برج زينيث بنغالور: إعادة تشكيل المشهد التجاري على حافة حديقة الجولف

Home » الأخبار » برج زينيث بنغالور: إعادة تشكيل المشهد التجاري على حافة حديقة الجولف

المدينة الكبرى في الهند تستقبل إضافة معمارية هادئة وحاسمة. يرتفع مبنى تجاري، يصل ارتفاعه إلى 70 متراً، ليقدم نموذجاً مختلفاً لمساحات العمل. يقع الهيكل بمحاذاة نادي الجولف، ويستفيد من هذا الموقع الاستراتيجي رغم القيود الكبيرة المفروضة عليه، بما في ذلك الارتدادات المحدودة والواجهة الضيقة. كان التحدي الأساسي هو صياغة هيكل فعال تشغيلياً. كما كان عليه أن يحافظ على حضور بصري متماسك في بيئة حضرية مزدحمة. هذا الإنجاز رسّخ مكانة برج زينيث بنغالور كوجهة أعمال رئيسية.

مبنى زجاجي يندمج مع الأشجار، ضوء النهار يعزز تدرجاته.
من خلال أوراق الشجر، يظهر المبنى بواجهته الزجاجية المتدرجة، حيث يلعب الضوء دورًا في إبراز حركته وانسجامه مع البيئة الخضراء المحيطة.

رحلة الزائر: من الشارع المزدحم إلى هدوء الواحة الداخلية

تبدأ تجربة المكان في الطابق الأرضي بحركة مقصودة تختلف عن المعتاد. بدلاً من اللوبي التقليدي المرتفع، ينحت التصميم فراغًا مدخليًا عميقًا، يشكل مظلة عالية توفر إحساسًا بالحماية والانتقال الهادئ من صخب الخارج. يمر الزائر بتجربة دخول رقمية متطورة، حيث يختفي الاستقبال المأهول لصالح كشك افتراضي يدير عمليات الدخول وإصدار التصاريح بكفاءة وسلاسة. تكمل هذه التجربة شاشات عرض رقمية كبيرة، لا تقتصر وظيفتها على الإرشاد، بل تعمل كمنصة للفنون البصرية المعاصرة، مؤكدة على البُعد التكنولوجي الجديد الذي يتبناه برج زينيث بنغالور.

زوايا المبنى المنحنية تعكس السماء، تدرجات الضوء تخلق حركة ديناميكية.
من الأسفل، تبرز الزوايا الدائرية والواجهة الزجاجية التي تعكس السحب، حيث يتحول الضوء إلى عنصر معماري يُحيي جسد المبنى ويمنحه إحساسًا بالارتفاع.

العمارة الاستراتيجية: الدوران المدروس يشكل هوية البرج

البرج المكون من 13 طابقًا مصمم حول مخطط مستطيل يراعي الارتداد الأمامي الإلزامي البالغ 16 مترًا. لتحقيق هوية متميزة على هذه القطعة الأرضية الضيقة، طبق المصممون إستراتيجية دقيقة: تدوير الكتلة العلوية وتحريكها قليلاً. لم يكن هذا التحريك مجرد لفتة جمالية، بل وظيفي؛ خلق شرفات مفتوحة ومناطق استراحة نشطة. كما أن زوايا المبنى، التي تم تشكيلها بنصف قطر يبلغ 5 أمتار، تعمل على دمج الأوجه المختلفة في كتلة واحدة ناعمة ومستمرة. من أي زاوية مشاهدة، سواء من ملاعب الجولف أو الطرق المحيطة، يظهر برج زينيث بنغالور ككائن موحد، ما يلغي الفصل التقليدي بين الواجهات الأمامية والخلفية.

مبنى يرتفع بين الأشجار، واجهته الزجاجية تعكس تدرجات السماء الملبدة.
يطل المبنى من خلال فراغات الأوراق، حيث تُضفي السحب المتنقلة على الواجهة الزجاجية حيويةً ديناميكيةً، وتؤكد الانسجام بين البنية المعمارية والبيئة الطبيعية المحيطة.

انسجام المواد والأداء: الواجهة تتفاعل مع حركة الشمس

يغلف المبنى نظام واجهة متكرر وعالي الأداء، يعتمد على وحدة ستارة زجاجية مفردة. هذا النظام لم يهدف فقط إلى تبسيط الإنشاء وتركيب الواجهة، بل كان حاسمًا في تحقيق الكفاءة الحرارية. يتضمن التصميم الزجاج المائل الذي يحجب ضوء الشمس المباشر بشكل فعال مع الاحتفاظ بالإطلالات الخارجية الواسعة. مع تغير حركة الضوء على مدار اليوم، تتحول تعابير الواجهة بفضل الدعامات المخروطية، ما يمنح المبنى مظهراً ديناميكياً. يمثل هذا التوجه مثالاً على المشاريع التي تتبنى حلول استدامة سلبية.

تتكون مكونات الواجهة والتقنيات الأساسية من:

  1. وحدات ستائر زجاجية: تشكل 100% من تغطية الارتفاع.
  2. تصميم الزجاج: زجاج مائل بزاوية لحماية داخلية محسّنة من الشمس.
  3. المعالجة السطحية: تطبيق معالجة ذاتية التنظيف للزجاج، تحافظ على الوضوح في ظل بيئة المدينة.
  4. عناصر التوجيه: دعامات رأسية مخروطية الشكل لضبط انعكاس الضوء.
  5. المساحات الخضراء: استخدام منحوتات من الجرانيت في تصميم الحدائق الأرضية.
واجهة زجاجية منتظمة تندمج مع الخضرة، ضوء النهار يبرز نسيجها الدقيق.
تظهر الواجهة بتفاصيلها الرأسية المتناسقة بين أوراق الأشجار، حيث يُضفي الضوء الطبيعي إحساسًا بالعمق والحركة، مُشكلًا حوارًا هادئًا بين الهندسة والطبيعة.

البيئة والمجتمع: مساحات خضراء لتخفيف الضغط الحضري

انطلاقًا من ضرورة توفير بيئة عمل متوازنة، دمج التصميم مساحات خضراء لتعزيز رفاهية شاغلي المبنى. في الجزء العلوي، توفر حديقة السطح ذات المناظر الطبيعية إطلالات دون عوائق على الأفق الحضري، بينما تعمل شرفات البوديوم كمناطق للاجتماعات غير الرسمية والعمل الخارجي. في قلب المشروع، توفر حديقة مجتمعية مزينة بمنحوتات من الجرانيت، إحساسًا بالهدوء، وتقدم ملاذًا ثقافيًا هادئًا بعيدًا عن الإيقاع السريع للمدينة المحيطة. يثبت برج زينيث بنغالور كيف يمكن للتخطيط الحضري أن يحول موقعًا ضيقًا ومقيّدًا إلى مساحة عمل جاهزة للمستقبل.

✦ نظرة تحريرية من ArchUp

يمثل برج زينيث بنغالور تمرينًا صارمًا في الهندسة المعمارية التكيفية. يتجسد الوصف البصري في التكوين النحتي الموحد. تُبرز الزوايا ذات القطر 5 أمتار وحدة الكتلة الزجاجية، وتلغي التباين بين الواجهات. نجح التصميم في معالجة الموقع المقيد بذكاء. تم ذلك عبر الدوران المبرمج للكتلة العلوية، ما أدى إلى إيجاد فضاءات حيوية. لكن المقاربة تثير تساؤلاً حول هيمنة الأداء الشكلي على الوعي السياقي. فقد تم تكريس الواجهة عالية التقنية لخدمة المتطلبات الداخلية للمستأجر العالمي. هناك تركيز مفرط على الحلول الرقمية للدخول. يظل المشروع نموذجًا ذا قيمة عالية. إنه يبرهن على ما يضيفه الانضباط المعماري لمواقع الأعمال المزدحمة.

Further Reading from ArchUp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *