزلًا حراريًا طبيعيًا.
  • البناء باللبن:
    • الجدران الداخلية بُنيت باستخدام الطوب اللبن بسمك 20 إلى 30 سم، لتقليل الوزن وتسهيل البناء.

3. الأسقف

  • التركيب:
    • وُضعت الأعمدة الخشبية (الجذوع) على مسافات متساوية تتراوح بين 80 إلى 100 سم، ثم غُطيت بألواح خشبية، وفوقها طبقة من الطين المخلوط بالتبن بسماكة 10 سم للعزل.

4. التشطيبات

  • اللياسة والتبييض:
    • استُخدمت مونة من الجير والرمل في اللياسة، ثم طُليت الجدران بمحلول الجير الأبيض للتبييض والتعقيم.
  • الأرضيات:
    • الأرضيات كانت تُغطى بطبقة من الطين المدكوك، وفي بعض المنازل الفاخرة استُخدمت بلاطات حجرية مصقولة.

الخاتمة:

على الرغم من التغيرات العمرانية الكبيرة التي شهدتها مكة المكرمة، إلا أن عبق العمارة المكية التقليدية لا يزال حاضرًا في الذاكرة والوجدان. إن استذكار تلك الحقبة والاحتفاء بها يعزز من فهمنا لتاريخ المدينة المقدسة ويساهم في الحفاظ على هويتها الثقافية والمعمارية للأجيال القادمة.

Similar Posts

One Comment

  1. 🌹معلومات لمن يرغب معرفتها🌹

    ١ )أول طيار سعودي هو عبدالسلام أحمد سرحان المولود بمكة عام ١٣٢٠هـ .

    ٢ ) أول مصلحة للصحة أنشأت في مكة المكرمة عام ١٣٤٣هـ .

    ٣ ) أول مستشفى أنشئ في المملكة هو مستشفى الملك عبدالعزيز بالزاهر بمكة المكرمة وضع حجر أساسه الملك عبدالعزيز عام ١٣٦٥هـ .

    ٤ ) أول دفاع مدنى أنشئ في مكة المكرمة وذلك بالأمر السامي بتاريخ ١/١/١٣٤٦هـ .

    ٥ ) أول مدرسة نظامية هي المدرسة الصولتية بمكة المكرمة أنشئت عام ١٢٩٢هـ .

    ٦) أول إذاعة أنشئت كانت بمكة المكرمة في٢٣-٩-١٣٦٨هـ وكان أول بث لها من مكة المكرمة في ٩-١٢-١٣٦٨هـ .

    ٧ ) أول كتابة عدل أنشئت بمكة المكرمة وكان رئيسها الشيخ عرابي بن محمد سجيني .

    ٨ ) أول محرقة نفايات أنشئت بمكة المكرمة .

    ٩ ) أول جمعية إسعاف تأسست كانت بمكة المكرمة .

    ١٠ ) أول مطبعة حكومية كانت بمكة المكرمة وكان مقرها بحي أجياد .

    ١١ ) أول مجزرة كانت مجزرة منى .

    ١٢ ) أول جامعة سعودية تمنح شهادة الدكتوراه كانت جامعة أم القرى ، وقد حصل عليها ابن مكة المكرمة الدكتور شرف بن على الشريف .

    ١٣ ) تم إعلان أسم المملكة العربية السعودية من مكة المكرمة .

    ١٤ ) أول طريق جرى رصفه كان بمكة المكرمة طريق المسعى .

    ١٥ ) أول شارع جرى تغطيته لحماية المشاة من الشمس كان بمكة المكرمة شارع المدعى بالجودرية .

    ١٦ ) أول جسر شيد ببلادنا كان بمكة المكرمة وهو جسر الحجون .

    ١٧ ) أول إدارة مرور كانت إدارة مرور مكة المكرمة ، وكانت تسمى بقلم المرور عام ١٣٤٥هـ .

    ١٨ ) أول إشارة مرور يدوية كانت بمكة المكرمة وكانت في ميدان الغزة ، والأخرى بميدان الحجون .

    ١٩ ) أول إدارة جوازات كانت بمكة المكرمة وكانت تابعة لمدير شرطة مكة المكرمة وذلك في عام ١٣٤٣هـ .

    ٢٠ ) أول شرطة نجدة تأسست بمكة في عام ١٣٨٥هـ .

    ٢١ ) أول محطة كهرباء كانت بمكة المكرمة وهي محطة باحمدين ، وأول ظهور للكهرباء كان في المسجد الحرام عام ١٣٤٦هـ .

    ٢٢ ) أول مصنع ثلج أنشئ بمكة المكرمة أنشأه الشيخ عبدالله باحمدين ، ملاصق لمقابر المعلاة .

    ٢٣ ) أول شبكة مجاري أنشئت بمكة المكرمة .

    ٢٤ ) أول مقر لوزارة الخارجية كان بمكة المكرمة وكان إسمها : مديرية الشؤون الخارجية ، وعين مديرًا لها عبدالله الدملوجي في ربيع أول ١٣٤٤هـ . وفي شهر رجب ١٣٤٩هـ صدر أمر ملكى بتحويلها إلى وزارة وتم تعين الامير فيصل بن عبدالعزيز وزيرًا لها وهي أول وزارة أحدثت بصفة رسمية .

    ٢٥ ) أول شبكة مياه كانت شبكة المياه بمكة المكرمة .

    ٢٦ ) أول مهندس سعودي كان المهندس عبدالقادر حمزه كوشك وحصل على الشهادة من جامعة القاهرة عام ١٣٨٢هـ .

    ٢٨ ) أول مكتبة كانت بمكة المكرمة مكتبة الحرم .

    ٢٩ ) أول كلية أنشئت كلية الشريعة بمكة المكرمة .

    ٣٠ ) أول صيدلية في بلادنا هي صيدلية حامد زاهر في المسعى .

    ٣١ ) أول إدارة تعليم أنشئت إدارة تعليم مكة المكرمة في عام ١٣٨٠هـ.

    ٣٢ ) أول قسم أنشئ لرعاية الشباب كان بمكة المكرمة ضمن إدارة التعليم .

    ٣٣ ) أول مصرف مالي أنشئ كان بمكة المكرمة وهو مصرف الكعكي .

    ٣٤ ) أول فندق كان بمكة المكرمة وهو فندق الكعكي ( فندق مصر ) بأجياد .

    ٣٥ ) أول بنك كان البنك الأهلي التجاري ل ( بن محفوظ ) وشركاؤه من آل الكعكي وكان بمكة المكرمة عام ١٣٧٣هـ .

    ٣٦ ) أول بيت مال المسلمين كان بمكة المكرمة عام ١٣٤٤هـ .

    ٣٧ ) أول إدارة للقضايا والحقوق أنشئت بمكة المكرمة مديرها الشيخ إبراهيم عرابي سجيني عام ١٣٨١هـ .

    ٣٨ ) أول دار رعاية إجتماعية كانت بمكة المكرمة .

    ٣٩ ) أول طابع بريد صدر بمكة المكرمة وكتب عليه ( بريد حجازي، مكة المكرمة ) في عام ١٣٣٤هـ .

    ٤٠ ) أول ديوان خدمة كان بمكة المكرمة ، ثم أطلق عليه ديوان المأمورين وذلك في عام ١٣٤٥هـ .

    ٤١ ) أول معلمة في العهد السعودي كانت الشريفة خزيمة شمس البركاتي في ١٣٨٠هـ .

    ٤٢ ) أول مديرة متوسطة كانت الشريفة خيرية البركاتي بمكة المكرمة عام ١٣٨٠هـ .

    ٤٣ ) أول مديرة إبتدائية كانت إعتدال أبا السمح في مكة المكرمة عام ١٣٨٠هـ .

    ٤٤ ) أول طبيبة سعودية بكالوريوس في الطب هي الشريفة نوال جمل الليل بمكة المكرمة تخرجت من باكستان .

    ٤٥ ) أول عملة نقدية سُكَّتْ كانت في مكة المكرمة عام ١٣٤٣هـ ، وكتب عليها مملكة الحجاز وسلطنة نجد ، من فئة نصف قرش وربع قرش ، وتحمل إسم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، وأول ريال ضُرِب كان بمكة المكرمة في عام ١٣٤٦هـ وكتب عليه ( ضرب بمكة المكرمة ).

    ٤٦ ) أول طريق إسفلت كان طريق مكة جدة .

    ٤٧ ) أول رئيس للموانئ كان ابن مكة المكرمة الدكتور فائز بدر .

    ٤٨ ) أول وزير للحج والأوقاف كان حسين عرب ابن مكة المكرمة ، وتأسست الوزارة في ١٣٨١مقرها مكة المكرمة

    ٤٩ ) أول من أُطلق عليه لقب الأمين هو الشيخ عباس يوسف قطان عندما عينه الملك عبدالعزيز رئيسًا للبلدية بمكة المكرمة ، وأطلق عليه هذا اللقب ، وقد كان القطان رئيسًا للبلدية منذ أيام الشريف حسين .

    ٥٠ ) أول رئيس بلدية في مكة كان الشيخ عبدالقادر الشيبي حيث عينه الشريف حسين عام ١٣٣٢هـ .

    ٥١) أول نافورة مياه أنشئت كانت بمكة المكرمة .

    مكة منبع النهضة والحضارة ومنهل الحياة دعوة سيدنا ابراهيم عليه السلام ….
    وكيف لا نحبك يامكة وإن كنت ومازلت قبلة المسلمين ليوم الدين!! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *