يُعتبر برج شارد أحد أبرز المعالم المعمارية في العاصمة البريطانية لندن، حيث يجمع بين التصميم الهندسي المبتكر والوظائف المتعددة التي تلبي احتياجات الحياة اليومية. سنتناول في هذا المقال تاريخ البرج وتصميمه المميز، إضافة إلى ميزاته الرئيسية وتأثيره على المدينة. كما سنناقش بعض النقاط المتعلقة بالتحديات التي واجهت المشروع، وأهميته كواجهة حضرية تجسد فكرة “المدينة العمودية”. وفي الختام، نقدم قسمًا خاصًا للأسئلة الشائعة وملخصًا شاملًا لأبرز النقاط.
تاريخ بناء برج شارد
بدأ العمل على برج شارد في عام 2009 بعد هدم أبراج ساوثوارك القديمة، ليصبح جزءًا من مشروع تطوير حديث يهدف إلى إعادة إحياء المنطقة الواقعة جنوب نهر التايمز. كان هناك اعتراضات في البداية من قبل الهيئات الثقافية بسبب موقع البرج، لكن دعم عمدة لندن للمشروع ساعده على المضي قدمًا.
واجه المشروع تحديات مالية نتيجة الأزمات الاقتصادية العالمية آنذاك، لكن المستثمرين القطريين تمكنوا من توفير الدعم المالي اللازم لإكمال البناء. استغرق المشروع نحو ثلاث سنوات حتى تم افتتاحه رسميًا في عام 2012، ليصبح بذلك أطول مبنى في لندن بارتفاع 309.6 مترًا، ومتجاوزًا بذلك برج One Canada Square الذي كان يحتل الصدارة.
التصميم والإنشاء
يتميز تصميم البرج ببنائه الزجاجي الذي يعكس الضوء بشكل فريد، مما يجعله يبدو وكأنه قطعة زجاج ضخمة تخترق السماء. الطريقة التي تم بها بناء البرج كانت أيضًا مبتكرة؛ إذ استخدم المهندسون تقنية البناء من أعلى إلى أسفل، وهي الأولى من نوعها في بريطانيا.
تم تصنيع الرافعات المستخدمة في البناء مسبقًا في يوركشاير، وكانت هذه الرافعات الأطول التي تم استخدامها في المملكة المتحدة وقتها. يتكوّن البرج من 95 طابقًا، ويضم مكاتب، فندقًا فاخرًا، مطاعم، شققًا سكنية، ومنصات مراقبة توفر إطلالة بانورامية على المدينة.
أهم مزايا البرج
منصات المراقبة
يعد الطابقان 68 و69 منصة مراقبة معروفة باسم “The View from The Shard”، وهما يوفران إطلالة بزاوية 360 درجة على لندن. يمكن للزوار في الأيام الصافية رؤية المعالم الشهيرة مثل كاتدرائية القديس بولس، برج لندن، وبيج بن، وحتى على بعد يصل إلى 40 ميلاً. أما الطابق 72 فهو مفتوح للعناصر، حيث يمكن للزوار الشعور بالنسيم الطبيعي والاستمتاع بالإطلالة دون أي عوائق.
تجربة الواقع الافتراضي
إلى جانب الإطلالة الحقيقية، يقدم البرج تجربة فريدة باستخدام سماعات الواقع الافتراضي. يستطيع الزوار خوض تجربة انزلاق افتراضي بسرعة 100 ميل في الساعة من جانب البرج، وهي تجربة مليئة بالإثارة رغم أنها آمنة تمامًا.
الاستخدامات المتعددة
يحتوي البرج على مجموعة متنوعة من الوظائف:
- الطوابق السفلية: مخصصة للمكاتب.
- الطوابق المتوسطة: تحتوي على فندق فاخر ومطاعم.
- الطوابق العليا: تتضمن شققًا سكنية فاخرة توفر إطلالات استثنائية.
التحديات والانتقادات
رغم النجاح الكبير الذي حققه البرج، إلا أنه لم يكن خاليًا من الانتقادات. فقد أثار اختيار الموقع بعض الجدل بين الهيئات الثقافية التي رأت أن البرج قد لا يكون مناسبًا للمنطقة التاريخية. كما أن الارتفاع الكبير للبرج أثار تساؤلات حول تأثيره على البيئة الحضرية المحيطة.
رأي ArchUp:
يبدو أن برج شارد هو مثال رائع على كيفية دمج العمارة الحديثة مع البيئة الحضرية، لكنه ليس بلا عيوب. التصميم الزجاجي الفريد يمنح البرج مظهرًا مستقبليًا، لكنه قد يتسبب في مشكلات تتعلق بانعكاس الحرارة والضوء، وهو أمر ينبغي النظر فيه عند تصميم المباني الشاهقة. بالإضافة إلى ذلك، التركيز الكبير على الاستخدامات التجارية والفاخرة قد يجعل البرج أقل تفاعلًا مع المجتمع المحلي مقارنة بالمباني متعددة الوظائف الأخرى.
الأثر على لندن
ساهم برج شارد في تعزيز مكانة لندن كمدينة عالمية ذات معمار متطور. كما أصبح مركزًا جذابًا للسياح والسكان المحليين على حد سواء. يجسد البرج فكرة “المدينة العمودية” التي تجمع بين العمل، السكن، والترفيه في مكان واحد، مما يقلل الحاجة إلى التنقل بعيدًا.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
- ما هو ارتفاع برج شارد؟
يبلغ ارتفاع البرج 309.6 مترًا. - هل يمكن للزوار الصعود إلى البرج؟
نعم، يوجد منصات مراقبة مفتوحة للجمهور. - ما هي أبرز المعالم التي يمكن رؤيتها من البرج؟
يمكن رؤية كاتدرائية القديس بولس، بيج بن، وبرج لندن. - هل البرج يستخدم فقط للأغراض السياحية؟
لا، يضم البرج مكاتب، فندقًا، مطاعم، وشققًا سكنية. - كيف كان تأثير البرج على منطقة ساوثوارك؟
ساعد في إعادة إحياء المنطقة وجعلها وجهة حضرية حيوية.
جدول تلخيصي لأهم النقاط
الموضوع | التفاصيل |
---|---|
الارتفاع | 309.6 متر، أطول مبنى في لندن |
الموقع | جنوب نهر التايمز، منطقة ساوثوارك |
الاستخدامات | مكاتب، فندق، مطاعم، شقق سكنية، منصات مراقبة |
منصات المراقبة | تشمل الطابقين 68 و69 مع إطلالة بزاوية 360 درجة |
التجربة الافتراضية | انزلاق افتراضي بسرعة 100 ميل في الساعة |
التحديات | اعتراضات ثقافية، صعوبات مالية، انتقادات بيئية |
ختامًا،
يُعد برج شارد أكثر من مجرد مبنى شاهق؛ إنه رمز لتطور العمارة الحديثة في لندن. بينما يقدم مزايا عديدة من حيث الوظائف المتعددة والإطلالات الرائعة، فإنه يواجه أيضًا تحديات تستدعي التفكير في كيفية تحقيق التوازن بين التصميم الحديث والتفاعل المجتمعي.